الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار السلع الأولية يقلص تعافي الاقتصادات الأفريقية

15 مايو 2011 20:52
يشكل ارتفاع أسعار السلع والنفط قنبلة موقوتة للقارة الأفريقية التي تحاول شق طريقها بصعوبة للخروج من الأزمة الاقتصادية. وتؤثر زيادة التكاليف بوجه خاص على سكان الريف في القارة التي تملك مصادر أقل من تلك التي كانت تملكها إبان أزمة المواد الغذائية في 2007 – 2008، للتصدي للمشكلة. وقال دونالد كابريوكا رئيس “البنك الأفريقي للتنمية” “خلقت الإصلاحات الاقتصادية التي تمت في العقد الماضي حماية معقولة مكونة من الأموال العامة ما جعل القارة قادرة على مجابهة الأزمة. لكن، وبينما تملك القارة مصادر أقل، فإن مقدرة حكوماتها للتصدي للأزمة في مختلف الدول، محدودة للغاية”. واستشرت بالفعل الاضطرابات المتعلقة بارتفاع أسعار المواد الغذائية والنفط في دول مثل أوغندا، في الوقت الذي خرجت فيه مظاهرات عنف في بوركينا فاسو تنادي بسقوط نظام الرئيس الذي يحكم البلاد منذ 24 عاماً. كما انتشرت التوترات على خلفية المظاهرات التي تعم بعض الدول العربية خاصة في شمال أفريقيا. وقلل دونالد كابريوكا من التأثير المباشر للثورات العربية على أفريقيا بالرغم من الدروس الواضحة التي يمكن أن يستفيد منها رؤساء القارة. وتتضمن هذه الدروس التأكيد على النمو الاقتصادي، وأن تصاحب الإصلاحات الاقتصادية إصلاحات سياسية. وأضاف دونالد “اعتقد أن الجميع أشاد بالطريقة التي تعافت بها منطقة أفريقيا جنوب الصحراء خلال العشر سنوات الماضية التي تعتبر بمثابة الحقبة الذهبية. لكن لا اعتقد بأننا أولينا الاهتمام الكافي لقضايا التضمين. ونعيش نحن اليوم في عصر “الفيس بوك” و”يوتيوب” حيث يمكن للشباب الحصول على نفس المعلومات، لذا من الخطأ أن يظن أي شخص أن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء محصنة من المطالبة بتساوي الفرص والمناداة بالحرية للجميع”. وتوقع صندوق النقد الدولي أن تحقق منطقة أفريقيا جنوب الصحراء نمواً يصل إلى 5,5% خلال العام الحالي، وبنسبة قدرها 6% في العام المقبل. وذكر رئيس “البنك الأفريقي للتنمية” أنه واثق من أن القارة ستحقق أهدافها من النمو، لكن يترتب على الحكومات عدم الاستجابة لارتفاع الأسعار من خلال زيادة المساعدات، وعليها بدلاً عن ذلك خلق نظم شبكات السلامة للمحتاجين حتى تتفادى الوقوع في تكرار أخطاء الماضي. وأضاف أنه واثق من المستقبل الواعد الذي ينتظر شمال أفريقيا في أعقاب الثورات التي أرغمت قادة بعض دولها على ترك مناصبهم، بالرغم من أن الكثير يعتمد على النتائج التي تؤول إليها الأحوال في ليبيا التي يجري الصراع فيها بين نظام القذافي وقوات المعارضة. وقال “تتميز المجتمعات الآن بالانفتاح حيث تم إبعاد الأنظمة الفاسدة من مناصبها. ويدعو ذلك للتفاؤل بمستقبل باهر للمنطقة مع أن ذلك يعتمد على نتائج الحكومات الانتقالية. أما بخصوص تونس فإني متفائل من أن خريطة الطريق واضحة المعالم للغاية”. ويتوقع “البنك الأفريقي للتنمية” تقديم 500 مليون دولار لدعم الحكومة الانتقالية في تونس، كما أنه بصدد دراسة الطرق الكفيلة بمساعدة مصر. وقال “أرى أن من أكبر الأدوار المنوطة بنا أن نولي ثقتنا في المنطقة في الوقت الذي أبدت فيه الأسواق شكوكها نحوها، ويؤكد هذا الدعم المقدم على مدى ثقتنا في المنطقة”. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©