الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صالح يقبل التوقيع على المبادرة الخليجية والمعارضة ترفض

صالح يقبل التوقيع على المبادرة الخليجية والمعارضة ترفض
15 مايو 2011 23:31
أعلن مسؤول بالحزب الحاكم في اليمن، أمس الأحد، أن الرئيس علي عبدالله صالح “سيوقع” على المبادرة الخليجية بصفته “رئيسا للجمهورية”، فيما أعلنت المعارضة اليمنية، المنضوية في لواء “اللقاء المشترك” وشركاؤه رفضها للمبادرة، مؤكدة في الوقت ذاته أنها “غير معنية” بالمفاوضات التي يُجريها الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني بصنعاء، من أجل إنهاء الأزمة المستعصية في هذا البلد جراء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، والمتصاعدة منذ منتصف يناير الماضي. وكان الزياني وصل صنعاء، مساء السبت، لإجراء مشاورات مع الأطراف السياسية اليمنية حول تنفيذ المبادرة الخليجية، التي قدمها وزراء خارجية دول مجلس التعاون في 21 أبريل الماضي. وقال المبعوث الخليجي الرفيع، لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، إن الأزمة اليمنية "لها أولوية قصوى في مجلس التعاون.. ونحن بإذن الله تعالى سنواصل مساعينا إلى أن نصل إلى حل يرضي الجميع بما يكفل حقن الدماء والحفاظ على السلم الأهلي وأمن وسلامة اليمن". وأكد أن "حقن" دماء اليمنيين و"الحفاظ على أمن وسلامة واستقرار" بلدهم "من الأهداف الرئيسية لدى أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون وأصحاب السمو وزراء خارجية دول المجلس". وقال مصدر مطلع بالرئاسة اليمنية لـ"الاتحاد" إن أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي التقى، أمس الأحد، قيادات حزب المؤتمر الشعبي، وناقش معهم سبل تنفيذ المبادرة الخليجية، مشيرا إلى أن الزياني التقى الرئيس صالح أمس بعد أن أجرى الأول مشاوراته مع الأحزاب السياسية، في إشارة إلى حزب "المؤتمر" الحاكم وتكتل "اللقاء المشترك" المعارض. وقال مصدر مقرب من المفاوضات إن الزياني مصمم على "التوصل إلى تسوية من شأنها أن ترضي جميع الأطراف". وكانت أحزاب "اللقاء المشترك" أعلنت، الجمعة، أن المبادرة الخليجية "باتت في حكم الميتة"، خصوصا بعد أن رفض الرئيس صالح، أواخر الشهر الماضي، التوقيع عليها بصفته الرئاسية. من جانبه، قال نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالحزب الحاكم عبدالحفيظ النهاري لـ"الاتحاد" إن الزياني بحث مع قيادات الحزب الحاكم "الخطوط العامة لاستئناف المبادرة الخليجية"، نافيا أن يكون الزياني حمل "أفكارا جديدة" لتنفيذ المبادرة، حسبما ذكر قيادي يمني معارض. وأضاف: "الكرة الآن في معلب المعارضة، وعلى الزياني أن يبذل جهودا كبيرة لإقناع (اللقاء المشترك) بالعدول عن موقعهم السلبي من المبادرة" الخليجية. وأردف قائلا: "لا مشكلة لدينا في أن يوقع الرئيس صالح على المبادرة بصفته رئيسا للجمهورية"، موضحا أن صالح "سيوقع على المبادرة كضامن، وبعد أن توقع عليها الأطراف السياسية". لكن المسؤول بالحزب الحاكم شدد على ضرورة أن يلتقي "المؤتمر" و"المشترك" مع الوسيط الخليجي "من أجل تقريب وجهات النظر" فيما بينهم، و"إعداد بنود تفسيرية" للمبادرة الخليجية، تتضمن "برنامجين زمني وتنفيذي" لكل ما تضمنته المبادرة من مبادئ أساسية وخطوات تنفيذية. من جهتها، شككت أحزاب "اللقاء المشترك"، أمس الأحد، بجدية الرئيس صالح تنفيذ المبادرة الخليجية، التي رحبت بها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.وقال الناطق الرسمي باسم "اللقاء المشترك" محمد قحطان لـ"الاتحاد": لا يوجد أي مؤشر يدل بأن الرئيس سيقدم استقالته"، حسب بنود المبادرة، لافتا إلى أن المعارضة لن تلتقي المبعوث الخليجي "الذي وصل صنعاء لإجراء مفاوضات مع الرئيس صالح"، حسب قوله. وحول اللقاء الذي جمع الزياني مع قيادة حزب "المؤتمر"، أمس الأحد، قال قحطان: "الحزب الحاكم ليس طرفا في العملية الجارية"، مشيرا إلى أن صالح "وحده" الذي يمتلك القرار داخل الحزب الحاكم. وقال: "لن نتعاطى مع تصريحات المسؤولين في حزب المؤتمر"، في إشارة إلى تصريح النهاري بأن صالح سيوقع على المبادرة الخليجية بصفته الرئاسية. من جانبه، قال عضو المجلس الأعلى بـ"اللقاء المشترك" سلطان العتواني، إن "هذه الوساطة لم تعد تعنينا..ولم يتم إبلاغ المعارضة رسميا بالمهمة الجديدة للزياني الذي من المحتمل أن يكون حاملا أفكارا جديدة من اجل إقناع الرئيس اليمني بالمبادرة الخليجية". وقال العتواني إن كبير المفاوضين باسم المعارضة محمد سالم باسندوة "قد يلتقي" أمين عام دول مجلس التعاون الخليجي خلال زيارته الحالية لصنعاء. وفي وقت لاحق مساء أمس الأحد، أعلن باسندوة، الذي يرأس ما يسمى بـ”اللجنة التحضيرية لحوار الوطني” المعارضة، أنه التقى الزياني، وأبلغه رفض أحزاب المعارضة اليمنية وشركاؤها المبادرة الخليجية “الرابعة” كليا.بدوره، أكد عضو المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك محمد المتوكل، لـ(الاتحاد)، أن المعارضة اتفقت على رفض المبادرة الخليجية، “لأن الرئيس صالح لم يلتزم بالمهلة” التي أعلنها “المشترك”، نهاية الأسبوع الماضي، لتنفيذ المبادرة الخليجية خلال يومين.وقال المتوكل :” إذا كان الرئيس وافق على توقيع المبادرة الخليجية، فليبدأ فورا بتنفيذها، ويشكل حكومة جديدة، ثم يقدم استقالته للبرلمان”، مؤكدا أن المعارضة “لن تتفاوض” مع صالح وإنما مع نائبه الذي سيتسلم السلطة من بعده. وفي سياق آخر، بدأت أحزاب "اللقاء المشترك" بإجراء اتصالات مع كافة القوى السياسية اليمنية من أجل تشكيل ائتلاف واسع يتولى مسؤولية "التغيير" في البلاد بعد رحيل الرئيس صالح. وقال الرئيس الدوري للمجلس الأعلى لـاللقاء المشترك" ياسين سعيد نعمان، في تصريح صحفي: "نسعى لتكوين ائتلاف أوسع لقوى التغيير لإنجاز عملية التغيير والحوار حول المستقبل"، موضحا أن هذا الائتلاف سيضم المحتجين الشباب وجماعة الحوثي المتمردة في الشمال، و"الحراك الجنوبي" الانفصالي في الجنوب، إضافة المعارضة اليمنية في الخارج.كما سيضم الائتلاف المستقيلين مؤخرا من الحزب الحاكم، وهيئة علماء اليمن، وزعامات قبلية ورجال أعمال ومنظمات مجتمع مدني. إلى ذلك، تواصلت أمس الأحد، في العديد من المدن اليمنية الفعاليات الاحتجاجية الشبابية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح، على غرار الثورتين التونسية والمصرية اللتين أطاحتا بالرئيسين زين العابدين بن علي، وحسني مبارك، مطلع العام الجاري. ونفذ آلاف الشباب اعتصامات في جامعات الحديدة، إب، وذمار، للمطالبة بوقف العملية التعليمية تضامنا مع "الثورة الشبابية"، فيما جابت مسيرة احتجاجية شوارع بلدة ماوية بمحافظة تعز (وسط) للمطالبة بالرحيل الفوري لصالح ونظامه. وقالت مصادر محلية متعددة لـ"الاتحاد" إن المتظاهرين أغلقوا مقري المجمع الحكومي وحزب "المؤتمر" في ماوية، فيما نفذت قوات الأمن اليمنية بمدينة تعز حملة اعتقالات طالت شبابا مؤيدين للاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام. كما نفذت قوات الأمن حملة ميدانية لإنهاء مظاهر العصيان المدني، من خلال إجبار التجار على فتح محالهم التجارية. وعلى سياق متصل، أعلنت تكتلات شبابية مناهضة للرئيس اليمني، أمس الأحد، تأجيل موعد الزحف نحو القصور الرئاسية بصنعاء والمدن الأخرى، بعد كان مقررا غدا الثلاثاء. وقال القيادي في مخيم الاحتجاج بصنعاء حسن لقمان لـ"الاتحاد": لا نزال نُجري مشاورات مع كافة التكتلات الشبابية في مختلف المدن لتحديد موعد واحد للزحف" نحو القصور الرئاسية، نافيا أن يتم تنفيذ الزحف غدا الثلاثاء. وأوضح أن المشاورات تضم تكتلات شبابية متعددة من بينها "اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية والشعبية"، "المنسقية العليا للثورة اليمنية" و"صمود. وكانت مصادر شبابية ذكرت أن قيادات في حركة الاحتجاج "تمثل جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب المعارضة وجماعة الحوثي المتمردة" التقت، الليلة قبل الماضية، بصنعاء "من أجل إعداد برنامج تصعيدي موحد" بهدف إنجاح ثورتهم ضد الرئيس صالح.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©