الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حتمية الفوز

20 يونيو 2018 00:11
هل نطلب مستحيلاً، إن نحن انتظرنا من «أسود الأطلس» تحقيق الفوز هذا اليوم على منتخب برتغالي يستمد قوته وجبروته وعنفوانه من الأسطورة كريستيانو رونالدو؟ إن تمثل لنا هذا الفوز مستحيلاً، وأبداً لم تعرف كرة القدم منذ الأزل شيئا اسمه المستحيل، فإنه بلغة الحلم والآمال وحتى المعادلات الضامنة للتأهل، يبدو لمنتخب المغرب حتمية، ونتيجة غير الفوز هذا اليوم بموسكو ستشرع أمام الأسود أبواب المغادرة، لأنه بنقطة وحيدة إن حصل التعادل، لا يمكن أبدا الاعتماد على نسبة واحد في المائة لتحقيق العبور، لطالما أن الفوز بعدها على «الماتادور» الإسباني سيصبح شبيها بحدوث المعجزة. لا أحاول أن أبعث في نفوسكم، وفي نفسي اليأس، ولكنني أقف حزيناً ومتحسراً على الإرث الخبيث الذي تركته الخسارة أمام إيران في أول جولة، لقد أعدمت تلك الهزيمة في أي صورة ما جاءت، الكثير من الحظوظ، ولم تبق إلا القليل القليل في هامش المناورة. وإن بدا فوز «أسود الأطلس» على «السيليساو» البرتغالي اليوم، حتمية لا مناص منها لإنعاش الحظوظ التي اختنقت بعد السقوط أمام إيران، فإن الطريق لتحقيق هذا الفوز يبدو وعراً وشائكاً، ولن يفلح منتخب المغرب في عبوره بنجاح، إلا إذا حضرت بداخله أشياء كثيرة، غابت للأسف عنه في المباراة الأولى. أول هذه الأشياء أن يكون لاعبو المغرب قد تخلصوا من عقدة الذنب، بعد ضياع الفوز أمام إيران، فوز كانوا قد أجمعوا قبل النزال أنه السند الكبير الذي سيعينهم في مهمتهم الصعبة داخل مجموعة الموت، والتخلص من الذنب معناه أن يكونوا قد تعافوا نفسياً وتحفزوا ذهنياً لإنجاز المهمة الأصعب في المونديال. ثاني هذه الأشياء، أن لا تشجع حتمية تحقيق الفوز على منتخب بقيمة البرتغال، منتخب المغرب على المخاطرة بفتح اللعب بلا هوادة، فأسود الأطلس يعرفون العفاريت التي تسكن هجوم المنتخب البرتغالي، والتي لا تحتاج إلا لمعابر صغيرة لتشعل النار وتزلزل المكان. وثالث هذه الأشياء أن لا تغادر العين ولو لثانية الرهيب رونالدو، فهو قادر في جزء من الثانية على أن يخرج من هدوئه، ليطلق عاصفة لا تبقي ولا تذر. أما رابع هذه الأشياء فهو أن يأتي المنتخب المغربي بمباراة مثالية لا تشوبها أي شوائب تكتيكية، مباراة ينتصر فيها الأداء الجماعي روحاً وعلى أرضية الملعب، وقد تكون المباراة التاريخية لـ «أسود الأطلس» بمونديال مكسيكو سنة 1986 والتي انتهت بفوز الأسود بثلاثة أهداف لهدف، لجيل اليوم المرجع والحافز والدليل القاطع على أن تحقيق الانتصار هذا اليوم على زملاء «الدون» ليس مستحيلاً، وكيف يكون كذلك والمستحيل ما كان يوماً مغربياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©