الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

سليمان الحوقاني.. رائد الرعاية الصحية في العين

سليمان الحوقاني.. رائد الرعاية الصحية في العين
23 يناير 2017 22:11
محسن البوشي (العين) سليمان الحوقاني، الذي وافته المنية يوم 9 يناير الجاري عن عمر ناهز 79 عاماً في مدينة العين، يعد أول مواطن يعمل بمهنة التمريض ثم مساعد طبيب في المدينة، وأول من افتتح عيادة خاصة لتقديم الرعاية الصحية إلى الأهالي في المدينة عام 1968، وأجمع محبوه على أن الحوقاني كان مخلصاً وفياً لمهنته، عاش تتملكه رغبة صادقة في مساعدة المرضى والتخفيف من معاناتهم على الرغم من بساطة الحياة والتواضع الشديد في الإمكانات. ولم يحظ الحوقاني بتلك السيرة العطرة وهذا الثناء من فراغ، فهو أول مواطن يمارس مهنة التمريض والطب بدءاً من عام 1954 ليكون بذلك أحد مؤسسي الرعاية الصحية في المدينة، والذي شارك في تأسيس مستشفى الواحة أول مرفق علاجي بإمارة أبوظبي وأسهم في علاج المرضى خاصة الأطفال من «أمراض الإسهال، الحصبة الألمانية والربو» قبل أن تودي بحياتهم، وكذلك الأمهات اللائي يتعرضن لمضاعفات أثناء الولادة بل يحسب له أنه أحسن تربية أبنائه الـ15 «9 ذكور و6 إناث» وحرص على أن يغرس فيهم حب العلم والمعرفة حتى صار من بينهم 3 أطباء «طبيب وطبيبتان»، بالإضافة إلى 12 آخرين حصلوا على مؤهلات عليا. أولاده الأطباء، وهما الدكتور محمد سليمان الحوقاني يعمل مساعداً للعميد للشؤون الأكاديمية والعلوم الطبية واستشارياً للأمراض الصدرية واضطرابات النوم بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الإمارات، فيما تعمل شقيقته نورة الحوقاني طبيبة استشارية بمركز الطوية الصحي التخصصي للأطفال في العين، وتعمل الابنة الدكتورة شيخة الحوقاني اختصاصية لطب الأسرة بمستشفى توام في العين. ويروي الدكتور محمد الحوقاني نجل المتوفى أن والده عاش حياته يفخر بالمستوى الراقي الذي وصلت إليه خدمات الرعاية الصحية في الدولة ما جعله لا يحبذ فكرة السفر للعلاج في الخارج إلا إن كان ذلك ضرورياً وملزماً، وكان دائماً ما يردد مقولة «الوقاية خير من العلاج». وأضاف الحوقاني الابن أن الكثيرين من كبار السن الذين يعرفون والده جيداً لا يزالون يحفظون له أنه كان أول من بادر بالتبرع بدمه لإنقاذ حياة النساء اللائي كن يتعرضن لحالات نزف حادة أثناء الولادة، وذلك قبل أن تتبلور ثقافة التبرع في المجتمع المحلي. جهود الرعاية شارك الحوقاني الأب في جهود تخطيط وتنسيق وتوفير الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين في إمارة أبوظبي من خلال عضويته في لجنة صحية أمر بتشكيلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» في نهاية الستينيات، وكان الحوقاني كذلك عضواً فاعلاً في المجلس البلدي لمدينة العين طوال 14 عاماً ساهم خلالها في التعبير عن آمال وطموحات الأهالي. ولفت الحوقاني الابن إلى أن والده أدرك منذ البداية أن الطب مهنة تقوم على العلم والمعرفة والممارسة واكتساب الخبرة، فعندما سافر الوالد إلى الدمام بالمملكة العربية السعودية مطلع الخمسينيات للعمل، اغتنم أول فرصة لاحت له للسفر إلى كينيا لدراسة الطب هناك، وعقب عودته التحق بالعمل ضمن قوة ساحل عمان بمقرها الواقع بمنطقة الجاهلي في العين «حينذاك». مستشفى الواحة شارك سليمان الحوقاني بعد ذلك في تأسيس مستشفى الواحة بالعين الذي يعد أول مرفق صحي يقام في إمارة أبوظبي بدعم ورعاية المغفور له الوالد الشيخ زايد في نهاية الخمسينيات، حيث باشر عمله كمساعد للدكتور كيندي مؤسس المستشفى في ضوء علمه وخبرته في المجال الطبي، وبذل الحوقاني جهوداً كبيرة في سبيل علاج المرضى والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم. وكان الحوقاني ينصح جمهور المرضى بعدم التنقل كثيراً بين المستشفيات والعيادات للعلاج من المرض نفسه ما يؤدي إلى نوع من التضارب في التشخيص، الأمر الذي يلحق الأذى بالمريض. أول عيادة وكان الحوقاني قد أسس عام 1968 أول عيادة صحية بمنطقة النيادات بالعين ليدشن بها مرحلة جديدة من مراحل عطاءاته السخية بمجال الرعاية الصحية لخدمة مجتمع المدينة، التي شهدت في السنوات الأخيرة تطوراً نوعياً كبيراً في خدمات الرعاية الصحية والعلاجية، وكان يدلل على ذلك بقوله إن عدد أصناف الأدوية إبان عمله في مهنة الطب في العين كان لا يتجاوز 10 أصناف فقط، من بينها نوع واحد للمضادات الحيوية وهو البنسلين، فيما يوجد الآن مئات الأصناف من المضادات الحيوية بمفردها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©