الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كندا.. وموقف ترامب من «نافتا»

23 يناير 2017 22:01
لن يكون الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب موجوداً، ولكنه سيؤثر تقريباً في المناقشات كافة التي تعقدها حكومة رئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو»، التي ستجتمع قبيل بدء محادثات تجارية قارّية مرتقبة. وقد التقى «ترودو» ووزيرة الخارجية «كريستيا فريلاند»، وكبار المشرعين الليبراليين الآخرين في «كالجاري» بهدف اكتشاف طريقة لتقليص الخسائر من أي إعادة تفاوض على اتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية «نافتا»، بينما تعتزم إدارة ترامب التحرك هي أيضاً سريعاً من أجل إعادة ضبط علاقاتها مع جارتيها كندا والمكسيك. وقد قلّل المسؤولون الحكوميون في كندا من شأن المخاوف حتى الآن، وتحدث «ترودو» مع ترامب يوم السبت الماضي، ليهنئه بتنصيبه، ويسلط الضوء على حجم الصادرات الأميركية إلى كندا. بيد أن آخرين، يحذرون من أن الواقع التجاري الجديد سيؤثر سلباً بالتأكيد على البلاد. وفي هذا السياق يقول «جون بيرد»، وزير الخارجية الكندي السابق، الذي يعمل الآن مستشاراً لدى مؤسسة «بنيت جونز»، إنه «لا توجد طريقة واقعية لكي نعيد التفاوض بصورة أفضل لكندا على اتفاق نافتا». وأضاف: «إن الدعوة إلى التغيير تدفعها نزعة حمائية متصاعدة في أنحاء الولايات المتحدة، وليس فقط في البيت الأبيض». وكندا هي أكبر المشترين للبضائع الأميركية، وهي ورقة يعتمد عليها «ترودو» في طرحه مع ترامب. كما أنها أيضاً من بين أكبر مصادر الواردات الأميركية، لاسيما أنها مصدر مهم للنفط الخارجي. ويأتي اجتماع الحكومة في «كالجاري»، عاصمة المنطقة النفطية في كندا، في وقت أضر فيه تراجع أسعار البترول بالاستثمارات، وأدى إلى ارتفاع معدلات البطالة في ألبيرتا إلى زهاء 9 في المئة في نوفمبر، مقارنة بأقل من 5 في المئة خلال العامين السابقين. وقد ذكّر رئيس الوزراء ترودو الرئيس ترامب يوم السبت الماضي بأن كندا هي أكبر سوق لـ35 ولاية أميركية، وكان قد أرسل كذلك كبار مساعديه، ومن بينهم «فريلاند»، لعقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين في الإدارة الجديدة، مثل «ستيفن بانون» و«جيرد كوشنر»، في ديسمبر الماضي. ويرى «مايكل ويلسون»، السفير السابق لدى الولايات المتحدة ووزير المالية الذي ساعد في التفاوض على اتفاقية «نافتا»، أنه من المبكر جداً التكهن بماهية تأثير سياسات ترامب على كندا، ولاسيما أن اقتصادها، يمكن أن يستفيد، على سبيل المثال، من حدوث قفزة في النمو الأميركي. وذكر «ويلسون»، الذي يشغل في الوقت الراهن منصب رئيس مجلس إدارة الوحدة الكندية لبنك «باركليز»، أن «أية اتفاقية تجارية يمكن أن تبرم مع بعض التعديلات والتحديثات». وقد اتسم خطاب التنصيب الذي ألقاه دونالد ترامب بنبرة حاسمة بشأن السياسات الخارجية، مؤكداً على مبدأ «أميركا أولاً»، ولكن المسؤولين في حكومة «ترودو» لم تبدُ عليهم علامات الاندهاش. وأوضحت «فريلاند» في تصريحات إعلامية عقب الخطاب، «بصفتي وزيرة لخارجية كندا، فبالنسبة لي كندا أولاً». ومن المقرر أن تقود «فريلاند»، الفريق الكندي في أي محادثات بشأن «نافتا». وبدوره يشير «ستوكويل داي»، الذي عمل وزيراً للتجارة في ظل إدارة سلف «ترودو» المحافظ «ستيفن هاربر»، إلى أن كندا قد تجد آذاناً صاغية إذا تمكنت من ترويج أجندتها كداعمة للوظائف الأميركية. وأضاف «داي»، الذي يعمل في الوقت الراهن مستشاراً لدى شركة «ماكميلان»: «إن أي حل، يمكن من خلاله القول إن ذلك سيوفر فرص عمل في أميركا، ستكون هناك فرصة كبيرة جداً لأن يجد قبولاً». وذكر «جون بيرد» وزير الخارجية السابق، أنه لن يتفاجأ إذا أصدر ترامب إخطاراً بأنه سينسحب من «نافتا»، كتكتيك تفاوضي. وكانت «فريلاند» قد انسحبت من محادثات في بلجيكا قبل أن تتوصل في النهاية إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي الخريف الماضي، وهو ما يشي بأن كندا من الممكن أن تفعل ذلك الآن أيضاً. وقالت لقناة «سي بي سي» إن لديها خبرة في الانسحاب من على مائدة المفاوضات بشأن الاتفاقات التجارية، و«أعتقد أن علينا دائماً أن نكون متأهبين لأن نفعل ذلك بأنفسنا». * كاتب ومحلل سياسي يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©