الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غسان صليبا: المسرح ينزف ويعاني مشاكل إنتاجية وأزمة نصوص

غسان صليبا: المسرح ينزف ويعاني مشاكل إنتاجية وأزمة نصوص
12 مايو 2012
الفنان اللبناني غسان صليبا، بدأ حياته الفنية من برنامج ستديو الفن وفاز حينها بالمرتبة الأولى عن قسم الأغنية اللبنانية.. وكان أول ظهور مسرحي غنائي له مع الأخوين رحباني في مسرحية «بترا» سنة 1977 بدور رئيس القافلة، ومن ثم في «حكاية أمل» مع روميو لحود.. ولقب غسان صليبا بـ «خوليو العرب»، لجمال صوته ودفئه، كما أنه يعد من كبار الممثلين المسرحيين في لبنان والعالم العربي . ميراي برق (بيروت) - بدأ غسان صليبا انطلاقته الفنية بالأغاني الشعبية التي اشتهرت كثيراً «يا حلوة شعرك داري» و«وجه السعد»، ولكن المسيرة الفنية الحقيقية له، والتي بينت القدرات الجبارة لهذا الصوت بدأت في العام 1988 عندما لعب دور البطولة في المسرحية الغنائية «صيف 840» لـ منصور رحباني. ومن ثم تتالت أدوار البطولة لغسان في مسيرته مع منصور رحباني وبقية العائلة الرحبانية في عدد كبير من المسرحيات والأعمال. ومكنه هذا الدور من تعديد مشاركاته في أدوار البطولة مع بقية العائلة الرحبانية، في عدة أعمال منها: «الوصية» 1994، «أبو الطيب المتنبي» 2001، «ملوك الطوائف» 2003، زنوبيا 2006، عودة الفينيق 2008. وفيما يتعلق بمشواره الغنائي فلغسان صليبا ما لا يقل عن 150 أغنية من أشهرها، «يا حلوة شعرك داري» و«وجه السعد» و«مش وقتك يا هوى» و«اشتقتله والله اشتقتله». على أرض الغجر يعتبر غسان أن المسرح الغنائي من أهم المسارح اللبنانية إلا أنه ولسوء الحظ يعاني من مشاكل عديدة وعن ذلك يقول: بعد ثلاثة أشهر من عرض مسرحية «على أرض الغجر» لوحظ أن المسرح ينزف ويعاني من مشاكل إنتاجية مع ذلك هناك من يخاطر ويحاول. ويشرح: أقوم بدور مغترب يعود إلى لبنان ليتفقد أرضه بعدما شاهدها في الصور التي أرسلها له السماسرة، ولكنه يتفاجأ بأن الواقع مختلف تماما، فوجد في أرضه خيام الغجر. ويبدأ الحوار مع زعيم القبيلة ويغرم بابنته الجميلة، لتدور أحداث القصة الطريفة والمعقّدة. وبدلا من أن يأخذهم هو إلى حياة الترف يأخذونه هم إلى الحياة الغجر. عمل جميل جدا فيه البسمة والأغنيات الحلوة والتمثيل وفيه العمق السياسي والإنساني كما عودنا المسرح الرحباني. روح الرحبانية ويؤكد صليبا أن المسرح يختلف عن الإطلالة المباشرة على الجمهور، ولكل منهما أسلوب وطريقة مختلفة، ففي المسرح هناك دور وأغان يلتزم بها الفنان، وفي الحفلة أمام الجمهور هناك خصوصية وجمال، وخيار الأغنيات قد يتقارب، ولكن بالطبع الغناء في المطاعم والملاهي يختلف عن الغناء في المسرح، فهناك الغناء ترفيهي لا يحاكي الفكر إنما يحاكي الجسد والترفيه، أما في المسرح فيحاكي الغناء الفكر وكلمات الأغنية تخاطب العقل والواقع. وعمل غسان مع الفنان منصور الرحباني، ثم مع أسامة الرحباني، والآن مع غدي الرحباني، ويؤكد: في الفن لا وجود للمقارنة فكل إنسان لديه موهبته ورؤيته الخاصة، ولكن لا نشعر بالاختلاف، لأن الخطوط الأساسية هي نفسها، فورشة العمل نفسها والتعب ذاته والتوتر ذاته، مع التفاني لإيصال العمل الذي نريده. طبعا هناك هالة منصور الرحباني موجودة معنا، وما زالت هناك الجدية والحماسة نفسها وروح منصور الرحباني موجودة، والأساس هو إيصال العمل المتكامل إلى الناس، لكن الفرق هو الروح الشبابية من حيث الموسيقى والكتابة. ويضيف: أقرب دور إلى قلبي هو «سيف البحر» في مسرحية صيف 840 والمتنبي. احترام الفن ويرفض غسان القول بأنه ابتعد عن الساحة الغنائية ويقول: اليوم أحضر عملاً جديداً وسيكون في أواخر الصيف على مسمع الجمهور ولكن اليوم ما زلت في مرحلة الاستماع. أما عن الوضع الفني فهو في مجمله هابط وهو بالنسبة لي «استنساخ» ولكن لا زال هناك استثنائيات بغض النظر عن صاحب الأغنية، وللأسف الإعلام يعرض كل شيء المهم الحق المادي لأصحاب القنوات، حيث أن التجارة ضغطت على المستوى الفني. وهذه حالة لبنان والعالم العربي. أما العودة إلى زمن الأصالة فالحل برأي غسان صليبا هو احترام الفن حتى يعود الجمهور لي طبيعته وحقيقته ويرفض ما هو بشع وغير لائق. ويضيف: ومن الضروري أن تفرض الدولة قوانين تحمي الناس من الفن الهابط ويكون هناك لجان في المؤسسات الإعلامية، دورها غربلة الأعمال وتصنيفها وتقييمها قبل عرضها على الجمهور فتصنف الكلمات والألحان والأداء كما كان يحصل في الإذاعة اللبنانية. بطلات ولكن! وقد وقفت العديد من البطلات أمام الفنان غسان الرحباني منهن، هدى، كارول سماحة، أماني سويسي، هبة طوجي، وألين لحود ويصف غسان كل منهن قائلاً: هدى تجربتها في المسرح الغنائي واسعة وكبيرة فقد ولدت فنياً مع آل الرحباني واستمرت لغاية مسرحية صيف 840، والوصية. أما كارول أتت من التلفاز ومن المسرح الكلاسيكي فتملك تجربة مهمة أضافت الغناء إلى المسرح الغنائي فأصبحت متمكنة حضوراً وغناءً. وأماني سويسي لا يمكن تقييمها من خلال عمل واحد، أما هبة طوجي فاستطاعت أن تفرض نفسها نجمة في المسرح الغنائي في وقت بسيط. وألين لحود مؤخراً كانت مفاجأة كبرى بالنسبة لي فقد برعت في دور الغجرية والناس أحبوها بشكل كبير من حيث الحضور والصوت. أعمال ترصد أوجاع المجتمع يقول غسان صليبا: عُرض عليّ الكثير من الأعمال المسرحية لكنني رفضتها لأنني أنتظر شيء ما لا أعرف وصفه، ولكن يكون قد كُتب خصيصاً لغسان صليبا ربما شيء من الواقع الحالي من أوجاع المجتمع أو من الفساد الذي استشرى في بعض المجتمعات. موضحا أنه يحب تجسيد رجال من التاريخ تركوا بصمة صالحة كشارل ديجول، مثلاً، بعيدا عن الأشخاص الذين ظلموا شعوبهم وشنوا حروبا عبثية، فهؤلاء أرفضهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©