الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب مغاربة يتفننون في البحث عن المغامرة فوق «العجلات»

شباب مغاربة يتفننون في البحث عن المغامرة فوق «العجلات»
12 مايو 2013 20:50
سكينة اصنيب (الرباط) - أصبحت حياة فئات عريضة من الشباب المغربي أكثر استهتارا وأقل عطاء وباتت اهتماماتهم بعيدة عن التحصيل العلمي، وتكوين رصيد ثقافي يساعدهم على بناء مستقبلهم ومستقبل بلادهم. وتتعد أساليب وأنماط ظاهرة استهتار وتسكع الشباب، وهي كلها طرق خاطئة وأساليب ضارة لا تبررها الحاجة للترفيه والتجديد ولا وقت الفراغ الطويل. ولعل أبرزها استخدام الأحذية ذات العجلات التي يتنافس مستخدموها على إبراز مواهبهم من دون الالتفات إلى أخطارها على سلامتهم وسلامة من حولهم. سيما وإنهم يمارسون هذه الرياضة في الشوارع وبين السيارات والمارة. تمتلئ مقاهي وشوارع وأسواق المغرب بشباب همهم الوحيد التسكع والرقص عند الإشارات المرورية، وتبادل الأغاني الهابطة والصور ومقاطع الفيديو المخلة أو قيادة السيارات بجنون، فيما يفني بعضهم زهرة عمرهم في الدردشة على النت والمكالمات التليفونية الطويلة أو المراهنة في ألعاب الحظ، وإقامة الحفلات ليلا والنوم نهارا وإزعاج الجيران بالموسيقى الصاخبة. استعراضات خطيرة يصف شرطي المرور سعيد عبد العالي تحركات بعض المراهقين الذين كانوا يتنقلون باستخدام أحذية ذات عجلات ويجوبون الشارع في كل الاتجاهات، بأنهم «مغامرون يتسابقون مع السيارات من دون احترام للأولوية أو العلامات المرورية، وفي وجو يسوده تنافس حاد بينهم من أجل حيازة موقع متقدم عن بقية أفراد المجموعة». ويقول «هذا المشهد بات يتكرر في جميع الشوارع الكبرى كمقدمة لظاهرة جديدة بدأت تكتسح الأوساط الشبابية وبشكل لافت للانتباه وسوف تزداد حدة مع أجواء الصيف والعطل»، مضيفا أن «هذه الممارسات قد أصبحت تشكل متاعب حقيقية للسائقين والراجلين نتيجة عدم تقيد ممارسي هذه الهوايات باحترام إشارات المرور أو التمييز بين الطريق والرصيف والاتجاه الممنوع». ويشير إلى أن السلطات تتخذ إجراءات صارمة ضد هؤلاء المستهترين المغامرين، ولا تأخذها الرحمة بهم لأنهم لا ينتهون إلا إذا تم عقابهم. هوايات المغامرين أصبحت رؤية الشبان الذين يثيرون الانتباه بخفة حركاتهم ومراوغاتهم الذكية، وكذلك حسن التعامل مع الأرضيات المختلفة أمرا معتادا إلى جانب ألبستهم الغربية وحتى طريقة حديثهم المشفرة التي يصعب على غيرهم فك طلاسمها. إلى ذلك، تقول سارة بنحمو (عاملة استقبال في أحد الفنادق) «لقد أصبحت مناطق بعينها قبلة للعديد من ناشدي الاستمتاع وتمضية الوقت في التنقل عبر الشوارع باستخدام وسائل متعددة قصد التزحلق بين السيارات بكل يسر ومهارة ترقى إلى مستوى العروض البهلوانية، وإذا كانت هذه الهوايات قد ترسخت منذ سنوات في الأحياء الراقية فإنها لا تزال في بداياتها بالنسبة للأحياء الشعبية التي تعرف اكتظاظا وكثافة سكانية كبيرة الأمر الذي ينعكس على الأجواء الاحتفالية ويسهم في خلق بعض المضايقات للمارة نتيجة التصرفات الطائشة لهؤلاء الشبان». ويؤكد الشــاب ياسين العلوي، البالغ من العمر 16 عاما، أنه أحد هواة هذه رياضــة التزلج على العجلات والمدمنين على ممارسـتها بشكل يكاد يكون يوميا رغم مخـاطـرها الكبيرة. ويضيف أن المتعة التي يشعر بها خلال التزحلق قد تدفع به إلى عدم التفكير في المخاطر والعواقب. ويعترف العلوي أن الخطأ مهما كان بسيطا فهو يعرض صاحبه لإصابات وكسور بليغة، خاصة إن البعض تأخذهم الحماسة إلى درجة القيام بحركات خطيرة من أجل إبراز تفوقهم على أقرانهم في هذا المجال، كما يؤكد ياسين صحة كلامه من خلال الإشارة إلى بعض الندوب والجروح على أطرافه. عدو الشباب تعتبر أجواء الصيف مناسبة تتحول خلالها الشوارع إلى حلبات لسباقات سرعة من نوع خاص أبطالها أصحاب دراجات نارية كبيرة الحجم لا يخضعون لقانون مسابقات أو لعبة، ولكن لأهوائهم فقط ولعل هذه الأخيرة أشد خطورة من سابقتها نظرا لما تخلفه من ذعر بين المارة بسبب ضجيج المحركات وسرعتها الخطيرة. وغالبا فإن أصحاب هذه الدراجات يستغلون الفرصة لإزعاج مستعملي الطريق بحركات ومراوغات تربك السائقين الآخرين في أجواء استعراضية كالسياقة على عجلة واحدة ورفع العجلة الأخرى في الهواء لمسافات طويلة، ناهيك عن خوض سباقات تحدي بين أصحاب الدراجات يقطعون خلالها الشوارع ذهابا وإيابا في سرعة قياسية، وطبعا فإن احترام قانون السير وسلامة الآخرين يأتي في آخر القائمة بالنسبة لهؤلاء الشبان. في هذا الإطار، يقول الأخصائي الاجتماعي إبراهيم حمادي إن الفراغ هو العدو الأول للشباب وهو السبب في بروز الظواهر السيئة في صفوفهم. ويضيف «غياب دور الأهل والمدرسة والمصلح الاجتماعي يكرس هذه الظواهر التي تتطور بدورها إلى جرائم وانحراف وإدمان، وفي أحسن الحالات فإن تأثير هذه الظواهر ينتقل إلى حياة الشاب المستقبلية فيدمن السياقة بسرعة جنونية والغياب عن العمل وتصبح حياته خالية من المسؤولية». نصيحة أهل الاختصاص للحد من انتشار هذه الظواهر السلبية بين الشباب، يدعو الأخصائي الاجتماعي إبراهيم حمادي إلى تشجيع الشباب على قضاء أوقات فراغهم فيما ينفعهم، من خلال إنشاء مراكز متعددة للشباب تقدم الدعم النفسي والاجتماعي لهم، وتنمي هواياتهم وتشغل وقت فراغهم بالرياضة والمطالعة، إضافة إلى ضرورة العمل على تقريب وسائل الإعلام المحلية من الشباب وتسخيرها لمحاربة مثل هذه الظواهر الخطيرة، والحد من استهتار الشباب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©