جماهير كامب نو: الموت للخائن
عمرو عبيد (القاهرة)
نشرت أغلب الصحف الانجليزية صوراً للبرازيلي نيمار دا سيلفا أثناء رحلته على شواطئ الريفيرا فوق ظهر يخت يقدر ثمنه بملايين الدولارات، حيث شوهد اللاعب مع والده وبعض الأصدقاء فيما يبدو أنه احتفال خاص بانتقاله إلى صفوف باريس سان جيرمان، وفي الوقت الذي كان يستمتع فيه نيمار بوقته كانت جماهير برشلونة تهتف ضده بجنون أثناء مباراة فريقها أمام فريق تشابيكوينسي البرازيلي في كأس خوان جامبر، وهي المباراة الأولى للبارسا من دون نيمار.
وذكرت صحيفة «أس» الإسبانية أن الجماهير الكتالونية هاجمت لاعبها السابق بغضب شديد وهتفت قائلة: لا نريدك.. الموت لنيمار!، وظهرت عدة صور لعشاق البلوجرانا وهم يحرقون قميص نيمار خلال الأيام القليلة الماضية التي تلت رحيله من صفوف البارسا إلى بي أس جي.
وكان رئيس برشلونة جوسيب بارتوميو تحدث لأول مرة عن انتقال نيمار، مواجها صفارات الاستهجان من جماهير ناديه التي حضرت الجمعية العمومية لروابط مشجعي الفريق، والمعترضة على طريقة رحيل اللاعب والإهانة التي تعرض لها برشلونة، بسبب الطريقة المخجلة التي استخدمتها الإدارة القطرية للفريق الباريسي من أجل الحصول على خدمات اللاعب البرازيلي.
وقال بارتوميو بغضب مكتوم إن ولاء ميسي وانييستا للبارسا، مثال كان يجب أن يحتذي به اللاعب البرازيلي، ولكننا توقعنا فعلته تلك منذ فترة طويلة ولهذا أعددنا العدة ورفعنا قيمة الشرط الجزائي للاستفادة من رحيله، ف 222 مليون يورو هو مبلغ جيد بالنسبة لنا لكى نحصل على بدائل وسنكون حذرين في التعامل مع تلك الأموال لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها.
أما صحيفة «سبورت» فقد نقلت تصريحات تخص المدرب المساعد الأسبق لبرشلونة، الأرجنتيني أنخيل كوبا، والتي هاجم فيها نيمار بشدة، مؤكداً على أنه قرار غير صائب بترك فريق عريق يحقق البطولات من أجل المال القطري، وتهكم كوبا على تعقيب نيمار الخاص بأنه توجه إلى باريس من أجل تحقيق طموح جديد وليس من أجل المال، حيث قال إن نيمار لاعب رفيع المستوى بالفعل وكان من المنتظر أن يكون هو النجم الأول للبلوجرانا في السنوات القادمة بعد اعتزال ميسي، لكنه ركل تاريخه مقابل الحصول على أموال غزيرة ولا أتوقع له النجاح، وهو ما يتسق مع الواقعة التي نقلتها الصحافة الإسبانية في العام الماضي حول انتقاد أونزي مدرب برشلونة المساعد السابق لنيمار، بسبب عدم التزامه بالتعليمات الفنية وأسلوب حياته الشخصية المستهتر، وروت الصحف أن أونزي صرخ في وجه نيمار قائلًا أن مصيرك قد يكون مثل مواطنك رونالدينيو !
الغريب أن رونالدينيو خرج بتصريحات أعلن فيها عن سعادته بما فعله نيمار، وأنه يتمنى له التوفيق، والحقيقة أنه لا عجب في ذلك لأن التاريخ يكشف عن حقيقة العقلية البرازيلية التي أودت بكثير من المواهب الهائلة في غيابات النسيان والتراجع، فرونالدينيو نفسه الذي يعتبره كثيرون أحد سحرة كرة القدم في العالم سجل نجاحاً هائلاً وهو في صفوف البارسا خلال الفترة من 2003 حتى 2008، منتقلا آنذاك من صفوف باريس سان جيرمان نحو برشلونة في خطوة تصاعدية في مسيرته، ليحقق مع البلوجرانا ما لم يحققه مع أي فريق آخر، حيث فاز بلقبين لليجا الإسبانية ومثلهما للسوبر بالإضافة إلى دوري الأبطال الأوروبي 2005/ 2006، وبسبب عدم التزامه هو الآخر وحياة الليل التي اعتاد عليها كما صرح هو بلسانه لاحقاً، قررت إدارة البارسا التخلي عنه لينتقل إلى صفوف ميلان الإيطالي ولم يفز معه سوى بلقب واحد في الكالتشيو خلال ثلاث سنوات، وبعدها عاد للعب في صفوف الأندية البرازيلية لينهي أسطورته بيديه.
وإذا كان رونالدينيو في تصريحاته قد أشار إلى طريقة لعب نيمار الممتعة القائمة على المهارة في الأساس، وكلاهما يشبه الآخر إلى حد ما، فإن هذا يعكس طريقة تفكير عدد كبير من النجوم البرازيليين الذين قضوا على موهبتهم بطرق متشابهة، فالتاريخ لا ينسى أيضا روبينيو البرازيلي الذي كان ملء السمع والبصر في الفترة بين 2005 حتى 2010، لما تمتع به من موهبة ومهارة فائقة دفعت به إلى صفوف ريال مدريد الإسباني، لكنه لم يتمكن من الاستمرار لأكثر من ثلاث سنوات كانت كافية لإدراك عدم ولاء البرازيلي للفريق، بالإضافة إلى تذبذب مستواه وسهره حتى أوقات متأخرة أثرت على التزامه بمواعيد التدريبات، ليرحل روبينيو عن «الميرنجي» بعدما حقق لقبين لليجا وواحد للسوبر الإسباني، منتقلا إلى صفوف مانشستر سيتي، لكنه لم يستمر لأكثر من عامين قضى بعضها على سبيل الإعارة في صفوف ناديه الأصلي، سانتوس البرازيلي، قبل أن يرحل إلى ميلان بعدما فشل تماما مع السيتي، وتكرر الأمر مع «الروسونيري» حيث لم يحقق سوى لقب واحد للكالتشيو وآخر للسوبر قبل أن ينتقل معاراً إلى سانتوس مجدداً، ثم كان الانتقال إلى الصين وبعدها العودة إلى البرازيل وكأن التاريخ يعيد الأحداث ذاتها بنفس التفاصيل !
وكانت فترة 2005-2010 قد شهدت سطوع نجم برازيلي آخر، هو المهاجم الهداف أدريانو الذي وصفه البعض بأنه خليفة رونالدو، بل كان نداً للظاهرة في بعض السنوات، مما جعل الوسط الكروي العالمي يتوقع تفوق ادريانو في القادم من تلك السنوات، ورغم البداية العادية بعض الشيء مع انتر ميلان في موسم 2001/ 2002 والإعارة إلى فيورنتينا ثم الانتقال إلى بارما، إلا أن ادريانو أجبر إدارة الأفاعي على استعادته في عام 2004 بعد التألق مع بارما، ليستعيد البرازيلي مجده الأكبر مع النيرآتزوري بالفوز بثمانية ألقاب محلية متنوعة في الوقت الذي قاد فيه البرازيل للفوز بكوبا أميركا 2004 ثم كأس القارات 2005، لكن تراجع حالته البدنية واتهامه بتعاطي المخدرات والاستمرار في حياة اللهو والسهر ألقت به سريعاً في ركن مظلم من أوراق التاريخ الكروية.
لكن التاريخ القريب سيتوقف كثيرا أمام حالة عجيبة ربما تشبه كثيراً ما أقدم عليه نيمار مؤخراً، وهو مواطنه أوسكار الذي يقترب منه كثيرا في العمر، فأوسكار دوس سانتوس صاحب الـ 25 عاما الذي تألق مع تشيلسي الانجليزي بين عامي 2012 و2016 وفاز مع البلوز بلقبين في البريميرليج بالإضافة إلى تحقيق لقب الدوري الأوروبي مسجلاً ما يقرب من 40 هدفا، قرر فجأة التخلي عن الشهرة الأوروبية والمجد الكروي من أجل المال أيضاً، حيث انتقل إلى صفوف فريق شنغهاي الصيني في ميركاتو شتاء 2016 الماضي مقابل ما يقرب من 70 مليون يورو، في صفقة أثارت الجدل والدهشة لأن لاعباً شاباً مهارياً مثل أوسكار ينتظره مستقبل أوروبي وعالمي واعد، ما كان عليه اختيار هذا الطريق في الفترة الحالية، خاصة أن الحديث عن عملية غسيل الأموال في الكرة الصينية يبدو مؤرقا للجميع في أوروبا، لكنها العقلية البرازيلية المرتبطة بأصحاب المهارات العالية كالعادة والتي تتسبب في العديد من السقطات، التي كان آخرها إيقاف أوسكار من قبل الاتحاد الصيني لكرة القدم لثماني مباريات بسبب سلوكه المشين بعد التعدي على لاعبين من فريق جوانجو أر أف.
ولأن الأموال والحياة المستهترة ارتبطا كثيرا باللاعبين البرازيليين في الحقبة الأخيرة، فلم يكن غريباً أن نجد هالك البرازيلي ينتقل إلى الصين هو الآخر، بعد فشله في العديد من الأندية حتى أن انتقاله إلى زينيت الروسي كان من أجل المال، وكذلك أليكس تيكسيرا وراميريش وجو الذي لعب لمانشستر سيتي وفشل فشلاً ذريعاً، وكلها كانت صفقات بمقابل مادي كبير لم يقل عن 30 مليون يورو ووصل إلى 50 و55 مليون يورو أيضا، ليثبت التاريخ أن المواهب البرازيلية تقضي على مجدها المنتظر بقراراتها الخاطئة، وإذا كان تألق نيمار مع برشلونة قد وضعه في مرتبة عالية للغاية بين نجوم الكرة في العالم، إلا أن الماضي القريب يشير إلى تلك الأسماء الرنانة في وقتها التي أنهت مسيرتها في الظل، بسبب المال وحياة الترف وعدم الالتزام، ومع مراجعة كم التقارير الإعلامية التي دارت حول نيمار ووالده على الجانب المالي، والذي دافعت عنه إدارة برشلونة كثيراً، بالإضافة إلى تقارير أخرى عكست عدم التزامه واستهتاره لدرجة الإصرار على السفر من أجل حضور عيد ميلاد شقيقته في البرازيل خلال مارس الماضي، وتردد وقتها انه تعمد الحصول على بطاقة صفراء ليغيب عن إحدى مباريات الليجا ويتمكن من السفر، نجد أنها مقدمات قد تشير إلى نهاية حزينة وفاشلة لقصة نيمار البرازيلي، بعد اختياره طريق المال القطري المستتر خلف النادي الفرنسي مثلما كتبت أوراق التاريخ في أوقات سابقة !
رئيس ليون: «بالون» قطر سينفجر وتداعياته خطيرة على فرنسا
أبوظبي (العربية نت)
جدد الفرنسي جان مايكل أولاس رئيس ليون بطل الدوري الفرنسي 7 مرات متتالية التحذير من تداعيات صفقة انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان التي تمت نهاية الأسبوع الماضي، مؤكداً أن الصفقة الممولة قطرياً باتت أشبه ببالون سينفجر بأي لحظة ويخلف تداعيات خطيرة جداً على مستقبل الكرة الفرنسية. وقال أولاس في تصريحات لصحيفة «فرانس فوتبول»: هذه الصفقة مثل بالون ينتفخ ومعرض للانفجار في أي لحظة، أنا لا أكره باريس سان جيرمان، لكن هذه الصفقة ستبلغ مليار يورو خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وسيترك هذا أثراً بالغاً على الكرة الفرنسية ومستقبلها. وأضاف: باريس سان جيرمان مدعوم من قطر التي تمده بالمال من خلال عائدات النفط والغاز، ونحن لا نستطيع الحصول على هذا القدر من المال.. لنكن صادقين لا أحد يستطيع المنافسة مع باريس في ظل هذه الأوضاع. وأتبع: إذا لم يتدخل الاتحاد الأوروبي وتطبيق قواعد اللعب المالي النظيف والقيام بدوره في قضية انتقال نيمار، فعلى الحكومة الفرنسية التدخل والتحقق من مصادر هذه الأموال ومن أين أتت. وقال : المبلغ الذي دفعه باريس سان جيرمان لا يتناسب مع مداخيله، لا يمكن على الإطلاق أن يكون اعتماد النادي العاصمي على مداخيله ويقوم بشراء اللاعبين، ما حدث سيتسبب بالإخلال في الاقتصاد الفرنسي، الذي يعاني أساساً. وأعلن باريس سان جيرمان نهاية الأسبوع الماضي التعاقد مع نيمار قادماً من برشلونة بعد دفع قيمة كسر عقده البالغة 222 مليون يورو، وسيتقاضى اللاعب 30 مليون يورو سنوياً لمدة 5 مواسم.
عدد اليوم
