الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله إبراهيم: تاريخ الجاز هو تاريخ العالم

عبدالله إبراهيم: تاريخ الجاز هو تاريخ العالم
10 نوفمبر 2008 23:55
منذ البدايات في كاب تاون لامست أنامله البيانو القديم في المنزل، ثم تعمّق في تقنيات الموسيقى ووجهات نظر الفلاسفة كي يصل إلى فلسفته الخاصة، عبدالله إبراهيم الذي كان معروفاً بدولار براند (أدولفوس جوهانيس براند) قبل اعتناقه الإسلام، انطلق إلى العالمية بأسلوبه المميز الفريد وغير القابل للتقليد عازفاً للجاز ومؤلفاً موسيقياً· ولد عام 1934 وتشرب من بلده تأثيرات ثقافية متنوعة، تراوحت بين الكلاسيكي والجاز الأفريقي الاميركي، فالموسيقى الهندية والشرقية، ودعمّتها قراءته إلى حد الالتزام بفنون مارشال، كما طور من هذا الخليط أسلوبه المميّز، فباتت له ألحان ومفردات موسيقية خاصة به كالماركة المسجّلة للتريو الذي ألفه على مدى 12 سنة، وشاركته فيه من أصبحت لاحقاً زوجته المنشدة ساثيما بي بنجامين· تاريخ صنعته الموسيقى في أبوظبي، بدا بملابسه البيضاء كأسد أفريقي يستطلع بهدوء العارف ملعباً جديداً، يعزف فيه لليلة واحدة، ثمَّ يتابع برنامجاً تعليمياً متكاملاً ليفيد من خبرته في الجانب التثقيفي الموسيقي، خاصة أنَّه أسس في كاب تاون في جنوب افريقيا أكاديمية موسيقية إثر عودته حين دعاه إليها نيلسون مانديلا بعد تحرره من السجن عام ،1990 وهو كان قد غادرها العام 1962 بعد سجن مانديلا والحظر الذي أقيم على المؤتمر الوطني الافريقي متنقلاً بين زيوريخ ونيويورك· ''تاريخ الجاز هو فعلياً تاريخ العالم'' بالنسبة لعبدالله ابراهيم الذي يتحدث عن الشتات الافريقي في أنحاء هذا العالم، وأساسه ومسبباته: ''الرقّ حيث أخذ الناس قسراً من افريقيا وتم بيعهم في سوق النخاسة في الأميركيتين''· ويؤكد: ''إن تاريخ الجاز هو التجربة الأفريقية الأميركية، وبين افريقيا والشتات الافريقي أينما تواجد كان نوعاً من التواصل ومثالاً ساطعاً: جامايكا والموسيقى الدينية والبلوز التي خرجت من المسيسيبي''· يقول عن هذه التجارب الموسيقية: ''كلها أتت من المنبع نفسه الذي هو افريقيا، وهنا تبدو جنوب افريقيا أكثر قرباً في هذا المجال لأن التجربة الافريقية الأميركية كانت أيضاً عينها في جنوب افريقيا حيث ناضلنا للتحرر من النظام القمعي''· يحرص عبدالله ابراهيم على التحدث بصوت منخفض وبهدوء لازمه كل الوقت المخصص للمقابلة، تجده يتذكر مرحلة سجن مانديلا في جزيرة روبنسون المقابلة لساحل كاب تاون، والاشغال الشاقة التي كانت تفرض على المساجين، ويقول: ''ألهمتنا الاحداث التي جرت مع الشتات الافريقي خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية· حركة الحقوق المدنية في اميركا هي جزء من نضالنا وكانت المشاركة في التجربة عامة في كل المجالات ومنها التجربة الموسيقية''· البحث عن البطولة على الصعيد السياسي ايضاً، ثمة تجارب مشتركة كان لها تأثير قوي في ابراهيم وأبناء جيله، ''كان يلهمنا دو بوا (وليام ادوارد بورغهارت دو بوا 1868- 1963) الكاتب الافريقي الاميركي، كما ألهمنا الملاكم جو لوي الذي كنا نتحلق ليلاً حول الراديو لسماع أحداث ملاكمته الشهيرة مع ماكس شميلينغ (ماكسميليان شميلينغ، ملاكم ألماني 1905- 2005)، وقد احتفلنا حين فاز بالملاكمة لأن المسألة لم تكن مجرد حماسة لرياضة الملاكمة، بقدر ما كانت قضية الرجل الأبيض والرجل الأسود''· يقول بصراحة من أجرى تصالحاً مع الذات الشخصية والعامة: ''اتذكر حين قدمت للمرة الأولى إلى ألمانيا أنني أردت الذهاب للقاء شميلينغ'' (بطل العالم في الملاكمة في فئة الوزن الثقيل من 1930 حتى ،1932 لاكم مرتين جو لوي، احداها عام 1938 حيث ربحه جو، وقد كتبت الصحف الكثير عن تلك الملاكمة التي اشتهرت كونها بثت على الراديو في ذلك الوقت في مختلف انحاء اميركا واوروبا)· ويضيف: ''لم تكن مسألة ملاكمة، هو المعنى الاساسي لها والعلاقة التي نتجت عنها، إذ كانت البيسبول وكرة السلة والموسيقى والملاكمة فرصة لرؤية الأبطال، ليس على مستوى افريقيا وحسب، إنما على مستوى الشتات الافريقي في العالم· شهدت تطور الجاز مع الرق الافارقة في اعمالهم في الولايات المتحدة الاميركية في حقول الذرة والقطن والزراعة حيث طورت أناشيد العمل والبلوز''· يروي إبراهيم عن التجربة المماثلة حالياً في جنوب أفريقيا التي تطورت من اللحن التصويتي (على اعتبار أن الآلة هي الصوت) إلى الآلة الموسيقية، ''لأننا في السابق كنا نستخدم الصوت الموسيقي من الحناجر فقط· ولهذا نجد في جنوب افريقيا وفي افريقيا ككل ظاهرة الاصوات القوية، وتجدين ذلك في تجمعات ومجتمعات أخرى لأن الآلة الموسيقية كانت عبارة عن الصوت''· ويردف: ''في الولايات المتحدة كما في جنوب افريقيا، تأثرنا بالثورة الصناعية وأصبحنا منظمين حيث صار التعبير من خلال الآلات الموسيقية الغربية، وهذه هي باختصار الدينامية السياسية والاجتماعية للشتات الافريقي الذي سمي بموسيقى الجاز''· حرية بلا حدود عن البدايات الشخصية، يقول: ''كانت والدتي وجدتي تعزفان على البيانو في الكنيسة، لذا تشربت في سن مبكرة موسيقى الكنيسة، وتحديداً مع آلة البيانو حيث كنا نملك قطعة قديمة منها· بدأت العزف في المنزل مع جدتي التي أرسلتني فيما بعد إلى المدرسة المحلية لأتعلم الموسيقى، وكانت هنالك ايضا الموسيقى الاجتماعية المحلية مثل فرق الرقص، لذا حين كنت في المرحلة الثانوية، بدأت العزف مع فرق الرقص· وكنت استمع إلى موسيقى الجاز من الراديو، لأنها كانت تقليداً، وتلا ذلك التواصل بين التجربة العربية والتجربة الجنوب أفريقية والتجربة الأفريقية الأميركية''· أسلوب عبدالله ابراهيم الفريد في التأليف الموسيقي والعزف هو الآخر لم يأت من فراغ، هو لم يشر في حديثه إلى الموهبة إنما ركّز على الثقافة الموسيقية، ومراحل نموه في جوّ موسيقي توفّر له فيه بيانو قديم في المنزل، يقول ''إن الموسيقيين كالعلماء لا حدود لهم، حيث نجد عالماً في أبوظبي، وآخر في اوكلاند يعملان بشكل مستقل، إنما يتوصلان إلى نتائج مماثلة، وكذلك الأمر مع الموسيقى''· ويضيف: ''ترعرعت في جنوب افريقيا وسط الموسيقى الكنسيّة والموسيقى التقليدية، وتفاعلت في سن مبكرة مع موسيقى أخرى، ففي الخامسة عشرة من عمري، درست الموسيقى الهندية والسلم الموسيقي الهندي· نموت وسط هذه الانواع من الموسيقى، لأن الإيقاعات كما كل الايقاعات التقليدية معقدة جداً، فالموسيقى الغربية في الغالب لها أربعة أو ثلاثة إيقاعات، لكن الموسيقى التقليدية لها سبعة أو تسعة أو حتى 15 ايقاعاً· ومردّ ذلك في اعتقادي، أننا نعيش مبدئياً في مناطق حضرية بعيداً عن الطبيعة حيث أن صيغ الاشكال في هذا النوع من التجمعات قائمة على زوايا أربع كالطاولة والمباني·· نحن مسجونون في اطار اشكال محددة الزوايا والقوائم، وكل شيء قائم على هذه الاشكال الهندسية· لكن الامر يختلف تماما في الطبيعة· وما نعتقده نحن موسيقيو الجاز، وهذا ينجرّ ايضا على التفكير السياسي، أن المفهوم هو اذا لم يكن بوسعك ان تكون حرا في السجن فليس بوسعك ان تكون حرا خارجه· اذا الفكرة هي عزف الموسيقى والجاز كأنها 4 ايقاعات (بيتس)· نعلم الوقت الذي تستهلكه وليس علينا ان نعزف اربعة ايقاعات ولكن بوسعنا ان نكون احراراً في الداخل وهنا تكمن المسألة· إلى أي درجة وكم بوسعنا ان نكون ايضاً احراراً ؟''· لكن·· هل تشعر حقاً بأنك حرّ؟ يجيب واثقاً: ''نعم، أشعر بأني حرّ· أنا حرّ''· قلب تحت السيف يتابع محدثنا مستعرضاً المحطات الأبرز في مسيرته المهنية: ''درسنا الموسيقى الهندية، وجذبت الموسيقى الشرقية الكثير بيننا، وهي تمنحك مزيداً من الحرية، إذ أنها لا تتقيّد بالانسجام الموسيقي والشيء نفسه مع المؤلفين المعاصرين مثل سترافنسكي·· ثم لدينا مشكلتنا في هذا الموضوع لأن هكذا مفهوم يسمى مفهوم نصف التون· درسنا هذا المفهوم ومن اوائل قوانينه عدم التكرار ابدا· فقلنا ''مهلاً، ان هذا غريب جدا لأن ضربات وايقاع ضربات القلب متواصلة إنما لا تشبه ضربة قلب الأخرى، وهكذا بالنسبة لمبدأ اليوم إذ أن صيغة الأيام هي نفسها ولكن لا يشبه كل يوم سواه من الأيام· اذا عزفت ايقاعاً واحداً فالإيقاع التالي ليس نفسه، اكتشفنا كل هذه المفارق ودرسنا عدة انواع من الموسيقى ومن تقنياتها· درسنا كل شيء، قرأنا للفلاسفة من ماركس وهيغل وكانط، وقرأنا طرقاً متنوعة إلى أن ارتجلنا· لهذا السبب تمرنا على فنون مارشال مثلاً، ففي فنون مارشال كان هناك رجل شهير اسمه ''موساشي'' وهو سياف في اليابان، حين كان في الـ60 من عمره تقاعد وكتب ''كتاب العناصر الخمسة''· وفي كتابه يشرح استراتيجية السيف التي يستخدمها كل رجال الاعمال اليوم في اعمالهم· وكذلك يستخدم الموسيقيون هذه العناصر أو المبدأ عينه· لذا يقول موساشي إنه تحت السيف المرفوع إلى الأعلى هناك قلب يجعلك ترتجف، ولكن سر قدماً· فنون مارشال هي قواعد إزالة الخوف· لذا امضينا حياتنا او نصفها نتدرب لأنك حين تبدئين بالارتجال فأنت تدخلين المجال بعد أن تخلصت من الخوف· انما لإزالة هذا الخوف تدرسين الى جانب التمرين والتدريب· لقد اعتمدت التدريب على فنون مارشال حيث تمرنت على تقنية واحدة لمدة ثلاث سنوات من دون توقف· كنت اتدرب على حركة واحدة، وقفة واحدة لثلاث سنوات· هذه هي اذا الموسيقى، كل هذه المعلومات حين تسمعين الأغنية، تدرسينها، تدرسين النغمة، الانسجام الايقاع تدرسين الداخل والخارج لساعات وساعات، تدرسين كل الامكانات كل الديناميات وتعزفين، وبعدها تكونين قد اكتسبت الامان فتتحررين''· ويشرح: ''إنه الأمان النابع من المعرفة التي لن تجعلك نسخة عن الآخرين لأن الموسيقى في المحصلة هي ببساطة صلة شخص بشخص آخر''· علاقة هادفة حول أفراد فرقته، الذين عزف معهم لفترة 12 سنة، وعن سبب اختياره لهؤلاء الاشخاص، قال ''إن المسألة ليست حول مدى قدراتهم العظيمة كموسيقيين انما حول الهدف الذي يجمعنا· وكل العلاقات الناجحة تعتمد على ذلك· الصدق، وخصوصاً في البداية بوسعه ان يقود الى الهدف· لذا في النهاية الموسيقى وسيلة لتبقينا على السكة· وكذلك بالنسبة الى الجمهور، حين أعزف افكر انني اعزف لأفضل الموسيقيين في العالم الذين هم جمهوري· لذا علي ان أكون بارعاً في أدائي وتقديمي· انها ليست مسألة موسيقى الجاز، فكما في فنون مارشال هناك التطور، فإذا كان تقليداً ليس بوسعك ان تدع التقليد كما هو وتركن، عليه ان يتطور· لأنه في المحصلة ماذا بالوسع القيام به مع التقليد، ليس بوسعك ان تتركه وتدعه، بوسعك ان تدعه لمرحلة ما لكن عليك ان تسير به ليصبح جزءاً منك حتى في الاسلوب المعاصر''· وماذا عن الخوف ؟ يردف ''لدينا خوفنا، الخوف هو الخوف، والحب هو الحب· لذا في الحديث عن التقاليد لدينا ما هو واضح وجلي وثمة المخفي· فإذا نظرنا الى الوردة تبدو واضحة انما هناك اشياء ليس بوسعنا رؤيتها، لذا ندرس الوردة· هي تبدو بسيطة وما نراه جلياً انما ثمة شيء مخف''· أماكن غير متوقعة الموسيقار عبدالله ابراهيم طاف العديد من دول العالم·· يقول: هذه زيارتي الأولى إلى أبوظبي· زرت مكة والجزائر منذ سنوات كثيرة مضت حيث اديت عزفاً منفرداً· أنا لا احسن تذكر التواريخ، اما اذا سئلت عن اسم اغنية فبوسعي الرد مباشرة· من الجيد احيانا ان نعاني مشكلة في وجهة الاماكن فقد يقودنا ذلك الى أماكن غير متوقعة· تؤكد أن ما يميزها عن الخليجيات جرأتها الفنية رويدة المحروقي: أنا ملكة الشوكولا أسماء وهبة، بيروت - خرجت الفنانة الإماراتية رويدة المحروقي، التي يصفها الكثيرون بـ''المشاكسة''، عن المألوف الخليجي على صعيد نوعية الأغنيات التي تقدمها، وها هي اليوم تطلق ألبومها الجديد ''مهري غالي'' بعد أن صورت فيديو كليب أغنيتها ''آي آي'' الذي أثار ضجة، إذ ظهرت فيه المحروقي ترقص وهي غارقة في الشوكولا· تقول رويدة المحروقي إن ''فكرته الأساسية لا تتمحور حول الاستحمام بالماء أو بالشوكولا، وانما يصور الكليب ملكة الشوكولا التي تسوقها للناس بأسلوب جريء بعيد عن الابتذال''، مبدية استغرابها من وصف حركاتها الراقصة في الكليب بـ''المثيرة''، بسبب الماء والشوكولا· وتؤكد المحروقي أن الفكرة التي أرادها المخرج حسين دشتي في الكليب لم تظهر كما يجب، بسبب اختزال الكثير من مشاهد الشوكولا في المونتاج· وتتابع ''أنا أسير عكس معظم الفنانات الخليجيات، الشيء الذي كفل لي التميز هو جرأتي الفنية على صعيد الكلمة واللحن والصورة''· أما عن سبب تعاونها مع المخرج الكويتي حسين دشتي وليس مع مخرج لبناني، تقول رويدة ''أردت أن أثبت أنه يوجد لدينا في الخليج العربي مخرجون ذوو حس فني وأسلوب متطور بعيد عن الذي اعتدنا عليه في عدد كبير من الفيديو كليبات الخليجية''· وتصوير الأغنية ليس النقد الوحيد الذي وجه إلى أغنية ''آي آي''، فقد اتهم البعض رويدا بسرقة لحنها من الفنانة المصرية ليلى نظمي، وهو ما تنفيه رويدة، مؤكدة أن ''آي'' مفردة موجودة في الفلكلور الغنائي العربي، وهي تحمل معاني تشجيعية، وبالتالي هي ليست ملكا لأحد''· ورويدة من الفنانات اللاتي يركزن على تناول موضوعات اجتماعية هادفة في أغنياتهم، دون أن تحمل معاني وعظية، وتقول ''صحيح إنني أتجه في أغنياتي إلى الشباب، ولكني أبحث أيضا عن أغنيات تخاطب كل الأعمار، فمثلا قدمت في ألبومي الجديد أغنية (حبايبنا) التي تلقي الضوء على الحياة الزوجية''· وعلى الرغم من عمل رويدة الدؤوب، إلا أن التوتر كان عنوان علاقتها في الفترة الماضية مع شركة روتانا، لكن رويدة تفضل استخدام كلمة ''العتب'' وليس التوتر، وتوضح ''كانت مشكلتي الأساسية مع روتانا هي عدم الترويج لألبومي كما يجب''، مشيرة إلى تأخر صدور ألبومها وتصوير الفيديو كليب الخاص به، وتلفت رويدة إلى أنها ''اليوم فتحت صفحة جديدة مع الشركة بعد إطلاق ألبومها في بيروت''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©