الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاركة رفسنجاني: جديد الانتخابات الإيرانية

مشاركة رفسنجاني: جديد الانتخابات الإيرانية
12 مايو 2013 22:31
جايسون ريزايان طهران دخل علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي يعد واحداً من أقدم الشخصيات السياسية الإيرانية لدائرة الضوء مجدداً، قبل شهر واحد فقط من انطلاق انتخاباتها الرئاسية. وكان رفسنجاني (78 عاماً) الذي كان قد تولى رئاسة الجمهورية في إيران من1989 إلى1997 قد ألمح إلى أنه يفكر في الترشح مرة أخرى لخوض انتخابات الرئاسة، وهو احتمال أدى لتنشيط الطبقة السياسية في طهران، وزعزعتها في آن واحد. ويشغل رفسنجاني في الوقت الراهن منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يتمتع بنفوذ كبير ويتكون من 70 عضواً من كبار أعضاء النظام الحاكم. وهو يعتبر واحداً من الآباء المؤسسين للجمهورية الإسلامية ومن بين أقوى شخصياتها وأكثرهم نفوذاً. وإعلان رفسنجاني خوض الانتخابات الرئاسية التي تنطلق في الرابع عشر من يونيو المقبل يضيف بعداً جديداً لسباق مشوب بالفعل بقدر كبير من عدم الوضوح. فترشحه يمثل تحدياً لطائفة من المرشحين المحافظين، كما يقلق حلفاء الرئيس الحالي أحمدي نجاد، الذين كانوا يأملون في الاستفادة من افتقار المحافظين للدعم الشعبي. وفي لقاء له مع طلبة جامعة طهران الأحد الماضي، قال رفسنجاني: «لو اقتنعت بأن وجودي في الظروف الحالية يمكن أن يكون مفيداً لنظامنا وللثورة الإسلامية، وسيساعد على حل مشكلاتنا، فسأشارك من دون أي تردد». ويقول رضا ماراشي، مدير البحوث في المجلس القومي الإيراني الأميركي، ومقره واشنطن، «رفسنجاني، وبالتعاون مع طائفة من الساسة الذين عمل معهم بشكل متقطع على مدى عقد من الزمان، يمتلك القدرة على الحشد... والحشد السابق على الانتخابات في طهران يمكن أن يؤدي لنتائج لايمكن التنبؤ بها، كما رأينا في عام 2009 مثلا». وفي نظر العديد من الإيرانيين يعتبر رفسنجاني، وهو واحد من كبار الأثرياء في البلاد، رمزاً للفساد الذي ابتليت به السياسات الإيرانية قبل أن تنشأ الجمهورية الإسلامية عام 1979 بوقت طويل. وفي الوقت ذاته يراه البعض الآخر صوتاً براجماتيا في النظام السياسي الحالي، يمكن أن يقود إيران للخروج من مشكلاتها الراهنة، ويحتمل أن يصلح علاقاتها مع الولايات المتحدة. ويقول ماراشي: «هناك اعتقاد عام يتشكل بين عدد لا يمكن إهماله من الناس في إيران، مؤداه أن رفسنجاني، ورغم تاريخه الملتبس، إلا أنه وطني في قرارة نفسه، يقدر تقدم إيران ويريد أن يراها وقد أصبحت دولة قوية». ومن المرجح أن يكون رفسنجاني- إذا ما حسم أمر ترشحه- أقدم مرشح في السباق. ويشار في هذا الصدد إلى أن المقترح الذي لم يقدر له النجاح، والخاص بتغيير قانون الانتخابات بحيث لا يزيد عمر المتقدم عن 75 عاماً، قد نظر إليه على نطاق واسع على أنه كان محاولة استباقية من جانب البرلمان الإيراني لعرقلة رفسنجاني والحيلولة بينه وبين دخول السباق. وتردد رفسنجاني بين الرفض والقبول لفكرة خوض السباق، ووضعه مجدداً في دائرة الضوء بعد سنوات من الصمت النسبي، يمكن أن يسبب متاعب لأي مرشح مدعوم من قبل الرئيس الحالي أحمدي نجاد. وكان من المعتقد على نطاق واسع أن الخليفة المفضل للرئيس الحالي، وهو كبير مساعديه، إسفنديار رحيم مشائي، سوف يحصل على دعم من العديد من الإيرانيين الذين صوتوا للمرشحين الإصلاحيين في الانتخابات السابقة، ولا يميلون بالتالي- في الانتخابات الحالية- لدعم واحد من بين الخيارات المحافظة التقليدية العديدة. ويقول روزبه بارسي، المحلل الرئيسي في «معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية» والمتخصص في الشؤون الإيرانية: «مشاركة رفسنجاني في الانتخابات سوف تغير المشهد الانتخابي بالشكل الذي عرفناه به حتى الآن لحد كبير». ويُعتقد أن خامنئي ورفسنجاني على خلاف بشأن دعم الأخير لـ«مير حسين موسوي»، زعيم حركة الاحتجاج المعارضة عام 2009، بعد أن خسر أمام نجاد في انتخابات ما زالت موضع نزاع حتى الآن. ورغم أن رفسنجاني حاول في مناسبات عديدة النأي بنفسه عن المجادلات السياسية لتجنب خلق انقسامات داخل النظام -على ما يعتقد- إلا أن بعض المحللين يرون أن الاهتمام الذي حظي به احتمال ترشحه للرئاسة يمثل تحدياً لخامنئي الذي سيجد صعوبة في منع واحد من رفاقه المؤسسين للجمهورية الإسلامية من خوض السباق. وأي ترشح لرفسنجاني سوف يواجه معارضة كبيرة. فوزير الاستخبارات الإيراني اتهمه بمحاولة تخريب النظام مجدِّداً، ناهيك عن اتهامات بأن الرئيس الأسبق كان وراء الاضطرابات التي حدثت عقب انتخابات 2009، كما أن وزير الخارجية السابق والمرشح الرئاسي المحتمل «منوشهر متكي» قال إن بروز رفسنجاني كمنافس محتمل في هذا الوقت «شيء يتجاوز كرامة الأمة». ومن بين المؤيدين الصرحاء لترشيح رفسنجاني الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي الذي قال في تصريح له يوم الجمعة الماضي: «أعتقد أنه- رافسنجاني- الشخص الأكثر ملاءمة وقدرة على مساعدة النظام وحل مشكلات الناس». ورفض خاتمي التكهنات التي تقول إنه قد يترشح، أو قد يبرز بقوة ضمن إدارة رفسنجاني. ويقول بارسي: «بالنسبة للبعض، يمثل رفسنجاني الأمل في أسلوب إداري أكثر مهنية ومقدرة وأقل تقلبا»، ويضيف: «وبالنسبة لآخرين من الجناح اليميني المتشدد، تعني عودته، العودة مرة أخرى للمواقف الوسطية بل وربما عودة الجناح الإصلاحي في السياسة الإيرانية». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوزسيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©