الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بين الأمل والألم

19 يونيو 2018 23:50
مرة أخرى نستسلم في الدقائق الأخيرة، ونرمي المنديل لنخرج من المباراة بيد فارغة، وأخرى لا شيء فيها، وهذا ما حصل لمنتخب تونس خلال لقائه مع نظيره الإنجليزي، بعد أن «سرق» هاري كين كرة في الوقت بدل الضائع وأسكنها شباك الحارس بن مصطفى، لتغادر تونس الميدان بـ«لقب شرفي» يقول «إنها سجلت أول هدف للعرب في هذا المونديال»، وبرغم أننا تلهينا مرة أخرى بمثل هذه الألقاب الزائفة أو بالأحرى بالقشور، في حين أخذ غيرنا اللب، وتمتع بخطوة عملاقة نحو العبور، إلا أننا نسأل -وليس لدينا غير السؤال- لماذا عجزت كل المنتخبات العربية عن فعل ما يثلج صدور الجماهير؟ وكيف ينجح لاعب واحد «رونالدو» في تسجيل ثلاثية بمفرده فيما يفشل أكثر من خمسين لاعباً عربياً شاركوا في المباريات الأولى في الوصول إلى شباك المنافسين إلاّ بركلة جزاء جاءت يتيمة وحزينة..؟ وحتى لا نبحث كثيراً عن جواب قد لا يأتي، نريد فقط أن نؤكد الفوارق الكبيرة بين العقلية العربية والأوروبية في مثل هذه المناسبات الدولية، ففي الوقت الذي يبحث فيه اللاعب العربي بصفة عامة، والتونسي والجزائري والمغربي والمصري بصفة خاصة، عن المال، نشاهد بأمهات أعيننا أين ينشط نجوم بقية العالم، فهذا في الريال، والآخر في البارسا، والثالث في المان يونايتد واليوفي وبيارن مونيخ، وغيرها من الأندية التي لا يشق لها غبار، ولا تزال أمواج التغيير تتقاذف الواحد منهم حتى يجد له مستقراً في أحد النوادي الكبيرة، وفيما يرضى لاعبونا بأول اقتراح مادي يقلب حياتهم رأساً على عقب، فيرفضون الرحيل إلى أي مكان آخر في الدنيا، طالما أن أنديتهم تدفع لهم ما يريدون، ولنا في النجم التونسي الغائب الكبير عن هذا المونديال يوسف المساكني أكبر دليل على ما نقول، بعد أن رضي بالأرقام المالية مع الدحيل، وأضاع على نفسه أكثر من فرصة للاحتراف في أفضل البطولات العالمية، والنتيجة أنه لم يتطور فيما تطورت أرقامه البنكية، وأمثال المساكني كثيرون ما زال يسكنهم حلم الاحتراف المغلوط، وتحسين وضعياتهم الاجتماعية، من دون التفكير في أوضاعهم الكروية، وبالتالي لا تبحثوا كثيراً عن سبب تخلف الكرة العربية في انطلاقتها مع هذا المونديال طالما لاعبونا عموماً لا يبحثون عن الإضافة، بقدر ما يفتشون عن المال. على جناح الأمل أحلى ما في المونديال أن يتحول نصف شعوب الكرة الأرضية إلى محللين، يناقشون ويبررون ويلعنون ويشتمون بلا رقيب ولا حسيب، ويؤكدون أن الوضع يحتمل هذه المرة كل الآراء برغم اختلاف الرؤى وبرغم اختلاف الهوى، ونسي هؤلاء الفروق الكثيرة بين الواقع والحقيقة، وبين العويل في الصحراء ورجع الصدى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©