الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

59 قتيلاً و372 جريحاً باعتداءات إرهابية في دمشق

59 قتيلاً و372 جريحاً باعتداءات إرهابية في دمشق
11 مايو 2012
هزت اعتداءات إرهابية أمس دمشق حيث سقط 59 قتيلا و372 جريحا بانفجارين متزامنين لسيارتين مفخختين بأكثر من ألف كيلوجرام من المتفجرات. وقالت السلطات السورية إن التفجيرين نفذهما “انتحاريان” ويندرجان في إطار الهجمة الإرهابية عليها. بينما اتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلفهما لإيهام المراقبين الذين تفقدوا مكان التفجيرين بخطر العصابات المسلحة و”القاعدة”. ووفق التلفزيون السوري الرسمي فإن الانفجارين وقعا بشكل شبه متزامن قرابة الساعة الثامنة صباحا بتوقيت دمشق في المتحلق الجنوبي قرب مفرق القزاز أثناء توجه الموظفين الى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم. وبث صورا من موقع الانفجار تظهر الدمار والجثث والأشلاء وعدد من الشاحنات والسيارات المحترقة والمقلوبة. كما عرض مشهدا لأشخاص يقولون “هل هذه هي الحرية التي يريدونها” في إشارة إلى المعارضين للنظام. ونقل التلفزيون عن بيان لوزارة الخارجية “ان كمية المتفجرات المستخدمة تفوق زنتها ألف كيلوجرام، وقد سقط ما يزيد على 55 قتيلا وأكثر من 370 جريحا معظمهم من المدنيين العديد منهم جراحهم خطيرة”. وقالت وزارة الداخلية “ان الانفجارين الإرهابيين نفذهما انتحاريان وأوقعا 55 قتيلا و372 جريحا من المدنيين والعسكريين إضافة الى أشلاء مجهولة”، وأشارت الى ان كمية المتفجرات المستخدمة تبلغ أكثر من ألف كيلوجرام وأحدثتا حفرتين الأولى بطول 5,5 متر وعرض 3,3 متر وعمق متر والثانية بقطر 8,5 متر وعمق 2,5 متر. من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان من جانبه ان عدد قتلى الانفجارين وصل إلى 59، وان معظم المصابين هم من عناصر الأمن. بينما أفاد شهود عيان بأن أحد الانفجارين استهدف مجمع المخابرات العسكرية فرع فلسطين الأكثر تشددا في الأجهزة الأمنية بمنطقة المتحلق الجنوبي وتسبب بأضرار كبيرة، في حين استهدف الآخر مقرا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بالقرب من منطقة الطبالة. وانهارت جدران مبان على جانبي طريق واسع بالمنطقة. وأفاد مصور لوكالة فرانس برس بأن أشلاء بشرية كانت متناثرة في الموقع، وان عددا من المباني والسيارات في المكان تضررت. وقال ساكن لرويترز إن احد التفجيرين سبب أضرارا في مجمع المخابرات العسكرية فرع فلسطين. وأظهرت لقطات فيديو أرسلها نشطاء إلى وسائل الإعلام عمودين من الدخان في السماء شكل أحدهما سحابة داكنة. ووسط دمار هائل بثت مشاهد لمسعفين ينتشلون بأكياس من النايلون بقايا جثث متناثرة فيما بدا الذهول على كثيرين لوقع ما شاهدوا من الجثث المتفحمة والمشوهة. وشاهد مصور وكالة فرانس برس الموجود في المكان دماغا صغيرا يعود لطفل ربما غارقا في بقعة من الدم. وعلى بعد أكثر من خمسين مترا، أصيبت واجهات كل المباني بشظايا الانفجار وبانت الحفر في الطرقات. وفي كل مكان ظهرت سيارات مدمرة وحافلات لم يبق منها سوى هياكلها في حين اقتلعت أشجار من على حافة الطريق التي انتشرت فيها الحفر. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن تفجيري اليوم اللذين وقعا بشكل شبه متزامن بفارق دقيقة فقط. في وقت تعهدت وزارة الداخلية السورية بتعقب مرتكبي الهجوم ومن يساعدونهم ويقدمون لهم المأوى. وطالبت وزارة الخارجية من جانبها مجلس الامن الدولي بتحمل مسؤولياته في محاربة الإرهاب الذي تتعرض له والتصدي للدول التي تشجعه وتحرض عليه”، وأكدت ان هذين “التفجيرين الإرهابيين المدمرين هما دليل على ان سوريا تتعرض لهجمة إرهابية تقودها تنظيمات تتلقى دعما ماليا وتسليحا من جهات أعلنت تأييدها لهذا الجرائم الإرهابية والتشجيع على ارتكابها”. وفي المقابل، اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الأسد بالوقوف خلف الانفجارين مؤكدا ان مكان الانفجار وقوته الكبيرة هما دليل على ضلوع النظام بهذه الجريمة. وقال في بيان انه يدين التفجيرات التي طالت الابرياء في دمشق ويؤكد ان مثل هذه التفجيرات بالقرب من المراكز الأمنية لا يمكن ان يقوم بها الا النظام والقوة الكبيرة للانفجار تؤكد ضلوعه بهذه الجريمة”. واكد البيان ان من ضحايا التفجير من أسماؤهم موثقة كسجناء لدى النظام حيث يقوم النظام بسرقة جثث الشهداء ووضعها في أماكن التفجيرات مدعيا أنهم ضحايا التفجيرات الإرهابية وهو بذلك يسعى لإثبات ادعائه وجود تنظيم القاعدة في سوريا”، متسائلا “لماذا لم تحدث هذه التفجيرات اثناء الانتخابات الهزلية”. وقال سمير نشار عضو المجلس الوطني السوري المعارض “إن الحكومة السورية لم تنفذ أي جزء من خطة المبعوث العربي الأممي كوفي عنان للسلام المكونة من ست نقاط. وأضاف أن المجلس توقع أن يقول عنان إن خطته وصلت إلى طريق مسدود وإن النظام السوري يجب أن يتحمل مسؤولية عدم وقف عمليات القتل التي يقوم بها واستخدامه للأسلحة الثقيلة. وأضاف أن المجلس يريد تدخلا دوليا لوقف سياسة القتل هذه لكنه لم يفسر شكل هذا التدخل. وتوقع نشار ان تستمر التفجيرات “لا سيما في أيام الجمعة او قبل أيام الجمعة للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها”. واضاف “للأسف, تأخر المجتمع الدولي في سوريا يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الاعمال”. واتهم “الجيش السوري الحر” في دمشق وريفها النظام بتدبير الانفجارين، منددا بهذا العمل الإرهابي الجبان. وطالب المجلس الذي يضم العسكريين المنشقين عن القوات النظامية في دمشق وريفها بتشكيل فريق من الخبراء الدوليين للتحقيق في هذه التفجيرات بالسرعة القصوى”، مشيرا الى ان الجيش الحر لا يملك الإمكانات الكبيرة للقيام بهذين التفجيرين، وان عناصره انشقوا عن القوات النظامية لحماية المدنيين وليس لقتلهم. وقال العميد الركن مصطفى الشيخ إن الحكومة السورية تحاول إفشال خطة عنان وإن التفجيرات ليست من عمل مقاتلي المعارضة مضيفا أن الجيش السوري الحر لا يملك القدرة على شن مثل هذه التفجيرات الكبيرة. وقال رياض الأسعد قائد العمليات في الجيش السوري الحر إن المعارضين مستعدون لاستئناف الهجمات على القوات الحكومية بمجرد أن يعلن عنان فشل مبادرته. الى ذلك، اطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا الجنرال روبرت مود نداء للمساعدة على وقف اعمال العنف في سوريا. وقال في تصريحات للصحافيين أثناء زيارة الى موقع الانفجارين “أدعو الجميع في سوريا وخارجها الى المساعدة على وقف أعمال العنف هذه”، مضيفا “هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من اعمال العنف. لقد شاهدنا هذه الاعمال في دمشق وفي مدن وقرى اخرى في سوريا”. وتابع “اود ان اعبر عن تعازي الخالصة الى اولئك الذين فقدوا اعزاء لهم في هذا الحادث المأساوي, والى كل الشعب السوري الذي يعيش حوادث مأساوية مماثلة بشكل يومي منذ اشهر طوال”. وفي مكان الانفجارين، عمد مؤيدو الأسد إلى التعبير عن قوتهم. ومع وصول الجنرال مود الى مكان الاعتداءين، تجمع عشرات الأشخاص حوله وهتف هؤلاء “بالروح بالدم نفديك يا بشار” تعبيرا عن دعمهم للرئيس. وكان مدنيون مسلحون هم على الأرجح عناصر امن موجودين أيضا في المكان بأعداد كبيرة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©