الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تفاوت دخول الأفراد يتفاقم في تايوان

تفاوت دخول الأفراد يتفاقم في تايوان
26 مايو 2014 22:44
كي يكسب بعض المال، يشيد لياو تشين-تشانج بمزايا مجمع سكني فخم في تايبيه حاملًا لوحات ترويجية له. ويعمل هذا المشرد بدوام يومي في وضع يعكس التفاوت الاجتماعي المتفاقم في تايوان. وقد خسر هذا السائق السابق لسيارات الأجرة البالغ من العمر 51 عاماً مسكنه منذ 10 سنوات. وهو ينتمي إلى فئة متزايدة من السكان وقعوا في دوامة الفقر المدقع إثر خسارة وظائفهم ثم مساكنهم. وتباع الشقق التي يروج لها لياو بأكثر من 100 مليون دولار تايواني (2,4 مليون يورو). لكن حتى الشقق العادية في تايوان ليست في متناول نسبة كبيرة من الموظفين يتقاضون ما يعادل 40 ألف دولار تايواني في الشهر (963 يورو).ويتعذر حتى على البعض، من أمثال هذا السائق السابق لسيارات الأجرة، تسديد إيجار غرفة بسيطة. وقال لياو “لم أتمكن من ادخار سوى أربعة آلاف دولار تايواني (96 يورو) خلال كل تلك السنوات.. وهذا المبلغ لا يسمح لي حتى باستئجار غرفة”. ولطالما اعتبرت تايوان كمجتمع تسوده المساواة نسبياً في آسيا، بفضل نظام تعليم شمولي وإصلاحات زراعية اعتمدت في الخمسينيات وسمحت للمزارعين بامتلاك أراضيهم. لكن الهوة باتت تتسع بين الأغنياء والفقراء منذ بضع سنوات. فقد نقلت المصانع فروعها إلى بلدان تنخفض فيها كلفة اليد العاملة، من قبيل الصين وفيتنام، فحرم جزء كبير من السكان من وظائفهم. وقد أدى انخفاض الأجور إلى دون 20 ألف دولار تايواني (482 يورو) مع محدودية الدورات التدريبية إلى ازدياد نسبة الفقر في المجتمع، بحسب لين وان-ي المتخصص في المساعدة الاجتماعية في جامعة تايوان الوطنية. وقد عاد ازدهار المبادلات التجارية مع الصين بالنفع خصوصا على الأشخاص الميسورين بالأصل. كما يخدم انخفاض الضرائب خصوصا مصالح أصحاب الثروات. وهو يخفض في المقابل الموارد المتوفرة للدولة لتمويل المساعدات الاجتماعية، على ما شرح الأستاذ المحاضر. ونظرا للنسبة الكبيرة من المرشحين الذين يتقدمون لوظائف مؤقتة، تنخفض حظوظ المشردين في تحسين وضعهم. وصرح لي تينغ-تينغ أحد المسؤولين في جمعية “زينان” التي تقدم المساعدة للمشردين أن “الأشخاص يتنافسون على أي وظيفة خلال فترات التباطؤ الاقتصادي”. وأضاف أن المشردين “يصبحون بالتالي في منافسة مع الشباب أو حتى ربات المنزل للقيام بمهام مؤقتة مثل الحملات الترويجية”. وتسعى السلطات التايوانية إلى الحد من تفاقم الوضع من خلال منع ارتفاع أسعار العقارات وزيادة الضرائب على الأكثر ثراء. لكن معاناة الفقراء لا تزال تتصدر العناوين الأولى في وسائل الإعلام التي نقلت منذ فترة وجيزة قصة طفلة في الثامنة من العمر عاشت لمدة سنة في مقبرة مع أهلها بعد طردهم من شقتهم التي تعذر عليهم دفع إيجارها. وتستعد السلطات لاعتماد ضريبة عرفتها بـ “الضريبة على الأغنياء” ستفرض على نحو 10 آلاف شخص ميسور للحد من اتساع الفجوة وتهدئة الرأي العام. لكن هذه التدابير غير كافية، بالنسبة إلى لين وان-اي الذي لفت إلى أن الغنى أو الفقر هو مسألة تتوارث أبا عن جد. وقبل 10 سنوات، كانت جمعية “جرايس هوم تشورش” المسيحية الخيرية تمتلك مركزا واحدا في الجزيرة يقدم مساعدات اجتماعية ويوفر الطعام لنحو 80 شخصا في اليوم الواحد. أما اليوم، فهي باتت تضم 27 مركزا وتقدم الطعام لنحو ألفي شخص. وهي تنوي فتح مراكز جديدة لها. (تايبيه - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©