الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«آبل» تنهض بأحوال العمال في مصانعها الخارجية

«آبل» تنهض بأحوال العمال في مصانعها الخارجية
12 مايو 2012
بعد يوم واحد من الجولة التفقدية التي أجراها تيموثي دي كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل في أحد المصانع الصينية التابعة لها، انتقد تدقيق كلفت به آبل أحد المكاتب الاستشارية عدد ساعات العمل الطويلة وأحوال العمل الخطيرة في مصانع تديرها شركة فوكسكون مشغل المصنع. واستجابة لذلك تعهدت فوكسكون بتخفيض عدد ساعات العمل وبزيادة كبيرة في الأجور بمصانعها. يعتبر ظهور كوك مؤخراً في منشأة تصنع فيها أجهزة آبل دليلاً على الطريقة المختلفة التي يتعامل بها رئيس آبل الجديد مع مشكلة كانت قد ظهرت أول ما ظهرت في عهد سلفه ستيفن بي جوبز. ومنذ أصبح كوك الرئيس التنفيذي الصيف الماضي قبيل وفاة جوبز، تتخذ آبل عدداً من الإجراءات لمعالجة المشاكل المحيطة بطريقة تصنيع منتجاتها. وحين أصبح رئيساً تساءل العديد من الأوساط عما إذا كان في مقدور كوك المدير السابق لعمليات آبل، أن يجاري نفوذ رؤية جوبز في منتجات آبل، وبدلاً من ذلك، يبدو أن كوك يعتزم أن يضع أولى بصماته وأهمها من خلال الطريقة التي يتم بها تصنيع منتجات آبل. وقال دارا او رورك بروفيسير السياسات البيئية والعمالية في جامعة بيركيلي كاليفورنيا: “أود أن أثني على تيم كوك لأنه يعترف أن الشركة تواجه مشاكل”. تعد سلسلة توريد آبل أمراً أقرب كثيراً لتيم كوك مما كانت لسلفه، وبعد أن عاد جوبز إلى رئاسة آبل في عام 1997، سرعان ما عين كوك لتطهير عمليات التصنيع التي كانت متخبطة ومفتقرة إلى أرصدة المخزونات اللازمة، ما أثر سلباً على أرباحها. وطوال ما يتجاوز عشر سنوات ساعد كوك على تحويل عمليات آبل إلى الصورة النموذجية التي تتمنى أي شركة الكترونيات أن تقلدها، بما لديها من مجموعة من الشركاء في آسيا على نحو يمكنها من إطلاق ونشر أحدث منتجاتها بكفاءة عالية. لم يسبق لجوبز أن زار المصانع الصينية التي تصنع منتجات آبل، حسب مصادر عليمة، وخلال رئاسته التنفيذية لم يكن معنياً بجهود آبل لتدقيق مورديها مثلما فعل كوك، غير أنه حين نما إلى علم جوبز انتهاكات مورديه الصارخة لميثاق المبادئ الأخلاقية - كحالات استغلال الأطفال كعمال - كان يستشيط غضباً. تحدث كوك علناً عن مدى تأثير خبرته في التعامل مع العمال التي اكتسبها في الاباما عليه وعلى احترامه للعمل بالمصانع. وقال كوك لمستثمرين في أحد المؤتمرات في سان فرانسيسكو في شهر فبراير الماضي “قضيت أنا شخصياً وقتاً طويلاً في المصانع لم أكن مجرد تنفيذي، فقد عملت في مصنع ورق في الاباما ومصنع ألومنيوم في فيرجينيا”. غير أن بعض أنصار حقوق العمال قالوا إنهم ليسوا مقتنعين بعد بأن التقرير الصادر الشهر الماضي عن أحوال مصانع فوكسكون ستؤدي إلى تحسينات فعلية للعمال، محتجين بأنه سبق لآبل وشركائها عدم الوفاء بما صرحت به من وعود بالتطوير والتحسين”. وقال جيف بالينجر الناشط والباحث في مجال حقوق العمال عالمياً: “يبدو أنني سبق أن رأيت هذا النمط من قبل”. وأضاف: “أنه تقرير يرضيك ويعدك بأن الأشياء ستتحسن، ولكنه ليس مقنعاً بما فيه الكفاية”. منذ عام 2007 تنشر آبل سنوياً تقارير تدقيق المصانع التي تصنع فيها منتجاتها، غير أنه في خلال الأشهر القليلة الماضية وتحت رقابة كوك اتخذت الشركة مجموعة من الخطوات الجريئة لإرغام مورديها على إجراء تحسينات على أماكن العمل. وفي شهر يناير حين نشرت آبل تقريرها السنوي لعام 2012 عن الأحوال في مصانع مورديها، كشفت الشركة أيضاً عن أسماء 156 شركة تورد لها أجزاء وخدمات أخرى متعلقة بتصنيع منتجات آبل وهو أمر كانت ترفض الشركة أن تفعله من قبل. وللمساعدة على وقف العمل لساعات إضافية زائدة، بدأت آبل بنشر تقارير شهرية عن مدى التزام مصانع المورد بسياسة آبل التي تنص على 60 ساعة عمل أسبوعياً، وقالت آبل إن نسبة الالتزام زادت في شهر فبراير إلى 89% من 84% في يناير. وفي هذا العام أصبحت آبل أيضاً أول شركة تكنولوجيا تنضم إلى اتحاد العمالة المنصفة ودعت هذا الاتحاد، الذي يعتبر بمثابة جماعة مراقبة عالمية غير هادفة للربح، إلى عقد تفتيشات على مصانع مورديها في الصين وغيرها من الدول. نشر الاتحاد مؤخراً نتائج أولى تفتيشاته على سلسلة توريد آبل، حيث ذكر التقرير العديد من الانتهاكات لقوانين ولوائح العمل الصينية في مصانع فوكسكون بما فيها حالات تجاوز فيها العاملون ساعات العمل الستين الأسبوعية المتوافقة مع معايير الاتحاد. وتعهدت فوكسكون المتمركزة في تايوان بأنه بحلول شهر يوليو 2013 لن يتجاوز موظفوها حد 49 ساعة عمل أسبوعياً الذي ينص عليه القانون الصيني، كما قالت فوكسكون إنه لن يتم خفض أجور العاملين بل إنها ستساويها بأجور نظرائهم بالشركات الأخرى. وقالت آبل: “عكف فريقنا على العمل لسنوات لتعليم العاملين وتحسين أحوال العمل وجعل سلسلة توريد آبل نموذجاً لصناعة التكنولوجيا، وهذا هو السبب أننا طلبنا من اتحاد العمالة المنصفة إجراء هذه التفتيشات. كما قالت آبل إنها أجرت العديد من التحسينات على أحوال المصانع على مدى سنوات، ففي عام 2008 مثلاً اكتشف مفتشو الشركة واقعة أجبر فيها أحد الموردين العاملين الأجانب على تسليم جوازات سفرهم إلى مديري المصنع لتقييد إمكانية تركهم العمل، وطلبت آبل من المورد الذي لم يذكر اسمه في تقرير آبل السنوي الذي وردت فيه الواقعة، أن يعيد الجوازات إلى العاملين. وهناك مشاكل أخرى كان من الصعب على آبل التخلص منها، حتى أن كوك أقر خلال كلمته في مؤتمر المستثمرين في شهر فبراير بأن آبل وجدت أن الموردين أخلوا بسياسة الشركة بشأن ساعات العمل الإضافية. وقال دنيال دايرمير البروفيسور في جامعة نورثويسترن الذي يبحث ويدرس علم إدارة السمعة إنه يعتقد أن موقف آبل الأكثر تشدداً حيال أحوال المصانع كان نتيجة تكثيف الإعلام وجماعات الحماية رقابتها على الشركة بالتزامن مع اهتمام مختلف الأوساط الشديد بارتفاع أسهم آبل وزيادة احتياطيها النقدي، ولكنه قال أيضاً إنه يعتقد أن أسلوب كوك القيادي لعب دوراً في تلك التغييرات. وقال دايرمير: “أعتقد أن لدى كوك فهماً أعمق وهي ملكة شخصية يتمتع بها أكثر من غيره من التنفيذيين”. وقال بعض المدافعين عن العاملين إنهم يأملون أن تؤدي التغييرات التي أجراها كوك إلى تحسينات مستدامة في عمليات تصنيع المنتجات الإلكترونية. كما قال ميج روجنساك كبير مستشاري الشركات وحقوق الإنسان في منظمة “حقوق الإنسان أولاً” غير الحكومية: “إن لدى آبل الفرصة لتصبح الوجه الجديد لإنتاج مستدام في قطاع الإلكترونيات، فهي ذكية بما فيه الكفاية ومؤهلة لذلك تماماً”. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©