الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعلام منسية «3»

26 سبتمبر 2016 22:57
ابن درَّاج القسطلي: أبو عُمر أحمد بن محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن درَّاجْ، هكذا نسبه المؤرخان ابن خلكان «ت: 681 ه» في وفيات الأعيان، وابن تغري بردي «ت: 874 ه» في النجوم الزاهرة.. كان مولده «347 ه» في مدينة قسطلة Cacella من الأندلس، وكانت رئاسة قسطلة بيد أجداده حتى نسبها بعض المؤرخين إليهم فقال «قسْطلة درَّاج». لم تشر المصادر إلى نشأة ابن درّاج القسطلي والعلماءِ الذين أخذ عنهم، إلا أن فترة طفولته وتعلمه كانت على غرار أبناء جنسه، حيث كانت زمن خلافة الحكم المستنصر «350ه - 366ه»، ثم خلافة ابنه هشام المؤيد «ت: 403 ه»، وهي أزهر عصور الثقافة في بلاد الأندلس، فأخذ من التعليم حظه، وكانت اللغة العربية والأدب أغلى معوّل، فنهل من الشعر الجاهلي والإسلامي، وتكونت لديه ثقافة لغوية وأدبية عالية، ما أهله للنبوغ والصعود ولو بعد حين. ولا يستبعد أن ابن درّاج قد قام برحلات في بداية شبابه إلى قرطبة أو غيرها، واطلع على جو قرطبة العلمي والأدبي، ونفاسة الشعر في أوساطها، وبدأ يعد نفسه لمقارعة الشعراء، ذلك أن اتصاله بالمنصور لم يكن إلا بعد الثلاثين من عمره على التقدير، حيث يذكر في شعره أولى قصائده في قرطبة، بنته ذاتُ الثمان... ارتحل ابن درّاج إلى قرطبة، وبها يومئذ الحاجب المنصور بن أبي عامر «ت: 392 ه»، وهو حاجب الخليفة هشام المؤيد، والقائم بالأمر، وكان محباً للعلم، مؤثراً لأهل الأدب، مفرطاً في إكرامهم، وأراد ابن درّاج أن يشق الطريق إلى المنصور العامريِّ، فتقدم إليه وألقى قصيدته الهائية ومطلعها: أضَاءَ لَهَا فَجْرُ النّهَى فَنَهَاهَا عَن الدّنِفِ المُضْنَى بِحَرِّ هَوَاهَا فأُعْجب المنصور أيما إعجاب بابن دراج، إلا أن شعراء البلاط ونقاده لم يطمئنوا لهذا النابغة الجديد، والغريب على قرطبة، فتكلّموا فيه واتهموه بسرقة الشعر، أو انتحاله، وإلا فكيف لمثل هذا الغريب بهذه القصيدة المحكمة العصماء، فكان لا بد من مجلس تعرف فيه المواهب والشاعرية، وذلك بأن يرتجل شعراً أمام الحاضرين مناسباً لطلبهم، فطلب منه وصف طبق من التفاح أحيط بأزهار البهار، فقال مرتجلاً: يا حبذا خَجَلُ التفاحِ في طبقِ منضّدٍ بجنِيِّ الزّهرِ متسقِ واستطاع أن يهزم حاسديه، وقرّبه المنصور العامري وأثبته في ديوان العطاء. الشريف سيدي محمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©