الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«وادي الذئاب» ..جرأة دراما وشجاعة قناة

«وادي الذئاب» ..جرأة دراما وشجاعة قناة
23 يناير 2010 22:18
خورشيد حرفوش وفراس الجبريل (أبوظبي)، رشيد محمد (الرياض)، سكينة أصنيب (الرباط)، سيبويه يوسف (الخرطوم)، عماد ملاح (بيروت)، ميهوب الكمالي (صنعاء)، عمار أبوعابد (دمشق) قفز المسلسل التليفزيوني التركي المدبلج إلى العربية “وادي الذئاب”، والذي تعرضه قناة أبوظبي الأولى، وقناة “ستار” التركية في الوقت الراهن إلى صدارة الأحداث، وأثار غضباً وحرجاً كبيرين لإسرائيل، لما يحتويه من معلومات استخبارية وتفاصيل جرائم “المافيا الإسرائيلية” في تركيا، وكشف نشاطاتها المشبوهة في عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وغسيل الأموال والتجارة بالبشر، مما دعى إسرائيل إلى طلب التوقف عن عرض المسلسل، لما يحتويه من إساءات وفضائح تكشف ممارساتها الإجرامية أمام الرأى العام. وصفت إسرائيل المسلسل -كالعادة- بأنه “عمل لا سامي.. ومعاد لإسرائيل”، وأنه يظهر اليهود على أنهم “خاطفو أطفال ومجرمو حرب”، واعتبرته أمراً “غير مقبول”، ويهدد حياة اليهود في تركيا، ويهدد العلاقات الثنائية بين البلدين. وإذا كانت إسرائيل نجحت في منع عرض الجزأين الثاني والثالث على القنوات التركية، إلا أنها فشلت في ممارسة الدور نفسه مع تلفزيون “أبوظبي” الذي مضى في عرض المسلسل، وهو ما يعد شجاعة تحسب للقائمين على تلفزيون أبوظبي وبلغت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا حداً عالياً من التوتر مطلع الأسبوع الماضي بعد أن قدمت إسرائيل شكوى رسمية اعترضت فيها على مسلسل “وادي الذئاب” الذي يصور دبلوماسيين إسرائيليين على أنهم العقول المدبرة لعصابة خطف أطفال ووصفته بأنه معاد للسامية. واستدعى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون السفير التركي لدى إسرائيل أوجوز شيليخول إلى الكنيست وليس إلى وزارة الخارجية، وحرص على ممارسة «تأنيب مهين» للدبلوماسي التركي يوم الاثنين 11 يناير الجاري، ورفض مصافحته أمام عدسات المصورين، وأجلسه عمداً خلال الاجتماع على “أريكة منخفضة” عن المقعد الذي جلس عليه، ودون أن يضع العلم التركي بجانب نظيره الإسرائيلي كما يتبع في العرف الدبلوماسي. وجاء الرد التركي قاسياً بإعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان: “أن إهانة السفير التركي في تل أبيب، في مكتب نائب وزير الخارجية، مرفوضة شكلاً ومضموناً، أمهلكم حتى المساء كي تعتذروا، وإلا فإن سفيرنا سيعود في أول طائرة”. ومن ثم سارع الإسرائيليون إلى الاعتذار قبل أن تنتهي مهلة الإنذار، ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية موقف خارجيتها “بالغباء”. ومن جانبها، أعلنت الشركة التركية المنتجة للمسلسل “بانا فيلم”، في بيان لها: “إن المسلسل سيواصل سرد الحقائق والكشف عن الأخطاء”. كما أعلن كاتبا السيناريو رجائي شاشماظ، وباهادر أوزدنير: “ينبغي على إسرائيل أن ترى ما ترتكبه من جرائم، وإذا لم يكن لدى الإسرائيليين الشجاعة للنظر في المرآة، فنحن نعرف كيف نجعلهم يفعلون ذلك. إننا لم نتمكن من إظهار سوى القليل من الممارسات الإسرائيلية ويمكننا أن نقوم بأكثر من ذلك في المستقبل”. استطلاع”الاتحاد” كشف استطلاع للرأي قامت به “الاتحاد” في أبوظبي، لعينة عشوائية من الجمهور “من الجنسين” قوامها 50 شخصاً، وآراء متعددة في عدد من العواصم العربية، حالة من “الارتياح والرضا” لما أحدثه مسلسل “وادي الذئاب” من غضب إسرائيلي، ونجاحه في فضح ممارسات وجرائم النظام العنصري وأجهزة استخباراته أمام الرأي العام العربي والعالمي، وأن تلفزيون أبوظبي أجاد انتقاء العمل الدرامي المشوق والمؤثر والهادف في نفس الوقت. فقد أشار 56? من الجمهور (20% من الرجال في مقابل 36 % من النساء) حرصهم على متابعة مسلسل “وادي الذئاب” باهتمام، بينما أشار (8% من الجنسين إلى متابعة العمل دون انتظام لظروف خارجة عن إرادتهم، بينما أكد جميع أفراد العينة وبنسبة 100% أن ما جاء بـ”وادي الذئاب” يعبر عن حقيقة المشاعر العربية والإسلامية تجاه إسرائيل، ويكشف جوانب مهمة من ممارسات أجهزتها الاستخباراتية ويعريها أمام الرأي العام، ويفضح نشاطاتها المشبوهة في عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات وغسيل الأموال والتجارة بالبشر. وفي نفس السياق أكد أفراد العينة جميعهم” وبنسبة 100% أيضاً “أن الأعمال الدرامية الجادة، سواء في السينما أو في التليفزيون، تلعب دوراً في تشكيل اتجاهات الرأي العام حيال القضايا العربية الوطنية والقومية المصيرية، وتساهم إلى حد كبير في توعية المتلقي بكثير من الحقائق، وتزوده بكثير من المعارف والمعلومات المهمة التي تثري وعيه وثقافته، ولا سيما الأعمال الوثائقية أو التي تستند إلى معلومات وحقائق موضوعية وتاريخية، وهو ما تضمنه المسلسل في كثير من جوانبه. ومن ثم يلفت الانتباه إلى أهمية وخطورة مضمون الرسالة الإعلامية بشكل عام. آراء وانطباعات من ضمن العينة التي شملها استطلاع رأي “الاتحاد”، مقداد حمزة “موظف” يقول: “تابعت العمل في البداية كمسلسل درامي لا يخلو من الترفيه والتسلية، ومع تتابع الأحداث شدني ما يتناوله من موضوعات ومواقف درامية مثيرة وإن طالت أحداثه ولامس عدة قضايا شائكة ولاسيما ما يتعلق بأعمال المخابرات والجاسوسية، وإن كانت الأحداث لم تبلغ بعد إلى ذروتها الدرامية، أما فيما يتعلق بغضب الشارع الإسرائيلي وحكومة دولة الاحتلال، فإنه يمكن القول “إللي على رأسه بطحة يحسس عليها”، وأكيد أن ما طرحه المسلسل لامس العقد الإسرائيلية، ونكأ جراح الحقد والعدوانية لديهم، ورأوا أنه سيكشف الكثير عن نواياهم التوسعية والعدوانية غير الإنسانية، ومما لا شك فيه أن الأعمال الدرامية تسهم إلى حد كبير في تكوين اتجاهات الرأي العام تجاه أي قضية اجتماعية أو سياسية عامة، والأمثلة كثيرة على ذلك، ونذكر منها العمل الدرامي الشهير “الحاج متولي” وكيف وجد البعض فيه ضالتهم لتبرير تعدد الزوجات. ويضيف أحمد محمد المنصوري “موظف”: لم أتمكن من متابعة المسلسل متابعة جيدة، ومن خلال ما رأيت وجدته يتناول قضايا جادة ومهمة، ويلقي الضوء على تجاوزات وجرائم الموساد الإسرائيلي في كافة أنحاء العالم، مما يسهم في تعرية هذا الكيان العنصري، ولعلّه الدور الأبرز الذي يمكن أن تسهم به الدراما التليفزيونية”. كما يقول عبدالله عمر أحمد “مدقق حسابات”: “لم أشاهد العمل حتى حدثت الأزمة بين تركيا وإسرائيل، وقرأت عنه في الصحف، وشدني الموضوعات التي يتناولها، وسأحرص على متابعته لمعرفة المزيد عن نشاطات الموساد الإسرائيلي”. ويضيف سيد محمد سيد عبدالله “محاسب”: “أتفق مع ما يطرحه المسلسل من فضائح للنظام الإسرائيلي وأساليبه الاستخباراتية، وما يعرضه من صور لقصف أطفال غزة تحت علم الأمم المتحدة، وما يجري من عمليات لتهريب الأسلحة والمخدرات وغسيل الأموال، وهو بذلك يضيف إلى وعي المشاهد معلومات مفيدة وجديرة بالتقدير، وهذا هو دور الإعلام”. خطورة الرسالة الإعلامية مقدمة البرامج في تليفزيون دبي فاطمة الطباخ تقول: “إن ردود الأفعال التي أعقبت عرض المسلسل في تركيا وإسرائيل وكافة البلدان العربية تشير وتنبه إلى أهمية وخطورة الرسالة الإعلامية ومضامينها، ولاسيما في وسائل الإعلام المرئية، ومدى تأثير هذه الرسائل على المشاهد، وتوجيه اهتماماته ومشاعره، بل وتكوين حالة الرأي العام تجاه قضية معينة، فالمسلسل يجسد أو يعبر عن حقيقة المشاعر العربية والإسلامية تجاه إسرائيل وممارساتها التعسفية والإجرامية في الأراضي العربية المحتلة، بل تجده قد لامس جراح الأمة العربية التي تمتد لأكثر من نصف قرن، فضلاً عن تأثير الإعلام في صناعة القرار السياسي هنا أو هناك، وهو ما أزعج إسرائيل كثيراً في الوقت الذي يسوق إعلامها أنها تدفع ثمن كراهية العرب لها”. أما أحلام الجمالي “خبيرة العلاقات الإنسانية” فتؤكد أن دراما “وادي الذئاب” تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وباهتمام واسع في الشارع العربي، لأنه عمل درامي بوليسي مشوق، ويفضح ممارسات وأساليب المافيا العالمية والموساد الإسرائيلي، ويكشف عن علاقاتها وتأثيراتها بمراكز صناعة القرار السياسي، ومدى تغلغل نفوذ الاستخبارات الإسرائيلية في كافة بلاد العالم لخدمة الأهداف الاستراتيجية التوسعية من خلال تجارة المخدرات والسلاح وغسيل الأموال والاتجار في البشر، ويلفت الانتباه إلى خطورة مضمون الرسالة الإعلامية، وتأثيرها على تكوين اتجاهات الرأي العام هنا أو هناك دون شك”. أهداف الدراما وتضيف الإعلامية علياء المناعي: “هذه ليست المرة الأولى التي تعترض فيها إسرائيل على مسلسل تركي أو عربي، والسؤال هو: ألم يسبق وأن عرضت فضائيات كثيرة صوراً لجنود إسرائيليين يقومون بتكسير عظام الفلسطينيين في الانتفاضة الأولى؟ ألم تلتقط إحدى الفضائيات صوراً لمستوطن صهيوني يقوم عمداً بدهس شاب فلسطيني ملقىً على الأرض؟ ولماذا تشعر السلطات الإسرائيلية التي لا تترد في ارتكاب العديد من الجرائم تحت علم الأمم المتحدة في غزة بانزعاج من وقائع حقيقية تعرض في “وادي الذئاب”؟. إن العمل يفضح إسرائيل، وهو بذلك يحقق أهم أهداف الدراما في توجيه الرأي العام وحشده ضد دولة العدوان وممارساتها الإجرامية”. ما وراء الحدث من جانب آخر ترى الدكتورة عائشة عبدالله النعيمي أستاذ الصحافة بجامعة الإمارات أن أي عمل درامي لا يخلو من فكرة ما، وهو ما يريده الكاتب أو المنتج أو المخرج أن يقوله للمتلقي، وليس بالضرورة أن يقف المتلقي موقفاً مؤيداً أو معارضاً من هذا العمل أو ذاك، لكن الأهم أن يكون هناك أدوات تحقق الأهداف المطروحة، وإذا كان مسلسل “وادي الذئاب” قد أثار غضب إسرائيل إلى هذا الحد، لا ينبغي أن ننسى خطورة وخبث الإعلام الإسرائيلي، ومدى اهتمام إسرائيل بمضامين الرسائل الإعلامية التي تبث عبر القنوات الإسلامية أو العربية ورصدها لكل شاردة وواردة بما يقدم. وهذا ينم عن إدراكها لخطورة وسائل الإعلام وتأثيراتها على المشاهدين، واهتمامها بقراءة حتى ما بين السطور فيما نطرحه من قضايا وموضوعات، ولعلنا نتذكر تلك الضجة التي أثيرت بعد مسلسل “فارس بلا جواد” للفنان محمد صبحي، والمسلسل الفكاهي “شارونيات” للفنان داود حسين، وهذا يفسر متابعة إسرائيل لكل ما نطرحه من أعمال تليفزيونية، وهو فكر واهتمام استراتيجي لديهم، ومن ثم فإنهم يدعوننا في المقابل إلى أن نهتم ونتوقف ونحلل ما يعرض في وسائل الإعلام الإسرائيلي، ونرصد مضامين خطاباتهم الإعلامية، ودعوة أيضاً إلى أهمية مخاطبة الفكر الغربي والثقافة الغربية بشكل عام دون أن نتوقف عند مخاطبة أنفسنا في الداخل، ولا يجب أن نتوقف أو يقتصر دورنا عند ردود الأفعال فقط، ونلتفت بمزيد من الاهتمام نحو الامبراطوريات الإعلامية، وآلية الماكينة الإعلامية الغربية والإسرائيلية بالذات، واستيعاب استراتيجياتها وأهدافها بدلاً من الدوران في فلك الأنماط الإعلامية التقليدية، بل ما حدث من أزمة وما سبقها من أزمات وجهت الانتباه مجدداً إلى أهمية حرية الطرح الإعلامي، وسقف الحرية المتاح أمام الأعمال الدرامية والإبداعية، وفسح المجال أمام كل المبدعين للتعبير عن رؤاهم وإعادة النظر فيما يطلق عليه البعض مسائل أو قضايا شائكة أو حساسة مسكوت عنها، أو ممنوع الاقتراب منها”. ردود أفعال عربية عكست آراء متعددة في عدد من العواصم العربية، حالة من “الارتياح والرضا” لما أحدثه مسلسل “وادي الذئاب” من غضب إسرائيلي، ومن المغرب يقول محمد ولد الحضرامي “طالب جامعي”: “أتابع المسلسل بشغف كبير، وأعتبره من أنجح المسلسلات التركية لأنه جريء وواقعي، صحّح نظرتنا عن الدراما التركية التي كنا نظن انها لا تهتم سوى بقصص الحب والفراق”. أما مريم بنت ودادي “طالبة”، فتقول: “أثني على قناة أبوظبي التي لم تذعن لضغوطات اسرائيل ودعوتها لوقف عرض المسلسل، وندعو باقي الفضائيات إلى أن تحذو حذوها وتعرض مسلسلات هادفة”، فالعمل يعبر عن جزء مهم من مشاعرنا تجاه اسرائيل التي انكوينا بنيرانها سنوات عديدة، كما أن ردود الأفعال التي صاحبت عرضه وتمسك قناة أبوظبي بعرضه وتصريحات الممثلين والمخرج والمؤلف عبّرت بشكل أوضح عن حقيقة مشاعر العرب والمسلمين تجاه اسرائيل”. وتضيف عائشة بنت السنهوري “ربة بيت”: “تحول المسلسل إلى مصدر لإثارة القلق في إسرائيل لأنه يكشف ممارساتها وجرائمها تجاه العرب وارتباطها بمافيات الجريمة. وسيساعد الترويج لمثل هذه الأعمال الفنية في العالم الى تكوين رأي عام معاد لاسرائيل ومناصر للقضايا العربية”. تفاعل في الخرطوم يقول نادر عطا محمد “صحفي”: “المسلسل يعبر عن حقيقة المشاعر العربية والاسلامية تجاه اسرائيل لأنه مس أوتار الامة الاسلامية وتجاوز ذلك الى العالمية وأثار المسلسل ردود افعال قوية ومؤثرة في الاوساط الاسلامية والعربية وكذلك لديه تأثير في اسرائيل بمشاهدة الحقيقة بدون رتوش واضاف عطا أن مثل هذه الاعمال الدرامية تنشط الذاكرة الاسلامية والعربية لمواجهة الكثير من التحديات الراهنة وتلعب الدراما دورا أساسيا في توظيف معطيات الواقع”. كذلك يقول ماهر موسى “مخرج تلفزيوني”: “إن نجاح المسلسل يشير إلى أن أدوات الصراع والحرب نفسها تكمن في قوة الآلة الاعلامية، بدليل الأحداث التي لازمت المسلسل، وأن مثل هذه الأعمال الدرامية تلعب دوراً كبيراً في توجيه الرأي العام، باعتبار أن الشعوب الإسلامية والعربية أصابها الملل من القرارات المغلقة وضعف الحلول المطروحة على أرض الواقع دون استنادها إلى حقائق ملموسة، فأصبحت الدراما تمثل النافذة المتاحة والمتنفس الحقيقي لتطلعات الأمتين العربية والإسلامية “. ضجة سياسية وإعلامية من الجزائر، تقول مليكة حراث “موظفة”: “تمكنت من مشاهدة بعض الحلقات هذه الأيام من باب الفضول إثر الضجة السياسية والإعلامية الكبرى التي أثيرت حوله. والحلقات التي تسنى لي مشاهدتها رائعة وقوية، وقد عالجتْ ظواهر عديدة منها تجارة الأسلحة بطريقة غير شرعية والإدمان على المخدرات وتهريبها ودور الموساد وتواطؤ بعض عناصر الإنتربول الدولي”. ويقول الشيخ بن خليفة، رئيس تحرير “أخبار اليوم” الجزائرية: “إن الضجة التي أثارتها إسرائيل هذه الأيام حول المسلسل شدت انتباهي، وأتمنى بثه في وقت مناسب لأتمكن من مشاهدته، أنا أتابع باهتمام هذه الضجة وأنشر باستمرار أخباراً عنها في الصحيفة حتى أدفع اكبر عدد ممكن من قرائها إلى متابعة المسلسل”. أما في سوريا، فيقول الصحفي والناقد الفني رفيق قوشحة إنه يتابع المسلسل على قناة أبوظبي الأولى، وهو يرى أنه يعبر عن حقيقة المشاعر العربية والإسلامية تجاه إسرائيل، وأن ذلك يعود إلى قوة الوشائج الدينية بين الشعب التركي والشعوب العربية، وهي وشائج قوية جداً وتاريخية، لذا نرى أن الشارع التركي متعاطف مع القضايا العربية، ولاسيما في قضية الصراع العربي الإسرائيلي. وهذا ما يعبّر عنه بصدق مسلسل “وادي الذئاب”، وهو ما أزعج إسرائيل بقوة بقدر ما فضح جرائمها. كذلك تقول المحاضرة في جامعة دمشق (آيات الحريري): “أتابع المسلسل باهتمام، وأعتقد أنه يعبّر عن جزء كبير من المشاعر العربية والإسلامية، ويفضح الطبيعة الإجرامية للنظام الصهيوني وجيشه. وأهمية هذا المسلسل تكمن في أنه يجعل القضية العربية جزءاً من القضايا العالمية المفصلية، وهو يسهم بشكل مؤثر في تكوين وتوجيه الرأي العام الغربي، لأن تركيا الحديثة على مقربة من أوروبا وتكاد تكون ضمنها، وهي من خلال العمل الدرامي أكثر قدرة على إيصال فكرة الصراع وإقناع الأوروبيين بالحقائق”. عزة شتيوي ـ كاتبة وصحفية تشاهد “وادي الذئاب” في جزئه الثالث، وتقول: “إن المسلسل لا يعبر وحسب عن حقيقة مشاعرنا العربية والإسلامية والمسيحية تجاه إسرائيل، بل إنه يشحن هذه المشاعر من جديد، بصورة واقعية للأحداث المأساوية التي تسببت بها إسرائيل لأهلنا في غزة”. وتضيف: “إن هذا العمل الدرامي وأمثاله يقدم نموذجاً ناجحاً لدور الدراما في تنوير وتكوين وتوجيه الرأي العام العالمي ـ ولاسيما الغربي ـ تجاه القضايا العربية ومنها قضية فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني من وحشية الجنود الإسرائيليين وحملات الحصار والتجويع والقمع والتنكيل”. أما الكاتب عمر الشيخ فيتابع المسلسل بشكل يومي، ويرى عمر أن المسلسل يحمل في طياته نزعة الدفاع عن الإنسان والخير في سبيل السلام. ويكشف الشر الصهيوني من خلال فضحه لجرائم إسرائيل، وتسليط الضوء على تكتيك الصهاينة للنيل من كل كائن حي لا يؤيد عدوانهم ومشاريعهم. ويؤكد أن المسلسل عمل رائج بقوة، لأن مضامينه مميزة، وتكشف خفايا الشر الصهيوني، وهو بهذا سيكون مؤثراً في توعية الرأي العام الأوروبي تجاه ما يحصل في فلسطين، وسيكشف أن الجلاد كان دائماً إسرائيلياً، وأن الضحية كان دائماً فلسطينياً”. استرداد الحق العربي من بيروت يقول الدكتور هشام الصانع: “وادي الذئاب” يعيدنا الى وجع لم يغب، وينعش حلم العودة للشعب الفلسطيني الى دياره، بحيث إننا نقترب من هذه القضية المحقة بقدر ما تحاول إسرائيل إبعادها عنا، والإكثار من انتاج مثل هذه المسلسلات يزيد من ضخ الدم في عروقنا، ويدفعنا الى استمرار الانتفاضة لاسترداد الحق ومواجهة الإرهاب وعمليات القتل والدمار والفناء الذي تمارسه إسرائيل”. ويضيف الإعلامي حسن يزبك: “أتابع المسلسل بشغف واهتمام، لأنه يعبر عن حقيقة مشاعر كل عربي واسلامي تثير حفيظة غطرسة العدو واعتداءاته المستمرة من دون وجه حق، في وقت انقرضت فيه العدالة والمساءلة، في ظل شريعة الغاب. ونجاح “وادي الذئاب” والسرد الحقيقي للوقائع والاحداث التي تطرق اليها، خصوصاً بالنسبة للمحطات السياسية والتاريخية التي تتعلق في جانب منها، والصراع العربي – الاسرائيلي ومحاولات الطمس للمجازر وحالات الاجرام التي مارسها قتلاً واغتيالاً لشخصيات كبيرة من بلادنا، تجعلنا نشعر بالفخر، وليت البعض يأخذ العبر من الشجاعة للاحداث التي تطرق اليها المسلسل، بعدما كانت هناك محاولات خجولة في بعض البرامج التي توقفت بسبب ضغوط العدو و”استنكاره” لما رآه فيها من مس بالدولة العبرية”. أبوظبي سحبت البساط واعتبر إعلاميون من الرياض أن تلفزيون أبوظبي أجاد في انتقاء المسلسل، وقال الصحفي عادل محمد من صحيفة “الحياة”: “عرض هذا المسلسل يحسب لقناة أبوظبي، من ناحية إصرارها على بثه لمشاهديها، ومن ناحية أنه مميز فنياً وإخراجياً ويحوي قصة مثيرة”. ويشاطره الرأي الإعلامي فاضل قاري، ويضيف: “إن كانت موجة المسلسلات التركية أصابت قنوات فضائية كثيرة، فإن أبوظبي أحسنت في اختيار العمل الأهم، وبرعت في تحديد توقيت عرضه، ساحبة البساط من كل المنافسين طوال العام الماضي”. “الاتحاد” انفردت بالخبر.. والنفي يتحول إلى إثبات أثبت الاعتراض الإسرائيلي الرسمي الأخير على عرض المسلسل حقيقة الانفراد الذي سجلته “الاتحاد” قبل عام ونصف العام حين أشارت صراحة إلى وجود محاولات إسرائيلية لمنع المسلسل من العرض في تلفزيون أبوظبي، والضغط على أطراف تركية لإحباط هذا المشروع، وكانت “دنيا” اتصلت بالمتحدث الرسمي للإذاعة الإسرائيلية للشؤون العربية جال بيرجير، الذي نفى وجود تحركات إسرائيلية لوقف عرض المسلسل التركي “وادي الذئاب” على قناة “أبوظبي” الفضائية، وقال حينها: “هذا كلام عارٍ عن الصحة، ولا توجد أي اهتمامات إسرائيلية في هذا الشأن”، ونوّه إلى عدم وجود اهتمامات إسرائيلية لما يُعرض على الشاشات العربية “هناك حرية إعلامية في المنطقة لا يمكن لأي شخص تجاهلها، كما أن الانفتاح الإعلامي أمرٌ لا يمكن تغطيته”. هذا النفي لا ينعكس اليوم حقيقة على أرض الواقع فحسب، بل يتضح أن إسرائيل حاولت ومازالت منع “وادي الذئاب” من الظهور على شاشة أية قناة، عربية كانت أم أجنبية. انتظروا عرض الحلقة «الأزمة» على تلفزيون أبوظبي الجمعة أكد تلفزيون أبوظبي أنه تمّ اختيار مسلسل “وادي الذئاب” بعناية، ولأسباب مهنيّة بحتة، فهو يتمتع بقدرٍ عالٍ من الحرفيّة في مشاهد الحركة والمؤثرات والحِيَل البصرية التي تقترب من الواقعية، وتبدو القيمة الإنتاجية واضحة في كل المشاهد بداية من الدقائق الأولى للمسلسل، فضلاً عن فكرته الجديدة التي تقدم للمشاهد العربي. لذلك كان توقيت عرضه هو الأفضل بالنسبة إلى جدول البرامج ومواعيد البثّ. ووعدت قناة أبوظبي الأولى مشاهديها بتقديم المزيد من الحلقات الجديدة من “وادي الذئاب” مشيرة إلى أن القناة ستعرض “الحلقة الأخيرة” التي أثارت الجدل الكبير مساء الجمعة 29 يناير الجاري، وهي الحلقة التي تفضح عالم المافيا وتصور ما يجري داخل وادي الذئاب المليء بالشر والأشرار، في وقت تتزايد فيه الاحتجاجات الإسرائيلية على المسلسل وأحداثه. وتتناول الحلقة “الأزمة”من المسلسل، والتي عرضت في وقت سابق من الشهر الجاري على القناة التركية، قصة مجموعة من الموساد “المخابرات الإسرائيلية” قامت بخطف طفل تركي واحتجزته رهينة في السفارة الإسرائيلية، قبل أن تتوجه الشخصية الرئيسية في المسلسل إلى السفارة، فتعثر على دبلوماسي إسرائيلي يحتجز امرأة مع الطفل تحت تهديد السلاح. ويقول الإسرائيلي في الحلقة “هذه ممتلكات دولة أجنبية وأنت ترتكب جريمة حرب”، فيجيب الضابط التركي “بطل المسلسل”: “ستظلون دائما أنتم من ترتكبون جرائم الحرب”، ثم يطلق النار على الدبلوماسي الإسرائيلي ويحرر المرأة والطفل. ويعرف أن المسلسل يعرض على قناة أبوظبي الأولى يومياً في السادسة مساء بتوقيت الإمارات، مع إعادة يومياً الساعة 11 صباحاً. “وادي الذئاب”.. قصص وأسرار “وادي الذئاب” مسلسل اجتماعي من ثلاثة أجزاء، مدبلج باللهجة السورية، يعرض على “أبوظبي” ، ويعتبر من أفضل المسلسلات التركية التي ظهرت في السنوات الأخيرة، فالمسلسل بوليسي جريء، يعتمد على قصص وأسرار “المافيا” وعلاقاتها ببعض الدول وتأثيرها في الصعيد السياسي، ويسعى إلى إبراز شجاعة الاستخبارات التركية وبسالة عناصرها في تعقب المتغلغلين بمؤسسات الدولة ويعملون لصالح جهات أجنبية ضد مصالح بلادهم. ويقدم فيه البطل بولات عالمدار (الذي يلعب دوره نشأت شاشماظ) بطلاً مخلصاً للمشاهد الشرقي الذي طالما تعطش لشخصية قوية وذكية ومحبوبة تعمل على تحقيق النصر وقهر الظلم والفساد. وكتب سيناريو المسلسل الأزمة بأجزائه الثلاثة رجائي شاشماظ، وباهادر أوزدنير، وأخرجه زبير شاشماظ، وبطولة نشأت شاشماظ، وهو أحد أهم الممثلين الشباب في تركيا، وقدم ثلاثة أعمال تلفزيونية وفيلماً واحداً، أما البطلة أوزجو مامال، فتحظى بنجاح كبير وقدمت واحداً من أهم الأفلام التركية في السنوات الأخيرة وهو “السعادة موتلولوك”. كاتب تركي: العمل يعكس الحقيقة لأحداث جرت لا يجد الكاتب والإعلامي التركي دانيال سعيد في مسلسل “وادي الذئاب” أي إساءة لأي جهة أو أشخاص، بقدر ما كان العمل يعكس الحقيقة لأحداث جرت في فترات زمنية سابقة، مثل التطرق إلى الهجوم الواسع الذي شنّته الحكومة التركية ضد عصابات ألحقت ضرراً بالغاً بالمجتمع التركي، وأضاف: “لأن هذا العمل يحمل الكثير من الجرأة في الطرح لم يعتد عليها المجتمع التركي، صاحبته ضجة إعلامية ضخمة، وهذا طبيعي أن يحدث في مجتمعات تفتقد إلى مبدأ المكاشفة والمصارحة، على الرغم من أن هذا ليس من سمات البيئة الثقافية التركية التي تعمل تحت مظلة حرة”. وأوضح: “تتحدث القصة عن فتره زمنية عاشها الأتراك مع منظمة “ارجينيكون” وهو اسم له دلالة أسطورية وقد استخدمها الضباط المتآمرون من اجل كسب التعاطف الشعبي الذي تترسخ في ذهنه هذه الأسطورة”. “وآرجينيكون حسب الأساطير التركية هو اسم الوادي السحيق الذي حوصر فيه الأتراك ودلتهم ذئبة على طريق الخروج ليستمروا في الحياة” وأن أسلوب المنع الذي طال الجزءين الأول والثاني لا يتماشى مع حرية الإعلام التركي الذي دخل في مرحلة الانفتاح الفضائي، الأمر الذي أصاب الكثيرين بالصدمة الفكرية “خاصة أن الأعمال الدرامية التركية تعيش في أزهى عصورها، وتحقّق نجاحات تلو الأخرى على المستوى المحلي والعربي والدولي، وليس من العقل أن يتمّ منع عمل درامي يُعدّ من أضخم المسلسلات إنتاجاً في تاريخ تركيا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©