الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسن نجمي يكتب عن الأحزان والهموم اليومية والمتع

حسن نجمي يكتب عن الأحزان والهموم اليومية والمتع
12 مايو 2012
صدر حديثا للشاعر المغربي حسن نجمي مجموعة شعرية جديدة بعنوان “أذى كالحب” وتقع في 165 صفحة من القطع المتوسط. وكان هذا العمل الشعري قد توج بجائزة المغرب التي تمنحها وزارة الثقافة صنف الشعر دورة 2011. وقسمت قصائد المجموعة الصادرة عن منشورات مرسم في المغرب، على أبواب اختار لها الشاعر أسماء: “يأس مشمس” و”أقصى الغموض” و”جهة الحب” و “قصائد برتقالية” و”يوميات إيطالية” و”جهة الظل”. وفي كل فصل نقرأ الكثير من القصائد التي تنشغل بالشخوص والفضاءات، يصف تارة ما يراه وهو يجول في باريس وشوارعها ومقاهيها ومتاحفها، ينهل منها ما تيسر من المتع والأحاسيس المتدفقة والأحزان والهموم اليومية التي يشي بها هذا العالم المتوجس. كما نجد الشاعر في هذا الديوان يتغنى بالمرأة للمرأة ككائن جميل، المرأة الأخرى الأجمل لأنها تحمل معالم الآخر الأجنبي المحلوم به، والمنبهر به. من قصيدة “ مُونْيّارْنَاسْ “ نقرأ: إمْرَأةٌ شَقْرَاءُ نَحِيلَةُ الخَطْوِ كَشُعَاعٍ تَعْبُرُ تَحْتَ الرَّذَاذِ تَقِفُ فِي الانْتِظَارِ عِنْدَ سُلَّمِ قِطَارِ الأنْفَاقِ فِي شَارِعِ مُونْيَّارْنَاسْ تَتَأمَّلُ مَا تَبَقَّى مِنْ زُرْقَةٍ فِي السَّمَاءِ ثُمَّ تَلْمَسُ ضَجِرَةً سَاعَةَ اليَدِ كَأَنَّمَا تَأخَّرَ الكَوْنُ امْرَأةٌ تَقْطَعُ الشَّارِعَ تَفْتَحُ مِظَلَّتَهَا عِنْدَ تَقَاطُعِ المَمَرَّاتِ ??? وفي قصيدة “حجرة بيضاء”، والتي يهديها إلى صديقه الناقد صبحي حديدي يقول: وَاقِفٌ وَحْدِي أتَطَلَّعُ إلَى الغَيْمِ الخَفِيفِ كَسَجِينٍ يُطِلُّ فَيَرَى زُرْقَةَ السَّمَاءِ عَلَى خَشَبِ النَّافِذَةِ. ثُمَّ يَنْحَدِرُ بِعَيْنَيْهِ نَحْوَ شُعَاعِ القَيْدِ. لاَ يَعْرِفُ مَا يَفْعَلُ بِفَرَاغِ يَدَيْهِ. أكْتُبُ . أكْتُبُ . أكْتُبُ كَلِمَاٍت تُشْبِهُنِي – تَتَغَيَّرُ تَدَرُّجَاتُ الضَّوْءِ عَلَى بَيَاضِ صَفَحَاِتي. وَالمَسَاءُ. اللَّيْلُ. هَوَاءُ الشُّرْفَةِ الرَّطْبِ. أكْتُبُ وَالعَرَقُ جَدَاوِلُ تَنْحَدِرُ عَلَى لَحْمِي. كَأنَّنِي أرْسُمُ وَجْهَكِ الضَّنِيَّ فِي مُبْتَدَإ لَوْحَةٍ. وَالفرشَاةُ تَتَبَاطَأ كَأنَّ يَدي تُخَاصِمُ أَلْوَانَ المَاءِ. أسْمَعُ تَحْتَ النَّافِذَةِ وِلْدَانًا أَفَارِقَةَ سَاهِرِينَ. يُكَلِّمُهُمُ السُّكْرُ وَتَنْأى بِهِمْ نُدُوبُ الذِّكْرَيَاتِ. بَعْدَ قَلِيلٍ يَقْتَحِمُ قَمَرُ اللَّيْلَةِ غُرْفَتِي. كُنْتُ فَكَّرْتُ فِي فِضَّتِهِ خُصْلَةً عَلَى حَاجِبَيْكِ. وَفِي مَا سَنَقٌولُهُ لِمَطَرِ الصَّيْفِ – لِمَاذَا حَجَبَ عَنَّا فِضَّةَ البَارِحَةِ ! أصْدُقُكِ القَوْلَ – لاَ أعْرِفُ كَيْفَ أدُسُّ عِطْرَكِ القَصِيَّ فِي القَصِيدَةِ. لِمَّ أرْتَمِي بَيْنَ طَيَّاتِ المَلاَءَةِ كَظِلٍّ يَسْقُطُ فِي المَاءِ. ??? ونقرأ في قصيدة : الحرب. هَذِهِ الحَرْبُ إِشَاعَةٌ فِي دَمِي أَصْبَحَتْ كُلُّ يَدٍ أَمُدُّهَا لِلنَّاسِ نَادِمَةٌ. جَدَّدْتُ أَنْفَاسَ صَمْتِي. وَأَغْلَقْتُ أَبْوَابَ القَلْبِ . أَصْبَحَ المَسَاءُ صَدِيقِي. ( المَسَاءُ، تَعَبُ النَّهَارِ وَتَعَبِي ). تَهَيَّأْتُ لأمْحُوَّ مَا فِي الدَّمِ مِنْ حُبٍّ قَدِيمٍ. أَصْبَحَتِ الوَحْدَةُ وَقْتِي. أَسْمَعُ صُرَاخًا وَلاَ أُبالِي بِمَا تَحْتَ الأنْقَاضِ. كما أن افتتانه بالمكان خاصة مدينة باريس يبرر هذا الإجلال بموقعه داخل الذات الشاعرة، فالشاعر الخائب يهرب إلى مكان أجنبي بحثا عن حوار داخلي يبرر الخيبات والانتكاسات، والقلق الوجودي، هنا أشرقت الأنوار التي قلبت ليل أوروبا نهارا، نرى الشاعر من خلال باقة من قصائد الديوان وهو يجوب شوارع باريس وأوروبا بحثا عن لحظة إشراق وهروبا من ضغط المكان الهوياتي حيث يحسس الشاعر بغربة قاسية يحاول أن يبددها بالنص الشعري والدفق الجمالي. يشار إلى للشاعر نجمي عدة دواوين شعرية منها: “لَكِ الإمَارَةُ أيَّتُهَا الخُزَامَى” و “سَقَطَ سَهْواً” و”الرًّيَاحُ البُنِّية” وحَيَاةٌ صَغِيرَةٌ” و”المستحمّات تليها” و”أبدية صغيرة” و”على انفراد”.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©