الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أكّدت أن القائد المؤسس أرسى قواعد النهضة النسائية في الإمارات

أكّدت أن القائد المؤسس أرسى قواعد النهضة النسائية في الإمارات
11 نوفمبر 2008 01:49
أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الاتحاد النسائي العام أن المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة حققت المزيد من المكاسب والإنجازات المتميزة في إطار برنامج التمكين السياسي، الذي يقوده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''· وأوضحت في حديث خاص مع وكالة أنباء الإمارات ''وام'' بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في قصر الإمارات اليوم أن المرأة الإماراتية أصبحت اليوم تتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات وتسهم بفاعلية في قيادة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ومختلف المواقع القيادية في اتخاذ القرار· ورحبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بالسيدات الأُول رئيسات الوفود في بلدهن الثاني دولة الإمارات للحضور والمشاركة الفاعلة في المؤتمر، الذي نعلق عليه جميعاً آمالاً كبيرة من أجل تقدم ونهضة المرأة العربية· وأعربت سموها، باعتبارها رئيسة منظمة المرأة العربية، عن سرورها بإطلاق ''الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية'' وإطلاق ''شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر'' أمام هذا المؤتمر الكبير الذي يستمر حتى يوم 13 نوفمبر الجاري· وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إنها تتطلع إلى المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية، الذي يعقد تحت شعار ''المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان·· المنظور العربي والدولي'' ببالغ الأهمية· وأكدت ''اننا نعلق عليه آمالاً كبيرة لتوفير سبل الحياة الكريمة للمرأة العربية في الدول العربية''· وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: ''لا يسعنا إلا أن نعرب عن بالغ سعادتنا واعتزازنا باستضافة دولة الإمارات لقيادات ورائدات العمل النسائي ورموز العمل الاجتماعي والإعلامي في الوطن العربي الذين يشاركون في المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية على أرض الإمارات·· أرض المحبة والخير والسلام''· ورحبت سموها بهذه النخبة من القيادات والخبرات النسائية والاجتماعية والإعلامية في بلدهم الثاني الإمارات، هؤلاء الذين يقدمون بصدق وإخلاص كبيرين خلاصة جهودهم وخبراتهم من أجل المرأة العربية· وقالت سمو الشيخة فاطمة: ''إننا نعتز بهذا الحضور البارز الذي سيثري المؤتمر بالأفكار والرؤى والدراسات والبحوث، وثقتنا كاملة بأن العقول العربية المخلصة تستطيع أن تقدم تصوراتها، وأن تناقش وتبحث بوعي وخبرة الأبعاد المختلفة لموضوع المؤتمر''· وأوضحت أن مؤتمر أبوظبي سوف يناقش من خلال علماء وباحثين واقع المرأة لإلقاء نظرة فاحصة على التهديدات الواقعة على أمنها الإنساني ووضع تصورات لكيفية النهوض بالمرأة وأمنها بمفهومه الشامل كما ستناقش بعض الأوراق العلمية إمكانية خلق بيئة مجتمعية داعمة، وآمنة للمرأة· وأضافت سموها: ''نظراً لأننا نعيش عصر العولمة الاقتصادية، فإن مؤتمر أبوظبي سوف يركز على تأثير هذه العولمة على أمن المرأة فالأمن الاقتصادي تحدده عوامل عالمية وإقليمية وقومية ومحلية، وتعايش الدول العربية تحولات اقتصادية عديدة ويتبنى الكثير منها اقتصاديات السوق، والآثار الناجمة عن هذه التغيرات يكون وقعها مختلفاً على كل من النساء والرجال· وفيما يلي نص حوار سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: س· سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بصفتكم رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة منظمة المرأة العربية، ما هي تطلعاتكم لانعقاد المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في 11 نوفمبر 2008 بأبوظبي؟ ج· نحن نتطلع إلى المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية، الذي يعقد في أبوظبي تحت شعار ''المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان: المنظور العربي والدولي'' ببالغ الأهمية ونعلق عليه آمالاً كبيرة لتوفير سبل الحياة الكريمة للمرأة العربية في الدول العربية· وفي الوقت الراهن، فإن مفهوم أمن الإنسان بالمعنى السابق مطروح بشدة على ساحات الحوار الدولية، ولكن الإسهام العربي في هذا الحوار الدائر حول المفهوم يكاد يكون غير موجود·· وأحد الإسهامات التي يمكن أن يقدمها الجانب العربي لمفهوم أمن الإنسان سواء من حيث الصياغة أو الممارسة هو الإسهام في تطوير مقترب متعدد الأبعاد له يأخذ في الاعتبار احتياجات كل من الدولة والمجتمع على حد سواء، حيث إنه أصبح من الواضح للعيان أن المعنى التقليدي للأمن، أي أمن الدولة أو الأمن العسكري هو معنى مختزل· ولكن على الجانب الآخر، فإنه من المهم أن لا نتجاهل أهمية التهديدات التقليدية التي تواجهها الدول خاصة في منطقة محملة ببذور صراعات عديدة مثل الشرق الأوسط· وستتناول أوراق المؤتمر ضمن محاورها الثمانية الرئيسية مناقشة وتحليل قائمة التهديدات التي تواجه أمن الإنسان خاصة المرأة· س· تبذل دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' جهوداً كبيرة للنهوض بالمرأة ومنحها الأدوار الملائمة التي تستحقها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية·· إلى أي مدى نجحت المرأة الإماراتية في ترجمة طموحات القيادة الحكيمة في الدولة؟· ج· لقد حققت المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة المزيد من المكاسب والإنجازات المتميزة في إطار برنامج التمكين السياسي الذي يقوده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وأصبحت اليوم تتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات وتسهم بفاعلية في قيادة مسيرة التنمية· ومن بين أبرز المكاسب التي تحققت للمرأة أيضاً، ارتفاع نسبة تمثيلها في التشكيل الوزاري الجديد في فبراير 2008 من مقعدين إلى أربعة مقاعد مما يعد من أعلى النسب على المستوى العربي وحصولها على تسعة مقاعد من أصل 40 مقعداً في المجلس الوطني الاتحادي وبنسبة تبلغ 22 بالمائة وتعد أيضاً من أعلى النسب على صعيد تمثيل المرأة في المؤسسات التشريعية· كما أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي مرسوماً في 26 مارس 2008 بتعيين أول قاضية ابتدائية مواطنة في الدولة هي خلود أحمد جوعان الظاهري التي أدت اليمين القانونية في 7 أكتوبر 2008 أمام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة رئيس دائرة القضاء· وهذا القرار يأتي استمراراً لسياسة إشراك المرأة في عمليات التنمية وتشجيعها للعمل في كافة المجالات مساواة مع الرجل· كما تم تعيين سيدتين لأول مرة كسفيرتين للدولة في الخارج هما الشيخة نجلاء القاسمي السفيرة المعينة لدى مملكة السويد، والدكتورة حصة العتيبة سفيرة الإمارات المعينة لدى إسبانيا· ونتيجة لدعم صاحب السمو رئيس الدولة، دخلت المرأة الإماراتية باقتدار في مجال الطيران المدني والعسكري كمهندسة وطيارة· س· أي دور ينتظر المرأة لتتبوأ مكانتها الملائمة إلى جانب الرجل في المشاركة بمسيرة التنمية في دولة الإمارات؟ ج· لقد أصبحت المرأة في دولة الإمارات مشاركاً أساسياً في مسيرة التنمية التي تشهدها البلاد، حيث تشغل 66 بالمائة من وظائف القطاع الحكومي من بينها 30 بالمائة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار و15 بالمائة من أعضاء الهيئة التدريسية بجامعة الإمارات ونحو 60 بالمائة في الوظائف الفنية التي تشمل الطب والتدريس والصيدلة والتمريض، إلى جانب انخراطها في صفوف القوات المسلحة والشرطة والجمارك· كما اقتحمت المرأة بكفاءة واقتدار ميدان الأعمال بعد تأسيس مجلس سيدات الأعمال، الذي يضم نحو 12 ألف سيدة يدرن 11 ألف مشروع استثماري تصل حجم الاستثمارات فيها إلى نحو 5ر12 مليار درهم· كما وصل عدد النساء اللواتي يعملن في القطاع المصرفي، الذي يعد أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد، إلى نحو 5ر37 بالمائة· ونحن سعداء جداً للعناية التي توليها القيادة السياسية في دولة الإمارات لموضوع مساندة المرأة للمشاركة في مجالات العمل الوطني· وكانت المرأة قد حققت على مدى العقود الماضية بمناصرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' العديد من المكاسب والمنجزات مما أهلها لأن تنهض بمسؤولياتها كاملة إلى جانب الرجل في مختلف مجالات التنمية من خلال إسهامها النشط في عملية التنمية المستدامة وفي التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات على قاعدة المساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات وفي إطار من الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي والعادات المتوارثة· كما حققت المرأة مكاسب عديدة بمساواتها مع الرجل في كافة مناحي الحياة، من أهمها إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستورية، وفي مقدمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملك وإدارة الأعمال والأموال والتمتع بكافة خدمات التعليم بجميع مراحله والرعاية الصحية والاجتماعية والمساواة مع الرجل في الحصول على الأجر المتساوي في العمل· وانضمت دولة الإمارات إلى جميع الاتفاقيات الدولية التي تعنى بقضايا المرأة وحماية حقوقها، من بينها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في العام ،2004 واتفاقية حقوق الطفل في العام ،1997 والاتفاقية الخاصة بساعات العمل في الصناعة في العام ،1982 والاتفاقية الدولية المتعلقة بالعمل الجبري أو الإلزامي في العام ،1982 والاتفاقية الدولية بشأن تفتيش العمل في الصناعة والتجارة في العام ،1982 والاتفاقية الدولية بشأن عمل النساء ليلاً في العام ،1982 والاتفاقية الدولية بشأن مساواة العمال والعاملات في الأجر في العام ،1996 والاتفاقية الدولية المعنية بإلغاء العمل الجبري في العام ·1996 إن دور المرأة في الإمارات قد تعزز من خلال الدعم الكبير الذي منحه إياها مؤسس الدولة وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايـد بــن سلطــان آل نهيان ''طيب الله ثراه''، فقد كان يؤمن بأن المرأة هي نصف المجتمع، وأن أي مجتمع لن يتمكن من تحقيق أحلامه المشروعة وتطلعاته نحو التقدم إذا كان نصفه معطلاً لا يسهم في البناء· وأقول بكل صراحة إن العديد من التشريعات والقرارات المؤيدة لحقوق المرأة جاءت نتيجة لما تلقاه المرأة من دعم كبير ومساندة دائمة من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات· س· تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستقبال السيدات الأُول قرينات أصحاب السمو والجلالة الملوك والرؤساء العرب وقيادات العمل النسائي·· هل من كلمه تقال بهذه المناسبة؟ ج· في هذه اللحظات الجميلة، لا يسعنا إلا أن نعرب عن بالغ سعادتنا واعتزازنا باستضافة دولة الإمارات لقيادات ورائدات العمل النسائي ورموز العمل الاجتماعي والإعلامي في الوطن العربي، الذين يشاركون في المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية على أرض الإمارات· إننا نرحب بهذه النخبة من القيادات والخبرات النسائية والاجتماعية والإعلامية في بلدهم الثاني الإمارات، هؤلاء الذين يقدمون بصدق وإخلاص كبيرين خلاصة جهودهم وخبراتهم· ونحن نعتز بهذا الحضور البارز الذي سيثري المؤتمر بالأفكار والرؤى والدراسات والبحوث، وثقتنا كاملة بأن العقول العربية المخلصة تستطيع أن تقدم تصوراتها وأن تناقش وتبحث بوعي وخبرة الأبعاد والجوانب المختلفة لموضوع المؤتمر الرئيسي· س· هل ترون أن منظمة المرأة العربية قادرة على مواكبة المتغيرات العالمية الخاصة بعمل المرأة وتعليمها ودخولها إلى العمل السياسي والاقتصادي والإعلامي والاجتماعي؟ ج· نعم·· فقد حققت منظمة المرأة العربية منذ تأسيسها وحتى الآن نتائج إيجابية على صعيد خدمة المرأة العربية وقضاياها، ويأتي نجاح هذه المنظمة الرائدة بفضل دعم أعضائها وتعاونهم من أجل النهوض بالمرأة العربية التي تكافح منذ سنوات طويلة للتغلب على الفقر والتخلف والجهل· وأنا شخصياً أرى أن منتدى المرأة والإعلام والاحتفالات بيوم المرأة العربية التي أُقيمت بأبوظبي في العام 2002 كانت بمثابة الميلاد الحقيقي لمنظمة المرأة العربية التي وضعت بذرتها الأولى في القمة الاستثنائية بالقاهرة في نوفمبر ·2001 ولا شك أن هذا التواجد النسائي الكبير في قمة أبوظبي سوف يعكس اهتمام منظمة المرأة العربية بواقع المرأة ومواصلة بحث ودراسة الظواهر المختلفة التي تعوق مسيرة المرأة العربية خاصة أن القضايا التي تناقشها قمة أبوظبي ليست ذات أهمية بالنسبة للمرأة فحسب بل إن لها تأثيرات مختلفة على كل أفراد المجتمع· س· كيف تنظرون سمو الشيخة فاطمة إلى مشروع الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية المقرر تبنيه في قمة أبوظبي، وهل تعتقدون بضرورة تبني توجه عربي واضح المعالم ومحدد بأطر زمنية من أجل تقديم صورة متوازنة للمرأة في المجتمع وتمكين المشاركة الإعلامية؟ ج· تحظى هذه الاستراتيجية باهتمامنا الكبير، ونعتقد أنه قد آن الأوان لتبنيها لكي تقوم منظمة المرأة العربية بدورها في تنفيذ مشروع الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية تفعيلاً لتوصيات كل من منتدى المرأة والإعلام، الذي عقد في أبوظبي في العام 2002 تحت رعايتنا، والذي أكد أهمية وجود استراتيجية إعلامية عربية للمرأة العربية وتوصيات المؤتمر الأول للمنظمة الذي عقد تحت عنوان ''ست سنوات بعد القمة الأولى للمرأة العربية·· الإنجازات والتحديات'' في مملكة البحرين، والذي عقد في نوفمبر 2006 وتضمنت توصياته ضرورة تبني توجه عربي واضح المعالم ومحدد بأطر زمنية واضحة من أجل تقديم صورة متوازنة للمرأة في المجتمع وتمكين المرأة من المشاركة في العمل الإعلامي بحضور مؤثر وبفاعلية مطلقة· س· سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أبديتم اهتماماً كبيراً على مدى السنوات الماضية بقضية المرأة العربية والإعلام بدءاً من رعايتكم لمنتدى المرأة والإعلام في العام 2002 وتبنيكم لمشروع الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي تسعى المنظمة لإطلاقه على هامش مؤتمرها الثاني برئاستكم·· هل أنتم راضون عن النتائج التي تحققت حتى الآن على هذا الصعيد، وما هي تطلعاتكم للمستقبل؟ ج· من منطلق اهتمامنا الدائم بقضية المرأة العربية والإعلام بدءاً من رعايتنا لمنتدى المرأة والإعلام في العام ،2002 فإننا نأمل أن يتم تبني مشروع الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية الذي تعتزم منظمتنا إطلاقه على هامش مؤتمرها الثاني الذي سينعقد في أبوظبي· نحن بصراحة مطالبون كقيادات نسائية عربية بإقرار هذه الاستراتيجية التي تضمنت مجموعة أهداف مترجمة في صورة مشروعات تخص رفع كفاءة الإعلام العربي في معالجته لقضايا المرأة ودعم الرسالة الإعلامية الموجهة للمجتمع عن المرأة العربية بكل فئاتها والقيام بالتنسيق فيما بين الجهات الإعلامية وفيما بينها وبين كل من الجهات الأكاديمية والحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص من أجل دعم المحتوى الإعلامي حول واقع وصورة وقضايا المرأة العربية· وتتوزع هذه الأهداف التي تتضمنها الاستراتيجية على سبعة مجالات تمثل الجوانب المختلفة لحياة المرأة العربية· س· وما هو المطلوب من وسائل الإعلام لتطوير مسيرة عمل المرأة في المجالات المذكورة؟ ج· يتحمل الإعلام المسؤولية الكبرى في دعم وتطوير مسيرة المرأة العربية، كما أن المرأة العربية مطالبة اليوم باستغلال الفرص المتاحة لها في المجالات الإعلامية، وهناك العديد من العوامل التي تعزز حضور المرأة في وسائل الإعلام· ويجب هنا أن أُشير إلى أن إعلان أبوظبي، الذي صدر في ختام منتدى المرأة والإعلام نحو فضاء متفاعل، الذي عقد بأبوظبي في فبراير ،2002 أسفر عن العديد من الخطوات والتوصيات المهمة لتعزيز مشاركة المرأة في الإعلام· فالإعلان طالب بتخصيص جائزة سنوية لأفضل الأعمال الإعلامية التي تخص وتخدم قضايا المرأة، وبالعمل لإعداد ميثاق إعلامي للمرأة بهدف تشجيع الإبداع الإعلامي النسائي وتحفيز الكتاب والصحفيين على الاهتمام بالمرأة· وأكد الإعلان ضرورة تطوير التشريعات الخاصة بمشاركة المرأة في الحياة العامة، ووضع السياسات العملية التي تساعد المرأة على زيادة مشاركتها في العمل الإعلامي، ومطالبة المؤسسات الإعلامية في الدول العربية بالعمل على تمكين المرأة العربية من ممارسة العمل الإعلامي، ووضع الضوابط الأخلاقية في تعامل وسائل الإعلام مع قضايا المرأة، والبعد عن الصور النمطية السلبية للمرأة في الإعلام· وفيما يخص التعامل مع قضايا المرأة، يتطلب تطوير التشريعات الخاصة بمشاركة المرأة في الحياة العامة، وذلك بما يتيح لها ممارسة المهن العصرية فيما لا يتعارض وخصوصية المجتمع العربي، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية مشاركة المرأة في العمل الإعلامي، ووضع السياسات والبرامج العملية التي تساعد على زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل الإعلامي، وتأسيس مركز للبحوث والتدريب والترجمة يهتم بالقضايا المرتبطة بمشاركة المرأة في العمل الإعلامي، وإنشاء شبكة معلومات تضم أرشيفاً علمياً وصحفياً ومرصداً إعلامياً وتتخصص في قضايا المرأة العربية وصورها في وسائل الإعلام، ورفع مستوى وعي النساء العربيات بتعريفهن بقضاياهن الأساسية وحقوقهن المدنية والسياسية من خلال توظيف وسائل الإعلام · وفي ضوء هذه التوصيات والاقتراحات، ينبغي على المؤسسات الإعلامية في الدول العربية أن تطبق ما تراه مناسباً منها وفق الظروف الخاصة لكل منها من أجل النهوض بالمرأة وإعطائها الدور الذي تستحقه في العملية الإعلامية· س· سمو الشيخة فاطمة·· لقد حققتم مكانة عالية في الأوساط النسوية وجمعيات المرأة والاتحادات النسائية في الإمارات ودول الخليج والدول العربية والعالم، ما هي الخطط المستقبلية للاتحاد النسائي ومؤسسة التنمية الأسرية التي تهدف إلى تطوير المرأة لتتمكن من الوصول إلى المكانة التي تستحق في المجتمع؟ ج· لقد جاء إنشاء مؤسسة التنمية الأسرية بموجب قانون أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' في مايو 2006 كخطوة مهمة تستهدف تعزيز دور المرأة ومشاركتها في التنمية المستدامة وتفعيل دورها وحضورها على المستويات الإقليمية والدولية· فهذه المؤسسة تهدف إلى رعاية وتنمية الأسرة بوجه عام والمرأة والطفل بوجه خاص تأكيداً لدور الأسرة في التنشئة الاجتماعية وتحقيق رؤية شاملة في التعامل مع قضايا المرأة والطفل والتنمية المستدامة للأسرة ضماناً لخلق مجتمع قادر على المنافسة بالعلم والمعرفة مع التطوير المستمر للقدرات والمهارات· وتهتم المؤسسة على وجه الخصوص بتأصيل القيم الدينية وغرس التقاليد العربية الأصيلة لضمان استمرارية الأسرة وتماسك المجتمع والعمل على مساعدة المرأة وتعزيز مكانتها لتمكينها من الإسهام الفاعل في حركة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتبني أساليب مبتكرة لتنفيذ السياسات الرامية إلى رعاية وتنمية وتأهيل المرأة والطفل في اتساق مع السياسة الاجتماعية للدولة وبالتعاون الأمثل مع المنظمات الإقليمية والدولية ووضع الاستراتيجيات والخطط وتنفيذ البرامج المتخصصة في تنشئة ووقاية ورعاية الطفل وإعداده الجيد للمستقبل· كما تعتمد المؤسسة على مبدأ العدل والمساواة بين الرجل والمرأة، والشراكة في الأسرة لمسايرة التنمية الشاملة، والاهتمام بمحاربة الفقر، وإتاحة الفرص للمرأة للمشاركة في سوق العمل لزيادة دخل الأسرة، واعتماد مشروعات الرعاية والإنماء الداعمة لمتطلبات الأمومة والطفولة، والدفاع عن حقوق المرأة في كافة المجالات بما يكفل لها حياة أسرية كريمة باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع· وفيما يتعلق بالاتحاد النسائي العام، الذي يضم جميع الجمعيات النسائية في الدولة، فقد اضطلع منذ تأسيسه في 27 أغسطس من عام 1975 بمسؤولية وضع الخطط والاستراتيجيات والمشاريع والبرامج المتنوعة التي من شأنها أن تسهم في تمكين المرأة في مختلف المجالات· وعمل الاتحاد على وضع برامج وأنشطة مدروسة لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة التي وضعها والتي تهدف إلى تمكين المرأة الإماراتية في ثمانية قطاعات رئيسية هي: التعليم والصحة والاقتصاد والإعلام والسياسة والعمل الاجتماعي والبيئة والتشريع· وقام الاتحاد النسائي العام بدور فاعل في تأهيل وتمكين المرأة سياسياً، وذلك من خلال تعزيز المشاركة السياسية على كافة الأصعدة· وأطلق في هذا الصدد مشروع تعزيز أداء البرلمانيات والذي اشتمل على مجموعة من الدورات التدريبية وورش العمل والندوات والحوارات العلمية التي عملت على صقل مهارات القيادات النسائية وإعدادهن لدخول معترك العمل السياسي· كما عمل الاتحاد تنفيذاً للإستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة الإماراتية على تفعيل مشاركة المرأة في العمل الاقتصادي· لقد تبوأ الاتحاد النسائي العام مكانة مرموقة على صعيد المشاركات الخارجية العربية والدولية، وذلك منذ انضمامه إلى الاتحاد النسائي العربي والاتحاد النسائي الدولي ومنظمة الأسرة العربية ومنظمة الأسرة الدولية وغيرها من المنظمات النسوية الإقليمية والدولية· س· بما أن أعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية المقرر عقده في أبوظبي في نوفمبر 2008 سوف تدور حول ''المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان·· المنظور العربي والدولي''، فهل تتوقعون أن تشهد المرحلة المقبلة إنجازات أفضل للمرأة العربية؟ ج· نحن متفائلون دائما وطالما أن هناك قادة مخلصين في هذه الأمة، فإننا نعتقد أن المرأة العربية تعيش في ظروف أفضل من الماضي· ومؤتمر أبوظبي سوف يناقش من خلال علماء وباحثين واقع المرأة لإلقاء نظرة فاحصة على التهديدات الواقعة على أمنها الإنساني ووضع تصورات لكيفية النهوض بالمرأة وأمنها بمفهومه الشامل· كما ستناقش بعض الأوراق العلمية إمكانية خلق بيئة مجتمعية داعمة وآمنة للمرأة· ونظراً لأننا نعيش عصر العولمة الاقتصادية، فإن مؤتمر أبوظبي سوف يركز على تأثير هذه العولمة على أمن المرأة· فالأمن الاقتصادي تحدده عوامل عالمية وإقليمية وقومية ومحلية، وتعايش الدول العربية تحولات اقتصادية عديدة ويتبنى الكثير منها اقتصاديات السوق، والآثار الناجمة عن هذه التغيرات يكون وقعها مختلفاً على كل من النساء والرجال· وينظر المؤتمر أيضاً في الطريقة الأمثل للارتقاء بأمن المرأة، إضافة إلى أمن المرأة وتأثير السياسات الاجتماعية· وسيطرح المؤتمر قضايا البيئة والصحة وتأثيرها على أمن المرأة وحق المرأة في الحصول على دعم إضافي بوصفها أماً ومربية، كما سيناقش أيضاً تأثير الحروب والنزاعات على المرأة ودور المرأة في منع النزاع وإدارته وحله وكذا في الحفاظ على السلام والاستقرار· س· هل ترون أن مثل هذه المؤتمرات تلعب دوراً أساسياً في التوعية بقضايا المرأة العربية في الجوانب المختلفة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية والإعلامية، إضافة إلى دمج قضايا المرأة ضمن أولويات خطط وسياسات التنمية الشاملة؟ ج· نعم بكل تأكيد·· فالمساعي الرامية للتوعية بقضايا المرأة العربية لم، ولن تتوقف في ظل الحرص على إيجاد ميثاق إعلامي عربي خاص بالمرأة وتطوير الخطاب الإعلامي النسوي العربي ومدى إمكانية وجود خطاب إعلامي عربي يتناول قضايا المرأة من منظور مستند على مرتكزات ثقافية عربية في المنهج والقرار· لقد حققت المرأة العربية إنجازات مهمة في مجال العمل الإعلامي وبات لها حضور بارز وتواجد مؤثر في هذا المجال·· ويمكن القول إن منتدى المرأة والإعلام قد عقد في أبوظبي في إطار المنتديات التي تم إقرارها خلال القمة الأولى للمرأة العربية في القاهرة بعد أن عقد منتدى المرأة والسياسة في تونس ومنتدى المرأة والقانون في البحرين ومنتدى المرأة في بلاد المهجر في العاصمة الأردنية عمان ومنتدى المرأة والاقتصاد في الكويت ومنتدى المرأة والمجتمع في بغداد· وكل هذه المنتديات التي عقدت طوال السنوات القليلة الماضية بحضور أعداد كبيرة من الشخصيات النسائية المرموقة أعطت للمرأة العربية المكانة التي تستحق، ولا يزال هناك المزيد من المؤتمرات والمنتـــديـــات المستقبليـــة الــتـــي تهدف إلى منح المرأة في العالم العربـــي المزيد من الفرص وعوامل النجاح·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©