أشرف جمعة (أبوظبي) - استطاع مهرجان نادي بني ياس الثقافي الأول، منح طلاب مدارس المنطقة المحيطة به فرصة حقيقية لاستثمار مواهبهم عبر ثمانية أيام من الأنشطة والفعاليات المختلفة التي شكلت بؤرة اهتمام العديد من المؤسسات التعليمية التي شاركت بقوة في هذا الحدث البارز الذي يهدف إلى تقديم مواهب شابة إلى المجتمع الإماراتي، ليأتي ختام المهرجان في صورة مضيئة عبر تقديمه أمسية شعرية جمعت عدداً من شعراء الدولة البارزين في الشعر النبطي بلغته المحكية الجاذبة، وقدرته على التواصل الحميم مع كل فئات المجتمع الإماراتي، وعبر هذا المهرجان الذي أقيم تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس نادي بني ياس، والذي قدم نموذجاً في تكاتف الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية والدينية في تمازج عجيب حلّق بأبناء مدارس منطقة بني ياس والمناطق المحيطة به في أجواء من الأنشطة المثيرة والفعاليات التي أظهرت إبداعاتهم الشخصية في مجالات متنوعة.
وإذا كان المهرجان لفت أنظار الجميع واستحق الإشادة من كل الذين تابعوه وشاركوا في فعالياته، فإن رئيس اللجنة الثقافية ورئيس اللجنة المنظمة للمهرجان سالم جريب الحارثي، يرى أن الأهداف تحققت بجدارة عبر الأيام الماضية قائلاً: الحضور من الجماهير كان مذهلاً خصوصاً وأن النادي مشهور بأنشطته الرياضية وتحليقه في سماء البطولات، وهذا الجمهور الذي كان يسعى لمشاهدة المباريات بحماس أصر على الحضور إلى الخيم التراثية والسوق الشعبي ومتابعة معرض الكتاب وبقية الأنشطة بالحماس نفسه الذي يستقبل به إحراز الأهداف ونشوة الانتصارات، ويتابع: ما من شك في أن مكاسبنا اليوم كبيرة فنحن اكتشفنا مواهب حقيقية وطاقات بشرية في مجالات ثقافية وفنية وألعاب شعبية تراثية ومواهب أخرى تحفظ كتاب الله عز وجل، ما جعل إدارة النادي تفكر في تطوير هذا المهرجان وبعث روح جديدة فيه، في الدورات المقبلة. ويشير إلى أن الطلاب الذين حضروا من مدارس مختلفة وشاركونا في هذا المهرجان ارتبطوا بالنادي وهو ما يعني أننا سنكون متنفسهم من أجل إبراز مواهبهم ومهاراتهم في المجالات كافة.
وبالنسبة للأمسية الشعرية التي استقطبنا فيها أسماء لامعة وشعراء لهم حضور قوي في الساحة الثقافية الإماراتية مثل ماجد طويره المنهالي وسعود مبارك المصعبي وحمد غانم الهاجري وناصر يوران النيادي، يوضح الحارثي أنها أمتعت الجميع وقدمت كلمات معبرة هي عصارة أفكارهم ومن وحي إبداعاتهم في إطار الشعر النبطي الجميل الذي يزخر بأصوات قادرة على أن تجمع الناس على الكلمة وتبث في وجدان الناشئة حب هذا الميدان الرحب الذي يطلق العنان لخيالهم ويحفز الموهوبين منهم على التفوق وكتابة أشعار جميلة تصقل مواهبهم الفردية.
ومن جانبه، يؤكد مدير إدارة الإعلام والاتصال الخارجي بنادي بني ياس هاشم المحمد، أن المهرجان قدم لوحة تشكيلية اشترك في تحديد معالمها أبناء المدارس الذين أظهروا إبداعات عارمة وتفاعلوا مع المعاني الوطنية التي جسدها المهرجان حيث أن إدارة النادي سعت بقوة إلى تحفيز النشء من أجل اكتشاف أنفسهم، خصوصاً وأن منطقة بني ياس تزخر بكنوز إبداعية، وكان من الطبيعي أن نبرزها وأن نساندها لتستمر في تقديم أفضل ما لديها بما يفيد المجتمع في المستقبل بما تملك من إمكانات، بمشاركة ما يقارب من 20 مدرسة.
وتوجت هذه الفعالية بتقديم رائع في الختام من الشاعر ومقدم برنامج شاعر المليون حسين العامري، الذي بين أن الناس في حاجة إلى مثل هذه المهرجانات حتى تتكامل الأنشطة الرياضية إلى جانب الثقافية، في إطار بديع إذ إن كلا منهما يكمل الآخر، ويلفت إلى أن بني ياس والمناطق المحيطة به استفادت كثيراً من هذا المهرجان الذي قدم بالفعل مواهب صغيرة في السن لكنها كبيرة في القيمة.
عدد اليوم
