الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متلازمة «راي» حالة مرضية تتبع الإصابة بالأمراض الفيروسية

متلازمة «راي» حالة مرضية تتبع الإصابة بالأمراض الفيروسية
26 مايو 2014 21:18
متلازمة «راي» من المتلازمات أو الأمراض النادرة، التي تأتي في شكل مرض عصبي حاد يتطور بشكل أساسي عند الأطفال ما بين عمر 4 إلى 16 سنة بعد الإصابة بالإنفلونزا، أو الجديري أو أي عدوى فيروسية أخرى. وتصيب الدم والكبد والدماغ لدى الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى فيروسية ثم شفوا منها، أي أنها تأتي دائماً مصاحبة لمرض آخر. كما أنها اضطراب ربما يهدد الحياة وينبغي أن يتم التعامل معها على أنها حالة طبية طارئة. ومع أنَّ هذه المتلازمة غالباً ما تصيب الأطفال والمراهقين، إلا أنها يمكن أن تصيب أي شخص أيضا. وقد تظهر الحالة بسرعة من غير إنذار. وهذه المتلازمةُ شائعة في مواسم الإنفلونزا، وتختلف حسب شدة المرض، والتي يمكن أن تتراوح بين معتدلة ومحدودة ذاتيا، ونادرا ما تحدث الوفاة في غضون ساعات. على الرغم من اختلاف شدة المرض، فإن علاجها يتوقف على الاكتشاف المبكر والحاسم. الدكتورة زينب الجباس تشير إلى أن أول ما وصفت هذه الحالة في ولاية كارولينا في الولايات المتحدة الأميركية عام 1963، حيث شخصت عدة حالات بأنها «اعتلال الدماغ» خلال الإصابة بالإنفلونزا مترافقة مع تجمع للشحوم في الكبد مع ارتفاع في خمائر الكبد والأمونيا في الدم، لكن مازال المرض يكتنفه الكثير من الغموض حتى اليوم. وهي نادرة الحدوث إذ تصيب شخص واحد من كل مليون شخص من البشر، وثبت بشكل إحصائي أن استخدام الساليسيلات مثل «الإسبرين» خلال علاج هذه الأمراض يرتبط بحدوث هذه المتلازمة على الرغم من عدم وجود دليل استنتاجي على ذلك. وتبدأ الحالة دائماً بعد إصابة الطفل أو المراهق بمرض فيروسي كالرشح أو الإسهال، أو جديري الماء، وتظهر الأعراض بعد 1 إلى 14 يوما بعد ظهور الطفح الجلدي الخاص بجديري الماء، ولكثير من حالات متلازمة راي تكون خفيفة وتمر من دون تشخيص، والحالات الأخرى تكون شديدة وتتطلب عناية مشددة، ويجب التفكير بالحالة في حال أصيب الطفل بإعياء مستمر مع تبدل الوعي بعد أي مرض فيروسي». التشخيص أما كيف يتأكد الأطباء من تشخيص متلازمة راي؟ فتجيب الدكتورة زينب الجباس، إخصائية الأطفال في مستشفى النور في أبوظبي: «لا يمكن علاج متلازمة راي في المنزل، والعلاج يجب أن يكون في المستشفى في وحدة العناية المركزة، وعادة ما يتم التشخيص بناءً على فحص الطفل والتحليلات المخبرية، وقد تجرى خزعة الكبد في حالات خاصة من متلازمة راي. وهي بحد ذاتها ليست معدية، لكن المرض الفيروسي المسبب قد يكون معدياً. ويمكن القول بأن نسبة وفيات الأطفال الذين يصابون بها حوالي 20 % والتشخيص والعلاج المبكران يزيدان من فرص الشفاء. ويختلف ذلك حسب شدة الحالة، فقد تكون الحالة خفيفة وتشفى عفوياً، وقد تكون شديدة وتتطور نحو الوفاة خلال ساعات في حالات نادرة، لكن بشكلٍ عام تتحسن الحالة خلال 5 إلى 10 أيام. كما يمكن القول بأن لا يوجد علاج جذري، وأساس العلاج هو المعالجة الداعمة، أي تقديم السوائل والتغذية اللازمة للطفل عن طريق الوريد، مع تقديم الدعم القلبي التنفسي، وهذا يحسن كثيراً من فرصة الشفاء، وحيث يوضع للأطفال المصابين بالحالات الشديدة القساطر الوريدية والبولية وأجهزة المراقبة، وقد يحتاج بعض الأطفال لجهاز التنفس الاصطناعي في حال اضطراب التنفس، ومراقبة الضغط الدماغي وضغط الدم. وكما أسلفنا فإنه يمكن الوقاية من حدوث متلازمة راي بتجنب استخدام الإسبرين والساليسيلات لعلاج جدري الماء أو أي مرض فيروسي لا يعرف سببه، وبشكلٍ عام لا ينصح بإعطاء الأسبرين للأطفال والمراهقين. الأعراض والعلاج توضح الدكتورة الجباس، أن في مقدمة الأعراض الغثيان والقيء، وتغيب الوعي والنعاس، والتوهان، والتنفس السريع، وفي المراحل المتقدمة من الحالة يصبح التنفس بطيئاً، وفي المراحل المتقدمة من الحالة قد يدخل الطفل في حالة سبات وتتوسع الحدقتان، وقد يكشف الطبيب تضخماً في حجم الكبد واليرقان وارتفاع الحرارة، وقد تكشف التحاليل الدموية ارتفاعاً في الأمونيا وخمائر الكبد، لكن أكثر حالات الأمراض الفيروسية تترافق مع جزء من هذه الأعراض! ومع أن آلية المرض غير واضحة، فإنه توجد علاقة مثبتة بين تناول الأطفال للأسبرين - وهو خافض للحرارة ومسكن - والإصابة بمتلازمة راي، ولذلك يمنع إعطاء الأسبرين على الإطلاق لمن هم تحت سن 21. كما قد يكون السبب وجود قصور في أنزيمات الكبد الخاصة بأيض الأحماض الدهنية. وإذا عانى الطفل من أي من هذه الأعراض بعد إصابته بعدوى فيروسية، تجب عليه مراجعة الطبيب أو قسم الطوارئ فورا. ويؤدي التأخر في العلاج إلى زيادة الضرر الدائم في الدماغ، وقد يصل الأمر للوفاة. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©