الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جماهير إنجلترا: «البطيخ الروسي» يكشف إعلامنا ويحرج حكومتنا!

جماهير إنجلترا: «البطيخ الروسي» يكشف إعلامنا ويحرج حكومتنا!
20 يونيو 2018 00:11
محمد حامد (دبي) بعد مرور ما يقرب من 10 أيام على تدفق الجماهير الإنجليزية إلى روسيا، بدأت الحقائق تتكشف، وسط اعتراف من الجماهير الإنجليزية بأن ما تناولته الصحافة اللندنية ووسائل الإعلام الإنجليزية قبل انطلاقة كأس العالم، والتحذيرات التي صدرت عن جهات رسمية في بريطانيا والولايات المتحدة، ما هي إلا توقعات خائبة لا علاقة لها بالواقع، فقد كان الاستقبال الروسي للجماهير الإنجليزية وجمهور المنتخبات الأخرى دافئاً وكريماً بصورة لم يتوقعها أحد. أوليفر كارول مبعوث إندبندنت البريطانية للمونديال الروسي، نقل تصريحاً إنسانياً لمشجع إنجليزي في فولجوجراد يفيض بمعاني الود والسلام والتقارب بين الشعوب، حيث أكد هذا المشجع أنه كان يخشى الاقتراب من مشجع روسي رسم على قدمه وشماً، يشير إلى أنه من أولتراس الكرة الروسية ممن شاركوا في أحداث مارسيليا خلال يورو 2016، وعلى الرغم من أنه كان يخشى على نفسه منه، إلا أن الأخير بادر بالتحدث معه، وعانقه قائلاً: مرحباً بكم في بلادنا، نحن نعلم جيداً كيف نستقبل ضيوفنا، لن نبادر أبداً بالعنف مع من أتوا لنا بقلب يحمل رسائل الحب والسلام. وأشار مشجعون إنجليز قبل وعقب مباراتهم أمام تونس التي أقيمت في فولجوجراد، إلى أن ما كتبته الصحافة الإنجليزية عن إمكانية معاناة المشجعين الإنجليز من العنف الروسي، وعدم توفر الأمن خلال مباريات المونديال لم يكن دقيقاً أبداً، وهو مجرد هواجس ترتبط بالتوتر السياسي بين موسكو ولندن في الفترات الأخيرة، إلا أن الواقع يثبت أن جماهير كرة القدم لا علاقة لها بمثل هذه التوترات والتجاذبات السياسية. وتعليقاً على ما قاله المشجعون الإنجليز الذين اعترفوا بكرم الضيافة الروسي، والأجواء الودية الرائعة، قال مواطن روسي: نحن مثل البطيخ، لدينا قشرة خارجية صلبة وقوية، ولكننا من الداخل نتمتع بالمذاق الرائع، نحن لا نستخدم العنف ضد ضيوفنا، فهذا ليس من أخلاقنا، كما أننا لا نتحمل مسؤولية ما يقال عن روسيا في الإعلام العالمي، أنتم هنا الآن لكي تكتشفوا بلادنا من جديد، وتلمسون عن قرب طيبة وكرم شعبنا. وأشارت تقارير إنجليزية من أرض الواقع في فولجوجراد، إلى أن جماهير روسيا حرصت على الذهاب إلى مناطق وتجمعات جمهور المنتخب الإنجليزي بالأعلام والقمصان الإنجليزية، في مشهد لم يتوقعه أشد المتفائلين من الجانب الإنجليزي، بل إنهم هتفوا لمنتخب الأسود الثلاثة، فما كان من الإنجليز إلا أن ردوا التحية بالهتاف لروسيا وللرئيس فلاديمير بوتين. وعلى العكس من المشاركات الإنجليزية السابقة في كأس العالم، والتي شهدت حضوراً كبيراً للجماهير الإنجليزية، فقد احتجب الآلاف عن السفر إلى روسيا تحت تأثير التقارير الصحفية والإعلامية التي حذرتهم من السفر إلى بلد المونديال، بل إن حكومات غربية وعلى رأسها الحكومتان الإنجليزية والأميركية أصدرت تحذيرات رسمية، أشارت خلالها إلى عدم تحملها مسؤولية حماية المشجعين في حال ذهبوا إلى روسيا، لأسباب تتعلق بتخفيض التمثيل الدبلوماسي، وعدم وجود ما يكفي من الموظفين في السفارات الغربية بموسكو لمتابعة أحوال الجماهير، ولم يحظ المنتخب الإنجليزي بحضور جماهيري كبير خلال مباراته أمام تونس، وهو ما يؤكد أن الجهات التي تسابقت لبث تقارير أثارت بعض المخاوف والقلق هي التي تتحمل المسؤولية عن ذلك. روسيا ستكون الرابح الأكبر من تنظيم المونديال، فقد بدأت الصورة النمطية تتغير وسط اعتراف عالمي واسع النطاق بهذا الأمر، فالصحف العالمية، والقنوات التلفزيونية، ومنصات السوشيال ميديا لآلاف الضيوف الذين أتوا للبلاد من كافة أرجاء العالم، يتسابقون في الحديث عن الاستقبال الروسي الرائع، وتوفر الأمن، فضلاً عن الحداثة التي تتميز بها المدن الروسية، وتوفر الخدمات كافة، على العكس مما توقع البعض، وقال جيمس لوكيت وهو مشجع إنجليزي: «أتيت إلى روسيا متوقعاً استقبالاً سيئاً، لقد كان لدي استعداد لتقبل هذا الأمر، لأنني أتيت من أجل تشجيع المنتخب، ولكنني رأيت ما لم أتوقعه، فالأجواء ودية للغاية، الأمر لا يتعلق فقط بحضور المباريات، بل إنني حرصت على زيارة المعالم السياحية والمزارات التاريخية، ومنها النصب التذكاري لضحايا الحرب العالمية الثانية، ومدينة فولجوجراد كانت تعرف رسمياً باسم ستالينجراد، والتي شهدت أكبر معارك الحرب العالمية الثانية، إنها الآن أرض السلام وتشكل حالة رمزية للتحول الكبير في روسيا الجديدة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©