السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سنة أولى فن وإبداع

سنة أولى فن وإبداع
10 نوفمبر 2008 23:44
لا شك أن الفن هو من أهم الأدوات المؤثرة في النفس البشرية والدافعة لها إلى السمو والارتقاء، لعلّ هذا ما دفع الكثير من الأهالي وأولياء الأمور لتشجيع أبنائهم على الالتحاق بدورات تعلم فن الرسم داخل المرسم الحر الملحق بالمجمع الثقافي في أبوظبي، وهناك التقينا بعضاً من النشء ليحدثونا عن خطواتهم الأولى في عالم الرسم والإبداع· قالت سارة السيلاوي إنها عرفت بالمرسم عن طريق بعض صديقاتها والتحقت به منذ 3 سنوات، وتوضح أن ممارستها للرسم أتاحت لها قدراً أكبر من سعة الأفق، وجعلتها تفكر في أشياء لم تكن تفكر فيها من قبل مثل معاني الخيال وحرية التفكير، وكذلك التعمق فيما سوف تكون عليه مستقبلاً، كما أن الرسم أعطاها شعوراً أكبر بالثقة بالنفس لكونها صارت تمتلك هواية ميزتها بين قريناتها، حتى أنهن يلجأن إليها لمساعدتهن في رسم لوحات تذكارية، وهنا تذكر أن إحدى صديقاتها طلبت منها رسم لوحة تجمعها بوالدتها التي كانت سوف ترحل في سفر طويل، وبالفعل رسمت لوحة تجمع بين الأم وابنتها عبرت بها عن ذلك الموقف· تضيف سارة أن أهلها شجعوها كثيراً على ممارسة هذه الهواية لأن وجودها في المرسم لا يؤثر مطلقاً على دراستها، بل أن له تأثيراً إيجابياً، حيث تعلمت كيف ترتب أفكارها وهو ما ساعدها على تحسين درجاتها الدراسية، وتوضح أيضاً أن قدرتها على الرسم تطورت كثيراً منذ التحقت بالمرسم، فهي لم تكن ترسم سوى على ورق عادي ولم تكن تتخيل أن ترسم أي لوحة، ولكنها الآن انتهت من رسم عشر لوحات كاملة لاقت إعجاب معلمتها في المرسم وجميع من شاهدوها· وتشير إلى أنها تنوي أن تصبح مهندسة ديكور مستقبلاً كي تتمكن من توظيف تلك الهواية في عملها، وهو ما سوف يساعدها على النجاح في حياتها العملية· وهي تشجع أي فرد على أن يستخدم الورقة والقلم منذ الصغر سواء للكتابة أو الرسم، لأن هذه الفترة قد تشهد ظهور الموهبة لديه ومن ثم يكون قادراً على أن ينميها· أما فرح صافي فقد ذكرت أنها عرفت بهذه الدورات من خلال والدتها التي كانت تمارس فن الرسم وهي التي شجعتها على الالتحاق بالمرسم منذ عامين ونصف تقريباً، وتوضح أن شعورها وهي تمارس فن الرسم يختلف باختلاف معنى اللوحة التي ترسمها، إذا كانت ترسم لوحة طبيعية فهي تشعر بالانتعاش، ولو رسمت شخصاً فهي تحاول أن تركز على أحد جوانب وجهه بحيث تتمكن من إبراز أي من أعضاء الوجه ليعبر عن الحالة النفسية للشخص الذي ترسمه، وهنا تتأثر بذات الحالة التي يعيشها هذا الفرد· وتذكر فرح أن ممارستها للرسم منحتها شعوراً أكبر بالهدوء والثقة في النفس، وهي تحاول أن تظهر دائماً هذه الموهبة بين أقرانها، فتشعر بشيء من التميز البعيد عن الغرور، وتشير إلى أن التحاقها بدورات الرسم لا يؤثر على دراستها، لأنها لا تمارس تلك الهواية إلا في أوقات الفراغ· شرين أسلم ذكرت أن ممارستها للرسم أكسبتها الهدوء والصبر لأنها تجلس في بعض الأحيان ساعتين كاملتين دون حراك ولا كلام أمام اللوحة، وهو عكس ما كانت عليه في السابق، فضلاً عن شعورها بالمتعة والهدوء النفسي أثناء الرسم، وتضيف أنها التحقت بالمرسم الحر بتشجيع من أهلها بوصفه مكاناً راقياً لتعلم هذا الفن، وهي تسعى دائماً للتوفيق بين ممارسة تلك الهواية وأوقات المذاكرة والامتحانات، وهي تتمنى أن تلازمها هواية الرسم دائماً ولا تنقطع عنها· وبالنسبة إلى محمود العلي فهو يعرب عن شعوره بالفرحة والابتهاج لممارسة فن الرسم، الذي أعطاه شعورا بالثقة والتميز لكونه يمتلك موهبة فطرية مكنته من أن يلتحق بدورات المرسم الحر، بالرغم من أنه في ذلك الوقت كان أصغر عن السن القانونية المطلوبة للالتحاق بالمرسم بعامين، ومن قبل كان ملتحقاً بمركز المواهب للأطفال، وهو أيضاً يقع داخل المجمع الثقافي· وإلى الآن تمكن محمود من رسم ثلاث لوحات حازت إعجاب جميع من شاهدها· و أشار محمود إلى أن فن الرسم ساعده على التفوق الدراسي، لأنه يمثل الترفيه الذي يمارسه نهاية الأسبوع فيبدأ أسبوعه الدراسي التالي بحالة من النشاط الذهني والتركيز، مضيفاً أن هذه الرسم سوف يساعده في حياته العملية مستقبلاً لأنه ينوي العمل في التصميم الخارجي للسيارات، ومزاولته للرسم تساعده في التعرف على أبعاد السيارات الخارجية ومنحنياتها بدقة· ويقول يزن لحام إن والدته ساعدته على الالتحاق بالمرسم منذ حوالي عام، وهو يشعر بالسعادة لأنه يمارس الرسم بالألوان، التي يراها مسألة ممتعة للغاية وتفتح له آفاقاً للخيال الواسع لما سوف تكون عليه لوحاته عندما ينتهي منها، ويؤكد على أن الرسم يساعده كثيراً على التركيز ولا يعطله مطلقاً عن الدراسة، وبصفة عامة فهو يحب الرسم والتصميمات ويتمنى أن يصبح فناناً مشهوراً في المستقبل· أهداف الدورة في إطار زيارتنا للمرسم التقينا الأستاذة ''جينا الشريف'' المسؤولة عن دورات الرسم التي قالت إن هذه الدورات متعددة الأهداف تذكر منها: 1-تحقيق رغبة الطالب في تعلم فن الرسم· 2-تنمية الموهبة الموجودة لدى النشء لمرحلة أعلى· 3-شغل أوقات الطلبة في تعلم شيء مفيد ينعكس إيجاباً على شخصياتهم وسلوكياتهم· وتوضح جينا أن المرسم يحتضن أصحاب المواهب ويساعد على وصولهم إلى قدر أكبر من التعليم، وهو ما يؤهل أياً منهم لأن يصبح فناناً في المستقبل· وأشارت إلى أن مساعدة الأهالي لأولادهم على الالتحاق بالمرسم يُعد نابعاً من وعي الأهالي بالفن وأهميته، وكذا حبهم لأولادهم ليكنوا نشئاً متميزين، وتعتقد أن وعي الأهالي من أهم أسباب نجاح نشاط المرسم الحر الخاص بالنشء·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©