الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

المستحيل ليس سعودياً

19 يونيو 2018 23:44
في كتابه «كرة القدم بين الشمس والظل»، يصف الكاتب الأوروجوياني إدواردو جاليانو اللاعب بأنه ذلك الذي «يركض لاهثاً على شفير الهاوية.. في جانب تنتظره سماوات المجد.. وفي الجانب الآخر هوة الدمار». ثم يضيف: إنهم يدفعون له من أجل توفير التسلية، لقد ربح اليانصيب، وبالرغم من أنه يتوجب عليه أن ينضح عرقاً، دون أن يكون له الحق في التعب أو الخطأ، فإنه يظهر في الصحف والتلفزيون، وتردد الإذاعات اسمه، والنساء يتنهدن من أجله، والأطفال يريدون تقليده، أما هو الذي بدأ يلعب من أجل متعة اللعب، في الشوارع الترابية للأحياء الهامشية، فقد صار يلعب الآن في الاستادات الكبرى من أجل واجب العمل، وهو مجبر على الربح أو الربح. اقتبست تلك الكلمات من كتاب جاليانو الشهير، وهو الذي طالما لازمني في كثير من أفكاري الكتابية، وبعد لحظات طويلة من شرود الذهن والسباحة العميقة في لجة التفكير في المباراة المصيرية التي ستجمع المنتخب السعودي ومنتخب أوروجواي في الجولة الثانية من منافسات مونديال روسيا، وجدت نفسي أهتدي إلى قناعة بأن الأمل في تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة المرتقبة، إن بالفوز أو حتى التعادل ليس في جيب إدارة المنتخب «الأخضر»، ولا في حقيبة مدربه الأرجنتيني خوان بيتزي، وإنما معقودة في أقدام اللاعبين. أفهم جيداً أن لكل فرد في المنتخب السعودي مسؤولياته التي ينبغي أن يؤديها قبل الدخول إلى المباراة، لكنني أفهم قبل ذلك - وهكذا علمتنا كرة القدم- أن اللاعب هو بطل حكايتها، ولا ينازعه في ذلك أحد، فهو تماماً مثل الممثل، الذي مهما تكن القصة التي سيمثلها فائقة الإبداع، والسيناريست الذي سيحولها لعمل فني متمكناً من أدواته، والمخرج بارعاً في أدواره، فإن العمل الفني لن تكون له قيمة ما لم يكن الممثل متجلياً في تأدية أدواره. لذلك لفتتني مقولة جاليانو حين قال إن اللاعب يركض لاهثاً على شفير الهاوية.. في جانب تنتظره سماوات المجد.. وفي الجانب الآخر هوة الدمار اللاعب، وأنه مجبر على الربح أو الربح، وهكذا ينبغي أن يدخل لاعبو المنتخب السعودي للمباراة، حيث لا مجال للخسارة التي تعني حزم حقائب العودة، وتوديع المونديال حتى قبل مواجهة مصر الأخيرة في دوري المجموعات، ولن يكون ذلك إلا بتفجير كل طاقاتهم الفنية والمعنوية، وهم قادرون على ذلك، إذا ما استحضروا أنهم يدافعون عن بلد عظيم، يرفرف في سمائه علم لا إله إلا الله محمد رسول الله، وإذا ما تذكروا أنهم هم أنفسهم قد بلغوا المونديال من بوابته الصعبة يوم أن دكوا حصون اليابان وأسقطوا محاربي الساموراي في مباراة جدة الشهيرة، والتي أثبتوا فيها أن المستحيل ليس سعودياً، وهو الشعار الذي ينبغي أن يدخلوا به المباراة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©