الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عباس: الدولة الفلسطينية حق وواجب أخلاقي وديني

عباس: الدولة الفلسطينية حق وواجب أخلاقي وديني
26 مايو 2014 00:28
عبدالرحيم حسين، وكالات (رام الله) أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضي الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية حق وواجب أخلاقي وديني. ورحب بأي مبادرة قد يتخذها بابا الفاتيكان البابا فرنسيس الأول لجعل السلام حقيقة ناجزة في فلسطين المحتلة، فيما قبل دعوة وجهها إليه وإلى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز للصلاة في الفاتيكان من أجل السلام. وقال عباس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بابا الفاتيكان بعد لقائهما في بيت لحم المحتلة، إن مبادئ الحق والعدل والسلام والحرية والكرامة الإنسانية، والتي نصت عليها كل الأديان والقوانين والقرارات الدولية من أجل الأمن والسلم الدوليين، هي مبادئ آن لها أن تحترم وتطبق في الأراضي المقدسة في فلسطين». وأضاف «وقد أطلعت قداسته على آخر تطورات العملية السلمية والمفاوضات، التي أجريناها من أجل التوصل للسلام الشامل والعادل، الذي يضمن الأمن والأمان والاستقرار لمنطقتنا وشعوبها، والعثرات والعراقيل التي تعترض سبيلها، وعلى رأسها الاستيطان، والاعتداء على دور العبادة من كنائس ومساجد وبشكل يومي، وكذلك الاستمرار في احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل. وقد أطلعنا قداسته أيضاً على الوضع المأساوي الذي تعيشه مدينة القدس الشرقية عاصمة دولتنا المحتلة منذ عام 1967، من عمل إسرائيلي ممنهج لتغيير هويتها وطابعها والتضييق على أهلها من الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين، بهدف تهجيرهم منها ومنع المؤمنين من خارجها من الصلاة في معابدها». واستطرد «إننا ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف التام عن هذه الأعمال التي تخالف القانون الدولي، ومن جانبنا فقد قدمنا رؤيتنا لعاصمتنا القدس الشرقية بأن تبقى مفتوحة لأتباع الديانات السماوية الثلاث دون تمييز. لقد أدت هذه الممارسات الإسرائيلية إلى هجرة الكثير من أهلنا من المسيحيين والمسلمين، والذين نحرص على بقائهم وانغراسهم في أرضهم أرض الأجداد. وإننا على استعداد لأن نعمل سوياً لتعزيز الوجود الفلسطيني المسيحي الأصيل في الأرض المقدسة وخاصة في القدس. وقال عباس للبابا «إننا لنعول على قداستكم في الإسهام بما لكم من مكانة دينية وروحية وإنسانية سامية، للعمل على تمكين شعبنا من نيل حريته واستقلاله التام ورحيل الاحتلال الإسرائيلي عن أرضه، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل في أمن واحترام متبادل وحسن جوار. نحن ملتزمون بالمبادرة العربية للسلام، وبمجرد انسحاب إسرائيل فإن كل الدول العربية والإسلامية ستعترف بإسرائيل وتقيم معها علاقات دبلوماسية فوراً». وأوضح «إننا في فلسطين نعول على جهودكم ومساعيكم الخيرّة لإحقاق حقوق شعبنا ونرحب بأي مبادرة قد تتخذونها أو تصدر عن قداستكم لجعل السلام حقيقة في الأرض المقدسة، وبما يمكن شعبنا من بناء حياته ومستقبلة الإنساني والثقافي، وهويته الحضارية بأمن وسلام واستقرار وعيش كريم في وطنه». وتابع «نغتم الفرصة التاريخية بوجودكم بيننا، لنوجه لجيراننا الإسرائيليين، رسالة سلام، قائلين لهم: تعالوا لنصنع السلام القائم على الحق والعدل والتكافؤ والاحترام المتبادل، فما تسعون إليه من أجل خير ورخاء شعبكم وأمنكم واستقراركم، هو عينه ما نصبو إليه. الأمن والسلام والاستقرار هو مصلحة لشعبنا مثلما هو مصلحة لشعبكم، ولمنطقتنا وللعالم بأسره، فالسلام يصنع بتحكيم العقل والقلب والضمير الإنساني والأخلاقي الحي، ورفع الظلم والقهر والتنكيل، والتخلي عن التوسع على حساب حقوق الغير، وسياسة المعايير المزدوجة، والكيل بمكيالين، والتوجه بنوايا صادقة ومخلصة لتحقيق السلام المنشود الذي ستنعم بثماره أجيالنا القادمة». إلى ذلك، أعلن عباس في كلمة ألقاها خلال مأدبة غداء مع البطاركة المرافقين لبابا الفاتيكان، أن كل فلسطيني يتطلع إلى أن تكون زيارتهم فاتحة أمل لإنهاء الاحتلال والمعاناة، وتحقيق السلام القائم على العدل بما يضمن للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على أراضيه التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقال «من حق شعبنا أن ينعم بالحرية والاستقلال كبقية شعوب الأرض، فينتهي هذا الاحتلال الأطول في التاريخ الحديث، إنه حق وواجب أخلاقي وديني، فليس من العدل ولا من المنطق أن يستمر الاستيطان في بلادنا، وأن يجري تهويد القدس، ويُعتدى على الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، وأن يُمنع أبناء هذه البلاد من ممارسة شعائرهم الدينية في مدينة القدس المحاصرة بالجدار والمستوطنات والحواجز». وأضاف «مددنا وما زلنا نمد يدنا للسلام، فكفى هذه البلاد المقدسة دماء وعذاباً، وأملنا كبير بالله تعالى وبدعائكم وصلواتكم وجهود الخيّرين في هذا العالم، في أن يتحقق السلام في أرض السلام». وذكر عباس أنه أصدر قراراً بإعفاء الكنائس ومؤسساتها في فلسطين المحتلة من الضرائب كافة. وقال نحن على وشك التوقيع مع دولة الفاتيكان على اتفاقية مشتركة، تؤكد حقوق وامتيازات الكنيسة الكاثوليكية ومؤسساتها الدينية والتعليمية والصحية والاجتماعية في أراضي دولة فلسطين». وأطلق البابا فرنيسس الأول خلال المؤتمر الصحفي، مناشدة من أجل إحلال السلام. وقال «من أجل مصلحة الجميع ثمة حاجة إلى تعزيز الجهود والمبادرات بهدف تهيئة الأجواء لإحلال سلام مستقر يقوم على العدل والاعتراف بحقوق كل فرد وعلى أساس الأمن المتبادل». وأضاف «الوقت قد حان كي يتحلى الجميع بالشجاعة اللازمة حتى يكون كريماً ومبتكراً لإنهاء صراع طويل تسبب في الكثير من الجروح التي يصعب أن تندمل». وأوضح «آمل في أن يحجم الجميع عن المبادرات والأفعال التي تتعارض مع الرغبة المعلنة في التوصل إلى اتفاق حقيقي من أجل إقامة دولة فلسطينية بجانب إسرائيل». إن شجاعة السلام ترتكز إلى أقرار الجمع بحق الدولتين في الوجود والتنعم بالسلام والأمن ضمن حدود معترف بها دولياً». وأكد أن احترام الحق الإنساني الأساسي يمثل شرطا من شروط السلام والتفاهم. وقال البابا في قداس ألقاه في بيت لحم «في هذا المكان محل ميلاد أمير السلام (عيسى المسيح عليه السلام) أوجه الدعوة لكما، الرئيس محمود عباس والرئيس شيمون بيريز للانضمام إلي في صلاة من القلب إلى الرب ليمن بنعمة السلام. أعرض بيتي في الفاتيكان مكاناً لإقامة هذه الصلاة». وذكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن عباس قبل الدعوة وسيزور الفاتيكان يوم 6 يونيو المقبل، فيما اكتفى متحدث باسم بيريز بالقول إنه «يرحب بدعوة البابا». فرنسيس الأول يتوقف أمام الجدار الإسرائيلي في بيت لحم توقف بابا الفاتيكان البابا فرنسيس أمام مقطع جدار الفصل العنصري الإسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة في مدينة بيت لحم في بادرة عفوية لم تكن مقررة، وهو في طريقه إلى ساحة كنيسة المهد لإقامة قداس كبير أمام 9603 أشخاص تلقوا دعوات إلى حضوره. وقال شهود عيان إن البابا ترجّل من سيارته ومشى بضع دقائق للاقتراب من الجدار بعد وقت قصير من لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قال له «لقد شاهدتم قداستكم هذا الجدار البغيض الذي تقيمه إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على أراضينا، في الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى بناء جسور التواصل والحوار والجوار الحسن، والبعد عن كل ما من شأنه أن يزرع بذور الكراهية والحقد والعداء ». وقد قضى بضع دقائق أسفل برج مراقبة إسرائيلي، حيث أدى صلاة. وكُتبت عبارة «فلسطين حرة» بالرذاذ على الجدار في المنطقة التي توقف عندها. من جانب آخر، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت 26 يهودياً متطرفاً شاركوا في احتجاج أمام المبنى الذي يضم «غرفة العشاء الأخير» بين الرسول عيسى المسيح، عليه السلام، وحوارييه في القدس المحتلة، حيث من المقرر أن يقيم بها البابا قداساً اليوم الاثنين. (بيت لحم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©