شريف عادل (واشنطن)
للمرة الأولى منذ أكثر من قرن، ستكون شركة جنرال إلكتريك الأميركية الشهيرة خارج مؤشر داو جونز الصناعي، حيث سيتم استبدالها بشركة الأدوية والجرينز بووتس، خلال أسبوع من الآن.
وقال ديفيد بليتزر، المدير التنفيذي ورئيس اللجنة المسؤولة عن المؤشر الأشهر في الولايات المتحدة، في بيان، إن «إدخال شركة الأدوية في المؤشر على حساب جنرال إلكتريك سيجعل من المؤشر مقياساً أفضل لقوة الاقتصاد وسوق الأسهم الأميركية، كونه يعطي وزناً أكبر لقطاعي المستهلكين والرعاية الصحية».
ومنذ ابتكار مؤشر داو جونز، لم تخرج جنرال إلكتريك من الأسهم المكونة له إلا في فترات محدودة، حيث كانت ضمن الأسهم التي تكون منها عند إطلاقه في عام 1896. ومنذ عام 1907 لم تخرج الشركة من المؤشر يوماً واحداً، وبالتأكيد لم يأت ذلك من فراغ. فالشركة التي تعمل في العديد من الأنشطة، من الرعاية الصحية والطاقة المتجددة والتصنيع الرقمي والإضاءة ووسائل النقل إلى النفط والغاز والتمويل ورأس المال المخاطر، كانت حتى العام الماضي تحتل المركز الثالث عشر في الولايات المتحدة وفقاً للإيرادات الإجمالية.
وفي عام 2014، احتلت الشركة المرتبة الرابعة عشرة من حيث الربحية، بينما كانت في عام 2012 رابع أكبر شركة على مستوى العالم، كما كانت في عام 1990 أكبر شركة مدرجة في البورصة في العالم من حيث القيمة السوقية، وحصل اثنان من موظفيها على جائزتي نوبل، أحدهما في الكيمياء، والآخر في الفيزياء.
إلا أن الشركة العملاقة تعرضت للعديد من الصدمات في الفترة الأخيرة، منها ما كان مرتبطاً بها ذاتها، ومنها ما كان نتيجة لتقلبات الأسواق، حتى أُجبرت على تخفيض توزيعات الأرباح لحاملي أسهمها العام الماضي للمرة الأولى منذ تسعة وسبعين عاماً. وخلال الاثني عشر شهراً الأخيرة، كان سهم الشركة صاحب أسوأ أداء داخل مؤشر داو جونز الصناعي، حيث فقد أكثر من نصف قيمته، ووصل إلى أقل من 13 دولاراً، ما قلل كثيراً من تأثيره النسبي على المؤشر، الذي يتم ترجيحه وفقاً لسعر كل سهم.
وبعد الإعلان عن استبعاد الشركة من المؤشر، فقد السهم 1.5% من قيمته في تداولات ما بعد إقفال يوم الثلاثاء، بينما ارتفع سعر سهم والجرينز بووتس أكثر من 4%. وقالت الشركة في بيان: «نحن نركز على تنفيذ الخطة التي وضعناها لتحسين أداء جنرال إلكتريك. إعلان اليوم لا يغير شيئاً من تلك الالتزامات أو من تركيزنا على جعل الشركة أقوى وأقل تعقيداً».
لكن بوب نارديللي، الرئيس التنفيذي السابق لجنرال إلكتريك لوسائل النقل، وصف اليوم الذي تم الإعلان فيه عن القرار بأنه «يوم حزين»، وقال في لقاء مع شبكة «سي إن بي سي» إنه يعتقد أن هناك المزيد من الألم للشركة في الفترة القادمة.
وأضاف نارديللي: «جون فلانري (الرئيس التنفيذي الحالي للشركة) أمضى مع الشركة عاماً كاملاً، ولا أعتقد أن الوقت يكون في صالحك عندما تواجه التحديات التي يواجهها». وتعمل الشركة تحت قيادة رئيسها الجديد على التخلص من بعض الأنشطة التي تراها غير مربحة، وإن كانت خطوات تلك العملية ما زالت متعثرة حتى الآن.
عدد اليوم
