الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تقنية الـ VAR.. «العدالة» تحت «الحصار»

تقنية الـ VAR.. «العدالة» تحت «الحصار»
19 يونيو 2018 23:37
محمد حامد (دبي) «أعيدوا لنا الخطأ البشري العفوي، الذي لا تحاصره شكوك التعمد، ونوايا الظلم، نحن نثق أن الغالبية الكاسحة من الحكام لا يتعمدون الخطأ، وفي حال ارتكبوا بعض الأخطاء فهي أفضل كثيراً حينما نضعها في ميزان المقارنة مع التقنية التي تفتقد للشفافية والوضوح، مما يمهد لواقع مؤلم خلاصته أن نار الجدل ستظل أقوى من حلم العدالة» هذا هو لسان حال الإنجليز، وما يريده البرازيليون، بل هو ما يؤكدون عليه في أستراليا، ويبدو أن تقنية حكم الفيديو المساعد التي يساندها الفيفا بكل قوة تتحول بفعل الجدل المحيط بها إلى نار قد تحرق ثوب العدالة. جون كروس كتب عبر صفحات الميرور الإنجليزية: «لماذا لم يحصل هاري كين على ركلتي جزاء أكثر وضوحاً من تلك التي تم احتسابها للمنتخب التونسي؟ ولماذا لم يتحدث هؤلاء الذين يجلسون خلف الشاشات مع حكم المباراة ليخبروه أن هناك خطأ ما؟ على أي حال نحن الآن أمام تقنية كانوا يطمحون إلى جعلها هي الحل، ولكنها تتحول إلى مشكلة بسبب الجدل المحيط بها، الآن سوف يدركون أننا على حق لأننا قررنا في إنجلترا تأجيل استخدام هذه التقنية في البريميرليج، وإخضاعها لمزيد من التجارب». ما تحدث عنه كروس يتعلق بما حدث في موقعة تونس وإنجلترا التي انتهت بفوز منتخب «الأسود الثلاثة» الإنجليزي بهدفين لهدف بصعوبة بالغة، فقد سجل هاري كين هدف الفوز في الدقيقة 92 من المباراة، مما يعني أن الإنجليز كانوا على وشك الخروج من المباراة دون تحقيق الفوز، وفي هذه الحالة كانت الشكوى من أخطاء الحكام، وعدم اللجوء لتقنية الفيديو في واقعتي كين داخل منطقة الجزاء التونسية سوف ترتفع حدتها على حد تأكيدات الصحافة اللندنية. وسخر جاري لينيكر نجم وهداف إنجلترا السابق والإعلامي الكروي الحالي من تقنية حكم الفيديو المساعد، بقوله: «إنها تقنية النكتة الكبيرة»، وعلى خطاه يسير تيري بوتشر، وفرانك لامبارد، وغيرهما من نجوم الكرة الإنجليزية سابقاً، والذين يظهرون في الاستديوهات التحليلية للقنوات الإنجليزية والعالمية حالياً، فقد كان هناك ما يشبه الإجماع على أن عدم اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد، وعدم تفعيلها لأسباب مجهولة أضر بالمنتخب الإنجليزي، وفقاً لما يعتقد نجوم إنجلترا، والصحافة اللندنية. وفي البرازيل لما يتمالك مارسيلو نجم السيليساو نفسه، ليسأل عن فائدة وجود الشاشات الكبيرة، والعيون الكثيرة في الغرفة المخصصة لكشف أخطاء الحكام، فأشار إلى أن هدف التعادل السويسري في مرمى المنتخب البرازيلي جاء من خطأ واضح ارتكبه ستيفن زوبير ضد جواو ميراندا مدافع السامبا الذي تعرض للدفع من الخلف، مما ساعد اللاعب السويسري على تسجيل هدف التعادل، وقال مارسيلو تعليقاً على ذلك: «أعتقد أن تقنية حكم الفيديو المساعد موجودة من أجل الاستخدام، هذا أمر بديهي، ولكن ما فائدتها إذا كانت هناك حالات تستدعي استخدامها ولا يتم ذلك، كان يتوجب عليهم إصدار قرار ما، لا أعلم ماذا يحدث بالضبط». الأمر لم يتوقف عند حدود تصريحات مارسيلو، والتي قد لا تكون مؤثرة، خاصة أن مثل هذه التصريحات تتكرر من اللاعبين عقب المباريات التي يخفقون خلالها في تحقيق نتائج إيجابية، ولكن ما حدث في مباراة البرازيل وسويسرا دفع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم إلى إصدار بيان، يحمل تساؤلات مباشرة للفيفا حول ما حدث، وما هي أسباب عدم اللجوء لتقنية حكم الفيديو المساعد في واقعتين محددتين، وهما دفع ميراندا من الخلف في لحظة تسجيل هدف سويسرا، وعدم احتساب ركلة جزاء لمهاجم البرازيل جابريل جيسوس كان من شأنها تغيير مسار ونتيجة المباراة. وطرح البرازيليون تساؤلات تبدو مشروعة حول هوية من يتخذ قرار مراجعة بعض الحالات المثيرة للجدل، وهل تم فعلياً أي تواصل بين حكام تقنية الفيديو المساعد وبين حكم الساحة أم لا؟ وهو ما يعني أن الشفافية مفقودة في مثل هذه الحالات، مما دفع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم للإطلاع على تسجيل صوتي لما حدث بين الأشخاص الذين يشرفون على التقنية وبين الحكم الرئيسي الذي يقوم بإدارة المباراة. وفي أستراليا أكد ترينت سينسبوري لاعب المنتخب الأسترالي رداً على سؤال حول ركلة الجزاء التي حصل عليها المنتخب الفرنسي بعد تشاور بين الحكم وبين حكم الفيديو المساعد أنه ليس من المشجعين لهده التقنية أبداً، مشيراً إلى أن رؤيته لا علاقة لها بما حدث خلال المباراة أمام فرنسا، مشيراً إلى أن الجدل الكبير الذي يحيط بهذه التقنية يجعلها أبعد ما تكون عن إرساء قواعد العدالة التي يبحث عنها الجميع، وأشار في الوقت ذاته إلى أن الأمر ليس بيده لتغيير هذا الواقع أو إلغاء هذه التقنية، بل يجب على الجميع التعامل معها باعتبارها أمراً واقعاً. على الجانب الآخر من الصورة هناك شعور بالرضا من جانب الفيفا عن تقنية حكم الفيديو المساعد، فقد أكد متحدث باسم الفيفا قبل أيام أن القرارات التي تم اتخاذها في مباريات المونديال بناء على هذه التقنية مرضية جداً، مشيراً إلى أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، فقد استفادت منتخبات فرنسا وبيرو والسويد من قرارات تحكيمية تم اتخاذها بناء على تفاهمات بين حكم المباراة وحكام الفيديو، وعلى الرغم من استفادة البعض إلا أن الاعتراف من جانب هذه المنتخبات بأهمية التقنية لا يعادل الشكوى منها، ومن عدم تفعيلها بصوة صحيحة، حيث يرتفع صوت الجدل، وسط اتهامات بعدم وضوح الرؤية وغياب الشفافية فيما يتعلق بهوية من يتخذ القرار، ومن يطلب مراجعة بعض الحالات، وغيرها من الأمور المعقدة التي مازالت تشكل لغزاً حائراً سواء للجماهير أو اللاعبين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©