ما إن تحطّ الرحال في عروس البحر الأحمر «جِدّة»، أو أينما حللت في مؤسسات ومدن إمارة منطقة مكة المكرمة إلا وتبادرك نسماتها الطيبة، فتبلل جفاف روحك من زخم الأسفار المتلاحقة، كما تبتهج الأسارير حين تستقبل 235 مبادرة تتبارى من خلالها 61 جهة حكومية وخاصة في 17 محافظة بالإمارة تسعى إلى ابتكار أساليب إبداعية لبناء الإنسان السعودي فكرياً وثقافياً تحت الشعار الذي أطلقه ملتقى مكة الثقافي «كيف نكون قدوة»؛ بهدف استحداث أفكار إبداعية، وتنفيذها بطريقة تحدث تأثيراً إيجابياً في المستوى الرسمي والاجتماعي تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة.
أكثر ما يبهر أن أهداف المبادرة تنصهر في بوتقة رؤية 2030 والاستراتيجية الشاملة لمنطقة مكة المكرمة، فما أجمل أن نقتفي درب الابتكار بثوابت ديننا الحنيف وقيم إسلامنا السمحة، وبما يبرهن للعالم أجمع انسجام شريعتنا السماوية الوسطية مع تطور الإنسان في كلّ زمان ومكان، ليغدو النموذج والقدوة، مما يعكس روح الملتقى وما تكتنز النفس البشرية من طاقات كامنة تحيلها هذه المبادرات إلى واقع إيجابي ومؤثر.
لنا أن نتخيّل النتائج المنشودة من تضافر جهود شركاء التنمية في وطنٍ يحمل شعلة الاستثمار في رأس ماله البشري، وتوظيف كلّ مؤسسة وفرد لذائقته الإبداعية الخاصة، لتتعدد الأساليب وتتنوّع الأدوات وتتكامل الجهود في تحقيق نتائج نوعية وإنجازات تحطّم سقف التوقعات وتتجاوز حدود الطموحات، برؤية واعدة للأمير خالد الفيصل الذي يتحلى بنهضة فكرية ونضج الوعي، ورجاحة العقل بما يتماهى مع الأهداف الثقافية الوطنية في السعودية، وبما يجسد العطاء الخصب الذي يعد أهم أدوات تخليق هذا الوعي، وتجديد نمط الحياة. ويقيني أن المستقبل القريب سيشهد إطلاق مزيد من المبادرات المجتمعية المماثلة والفاعلة.
تحية تقدير واجبة وإن كانت متأخرة لكل أصحاب العطاء في مبادرة «كيف نكون قدوة»، لترجمة الرؤية السعودية لبناء مجتمع حيوي، اقتصاده مزدهر في ظل وطن طموح لديه القدوات الريادية وأصحاب الهمم والطموح والمعرفة والرقي الإنساني.
عدد اليوم
