تريشيه يطالب الدول الأوروبية بإجراء إصلاحات اقتصادية شاملة

طالب رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه دول اليورو بإجراء إصلاحات شاملة، وتحسين اللوائح المنظمة للسياسة الاقتصادية، والتزام الجميع بهذه اللوائح. وفي مقالته لصحيفة “بيلد آم زونتاج” الألمانية الصادرة أمس، أعرب رئيس البنك المركزي الأوروبي عن اعتقاده بأن العملة الأوروبية الموحدة اليورو، لا تواجه أزمة. وقال تريشيه إن “ما نراه في الوقت الراهن في بعض دول منطقة اليورو هو في المقام الأول أزمة ديون في الميزانيات العامة لهذه الدول”. وأشار الفرنسي تريشيه إلى “التطور المستقر” للعملة الأوروبية الموحدة خلال الأعوام الـ 12 الماضية، قائلاً “لقد حافظنا على القوة الشرائية لليورو”، مؤكداً أن البنك المركزي الأوروبي وبالتعاون مع البنوك المركزية في الدول الأوروبية، يؤدي واجبه في هذا الصدد منذ 12 عاماً. وأضاف تريشيه أن البنك المركزي الأوروبي “ضمن الإبقاء على متوسط معدلات التضخم السنوية تحت مستوى الـ 2% على المدى المتوسط”، واستشهد بأن معدلات التضخم السنوية في ألمانيا ظلت عند مستوى 1,5% في المتوسط منذ عام 1999 “وهي أفضل نتيجة تحققت خلال الأعوام الـ 50 الماضية”. وقال تريشيه لصحيفة الـ”باييس” الإسبانية في مقابلة نشرت أمس إن إسبانيا تحرز تقدماً في إصلاح أوضاعها المالية، ورحب بالتراجع الذي حدث في أسعار النفط في الآونة الأخيرة. وأدت جهود إصلاح القطاعين المالي والمصرفي في إسبانيا حتى الآن إلى حمايتها من أزمة ديون منطقة اليورو التي وقعت فيها اليونان وأيرلندا والبرتغال بالفعل. وقال تريشيه “على الجانب المالي، فإن الحكومة مقنعة، “يقال إن الإجراءات التي يتعين اتباعها والعجز المتوقع الذي يبلغ ثلاثة في المئة في 2013 أمر أساسي بالنسبة للصدقية”. وأعطى تريشيه أيضاً إسبانيا تقديرات جيدة بالنسبة للعمل بشأن قطاعها المصرفي الذي مازال بعض الاقتصاديين يتخوفون من إمكان أن يجر البلاد إلى اضطرابات إذا خرجت عمليات التوقف عن الدفع بشأن العقارات وقروض شركات البناء في فترة ما قبل الأزمة عن نطاق السيطرة. وقال “فيما يتعلق بالقطاع المالي، هناك فرق كبير في التصور بالمقارنة مع بضعة أشهر مضت، ولكن العمل لم ينته بعد هناك”. وكرر تريشيه اعتراض البنك المركزي على إعادة هيكلة ديون اليونان، وهي خطوة ترى الأسواق المالية أنها مرجحة، ولكنها خطوة حذر بعض من كبار أعضاء البنك المركزي الأوروبي من أنها قد تثير تبعات على غرار بنك ليمان في النظام المالي. وقال أيضاً إن الإشارة إلى أن اليونان قد تنسحب من اليورو أمر “سخيف”. وأردف قائلاً إن وزراء مالية منطقة اليورو سيبحثون برنامج إنقاذ البرتغال الذي تم الاتفاق عليه في الآونة الأخيرة خلال اجتماعهما اليوم. وعن التوقعات الاقتصادية الحالية، رحب تريشيه بأرقام النمو التي جاءت أفضل من المتوقع من منطقة اليورو. وأظهرت بيانات يوم الجمعة أن منطقة العملة الموحدة نمت بنسبة 0,8 في المئة خلال أول ثلاثة أشهر من العام الجاري نتيجة نمو في إجمالي الناتج المحلي في ألمانيا بلغ 1,5 في المئة، في حين نما الاقتصاد الفرنسي بنسبة 1 في المئة، وذلك إلى حد ما نتيجة طلب المستهلكين. ورحب تريشيه أيضاً بالهبوط الذي حدث في أسعار النفط في الآونة الأخيرة. وقال إن “الهبوط في أسعار النفط أنباء طيبة. إنه يخفض كلا من التأثير التضخمي والتأثير الكئيب لارتفاع أسعار النفط على الاقتصاد”.