انتهى قبل أيام «معرض التصميم أندكس» الحدث الأبرز في قطاع العمارة والتصميم على مستوى الشرق الأوسط، واستقطب أكثر من 700 عارض من 45 دولة. إلى جانب مستهلكي وتجار منتجات وخدمات التصميم الداخلي حول العالم.
خولة علي (دبي)
يتجاوز «معرض التصميم الدولي» المفهوم التقليدي للمعارض ليتيح للحضور فرصة مميزة للحصول والاطلاع على المعلومات والتعرف على سبل التواصل واكتساب الخبرات، حيث يقبل الخبراء القادمون من مختلف أنحاء العالم على التباحث فــي أبرز القــضايا المؤثرة على مستوى القطاع لإيجاد الحلول ومجابهة التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة.
وقدم عدد من المصممين قطعاً من الأثاث الأقرب إلى التحف الفنية، وجاءت هذه القطع فريدة ومتميزة في فكرتها ومظهرها وخامتها وطرق تنفيذها، لتنطلق بمفهوم تصميم الأثاث إلى أبعد من كونها قطعة تلبي احتياجات المرء. بل تمثل مقتنيات لها جاذبيتها وقيمتها.
هذه المقتنيات وقطع الأثاث تحتوي على أفكار غريبة ومبتكرة، غير مكررة، وتنطوي على جملة من التفاصيل الدقيقة التي تكونت من نسيج أفكار المصممين الذين ينتمون إلى ثقافات ومدارس مختلفة.
فكانت القطع نتاج رغبة في التفرد والتعامل مع الخامات بكل جرأة، فقد أطلق المصــممون العنان لأفكارهم ليقدموا مزيجاً من الأعمال التي تنبض بمعاني الحركة والنشاط في بعض الأعمال التي استمدت من خامات الطبيعة.
من الطبيعة
ومن هؤلاء المصممين جايسون فيلبس الذي خرجت أعماله عن المألوف ليتحفنا بصور ونماذج فنية رائعة أساسها الطبيعة. حيث إن الطبيعة تلعب دوراً في تغذية وإثراء أفكار المصمم ورغبته في خلق قطعة فنية مبتكرة من الأثاث تقوم بدورها ووظيفتها مع مظهرها الذي يربط الإنسان بالطبيعة التي تجلب الهدوء.
وراح المصمم يبحث عن الأفكار في أعماق البحار، وعلى مصبات الأنهار، منطلقاً بمخيلته في مفردات الطبيعة، محاولاً أن يبتكر من شكلها، ومظهرها، فكرة تصميم قطعة من الأثاث.
ويقول فيلبس: «هذه الخطوة في تصميم الأثاث من الاتجاهات الجديدة في صناعة الأثاث المعاصر، فالمصمم الناجح لا يتوقف عند حد معين، فخطوط تصميم الأثاث القائمة عليها مجموعة فيلبس منذ سنوات طويلة تبحر في الطبيعة حول العالم من جنوبي شرق آسيا، لأفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا والدول المطلة على المحيط الهادئ، التي تحمل أفكاراً مثيرة للمصمم».
ويضيف: هناك عملية الجمع بين مفاهيم مثيرة تمزج مفهوم الحرفية والفكرة لتعاد صياغتها، وتجهيزها كمفردة من قطع الأثاث، كطاولة، أو مقعد، أو قطع أكسسوار غنية، مع اكتشاف مجالات استخدام مواد الطبيعة الواسعة والمتشعبة.
ولكن الأمر يتوقف على فكرة المصمم، وكيف يمكن أن يطوع هذه القطعة، بحيث تكون فريدة ونادرة، تثري الديكورات الداخلية.
تفاصيل غنية
وأضاف: «من جملة الأفكار التي حاولت أن أدخل بها حيز صناعة طاولة مستوحاة من حجر نهري، في انسيابيته وشكله ولونه البراق اللامع الذي يضيف فخامة وتميزاً. وهذه القطعة المبتكرة وغير المألوفة يدرك المصمم قيمتها، حيث استلهمها من جداول الأنهار وهي تمر لتداعب مجموعة من الأحجار التي تتشكل في ممر مائي، والمصمم الذي ينطلق بأعماله من وحي الطبيعة يجب أن يغذي عينه وفكره بكم من المشاهدات التي تجعله متجدداً».
ويضيف: من بين القطع أيضا مجموعة من الجداريات المستمدة من أشكال ورق الأشجار ومجموعة أخرى على شكل أصداف كبيرة الحجم، يتم استخدامها على الجدران في المداخل، وفي قبو المنزل. وهي قطعة فنية مبتكرة تجعل الفراغ مميزا وأكثر جاذبية. ومن مساحات الجدران إلى أطقم من الأرائك جلبت من بيئة الغابات فهي عبارة عن سيقان الأشجار العملاقة التي تتم معالجتها ضد العوامل الخارجية، والاستفادة منها كقطع رائعة.
الطبيعة بتفاصيلها الغنية
يقول جايسون فيلبس: إن اتجاهه في تصميم الأكسسورات يعتمد على توزيع بعض المزهريات العملاقة من السيراميك، التي تمنح المداخل قدراً من الفخامة، ورغم أن التصاميم لا تخرج عن نطاق الفن والإبداع، فقد حاول أن يخرج بتصميم التحف ليعكس فكرة وملامح معينة في المكان، من خلال تصميم مجموعة من الطيور في مواضع مختلفة تحلق في مجموعات أو تحط على غصن رشيق أو أخرى تتأهب للطيران.
عدد اليوم
