الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرميثي: التعصب الرياضي لم يصل إلى مستوى الظاهرة في الإمارات

الرميثي: التعصب الرياضي لم يصل إلى مستوى الظاهرة في الإمارات
12 مايو 2015 22:29
منير رحومة (دبي) حظيت ندوة «الإعلام والتعصب الرياضي» التي أقيمت أمس ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي، وشارك فيها معالي اللواء محمد خلفان الرميثي نائب القائد العام لشرطة أبوظبي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، وعز الدين ميهوبي وزير الاتصال الجزائري السابق، وحسن المستكاوي الكاتب والناقد الرياضي، وأدارها الإعلامي مصطفى الأغا، باهتمام واسع لما طرحته من مواضيع حساسة ومحاور مهمة تبرز الدور الإعلامي في تفشي ظاهرة التعصب الرياضي بوطننا العربي، وانتشار مظاهر العنف بملاعبنا، والتسبب في عواقب وخيمة وصلت إلى حد الكوارث. واستعرضت الندوة تجارب مختلفة من وطننا العربي في تقييم أداء وسائل الإعلام لهذه الظاهرة السلبية التي انتشرت في رياضتنا، مع التطرق إلى السبل الكفيلة الحد منها، وتفعيل دور الإعلام الإيجابي في معالجتها. واعتبر معالي اللواء محمد خلفان الرميثي نائب القائد العام لشرطة أبوظبي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، خلال مداخلته، أن التعصب الرياضي لم يصل إلى مستوى الظاهرة بالإمارات، وأنه يقتصر على بعض التصرفات الفردية من فترة إلى أخرى، على عكس بعض الدول العربية الأخرى التي تفشى فيها التعصب الرياضي، وخلف نتائج سلبية، وصلت إلى حد الكوارث الحقيقية التي راح ضحيتها مشجعون أبرياء. وأشار الرميثي إلى أن قانون حماية أمن المنشآت والفعاليات الرياضية، الذي سيبدأ تطبيقه بملاعبنا بداية من الموسم المقبل سيساهم في نشر القيم الإيجابية، ويعزز قاعدة أن الرياضة فوز وخسارة، ويجب تقبلها في كلتا الحالين، من دون تعصب أو خروج عن الروح الرياضية. وأشار إلى أن الولاء والانتماء من العوامل المهمة المطلوب توفرها لدى كل شخص رياضي، لكن عندما تتحول إلى تعصب أعمى فيتحول ذلك إلى خطر حقيقي، يمكن أن تكون له انعكاسات سلبية مادية أو معنوية. وأضاف أن الإعلام له دور أساسي في انتشار التعصب أو الحد منه، وذلك حسب كيفية أداء الدور الإعلامي للمؤسسة الإعلامية، مشيراً إلى أن ما تعيشه مجتمعاتنا العربية في السنوات الأخيرة من انتشار القنوات التلفزيونية، وكثرة البرامج الرياضية والملاحق الرياضية المتخصصة، أوجد بعض الظواهر السلبية، مثل الصحف المحسوبة على بعض الفرق المعينة أو البرامج التلفزيونية التي تستضيف محللين منحازين لفريق معين على حساب الفرق الأخرى، وبالتالي تقديم انطباعات وآراء غير موضوعية، قد تثير مشاعر الجماهير الأخرى. وأكد الرميثي أن بعض وسائل الإعلام تركز في تناولها الإعلامي على الظواهر السلبية بشكل يساهم في تنمية التعصب الرياضي بدلاً من التركيز على الإيجابيات التي تقوي التحلي بالروح الرياضية وتنميها لدى الجماهير. وذكر أن دوري الدرجة الأولى بالإمارات شهد حادثة على درجة كبيرة من الروح الرياضية عندما نسي فريق الشعب ملابسه خلال المباراة التي جمعته برأس الخيمة على ملعب دبا الفجيرة، وعلى الرغم من إمكانية استفادة فريق دبا الفجيرة الذي يستضيف المباراة، إلا أنه تطوع بتقديم ملابسه لفريق الشعب لخوض المباراة، مفضلاً إعلاء مبدأ الروح الرياضية على حساب الاستفادة من نقاط المباراة إذا لم تجر. وأوضح أن هذه الحادثة الإيجابية لم تلق الصدى الإعلامي الإيجابي، وتم التركيز فقط على نسيان الملابس، إلى درجة أن الصحفي راشد الزعابي فقط هو الذي تناول هذه الحادثة الإيجابية في عموده. وطالب الرميثي وسائل الإعلام بأن تبني على الإيجابيات، وأن تشجع اللاعبين والمسؤولين والجماهير على هذا السلوك الإيجابي، لما فيه من فوائد كبيرة تحد من التعصب الرياضي. وشدد أيضاً على أن بعض البرامج التي تُعنى بالتواصل مع الجماهير قد تلعب دوراً خطيراً في زيادة تكريس التعصب عندما تنقل بعض التصريحات التي تتضمن تعد على فرق أخرى أو إساءة إلى جماهير منافسة، في الوقت الذي يجب أن يتعامل البرنامج بمسؤولية حتى تبقى ردود فعل الجماهير في الإطار الرياضي البحت. وبخصوص مدى حاجتنا إلى فرض الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي لتفادي انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، رفض الرميثي أي رقابة على كل ما يخص التواصل الاجتماعي، لأنها متنفس للجماهير للتعبير والمشاركة بآرائها، لكنه نبه إلى أنها مساحة للتواصل الإيجابي وليس للسب والشتم، محذرا وسائل الإعلام من خطورة نشر تصريحات أو أخبار فيها نوع من التعصب الرياضي. ونبه الرميثي إلى الدور الكبير والأساسي الذي يلعبه الإعلام في حل مشاكل التعصب الرياضي، معتبراً أن الإعلام الإيجابي هو الذي يعي المصلحة الوطنية العليا في تناوله الإعلامي للشأن الرياضي، لأن الرياضية لعبة تجمع ولا تفرق، ملمحاً إلى أن بعض الظواهر السلبية بدأت تطل برأسها في مجتمعاتنا مثل ظاهرة الألتراس التي برزت لدى بعض جماهير العين والوصل، معتبراً أن هذه الظاهرة غريبة عن مجتمعاتنا ، والأفضل أن نعود إلى روابط المشجعين . وختم الرميثي مداخلته بالتشديد على دور لجنة الإعلام الرياضي في تقديم المزيد من المبادرات لتفعيل دورها في الحد من التعصب الرياضي والمساهمة بفاعلية في مساعدة وسائل الإعلام على القيام بدورها الإيجابي على أكمل وجه. أكد أن الحال لن تنصلح إلا بتغيير الخطاب الإعلامي المستكاوي: تحول الإعلامي إلى مشجع يفقده دوره المسؤول دبي (الاتحاد) تطرق حسن المستكاوي الناقد الرياضي إلى ما يسمى بالإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي والدور الخطير الذي تقوم به في تفشي ظاهرة التعصب الرياضي، معتبراً أن هذه الوسائل تحولت إلى شياطين حقيقية بسبب عدم وجود سقف لهذه الحرية التي يمارسها البعض في المجال الرياضي. وأضاف أن التعصب منه الحميد الذي يدعم الانتماء، ومنه السلبي العنيف والذي يتحول إلى جريمة يعاقب عليها القانون. واستشهد المستكاوي بدراسة فرنسية أجريت على نخبة من الأندية الأوروبية المشهورة بالعنف، وتبين أن الملاعب هي المتنفس الوحيد أمام الشباب في مجتمعهم. وتطرق أيضا إلى حادثة مأساة ملعب بورسعيد، التي اعتبرها نتيجة لاحتقان عمره خمس سنوات بين جماهير الفريقين، تسبب في كارثة بكل معنى الكلمة، مشيراً إلى أن الإعلام يمكن أن يتسبب في كارثة حقيقية، سواء عن طريق معلقي المباريات أو الكتابات الصحفية أو الاستوديوهات، خاصة إذا حملت نزعة تحريضية وتعصبية. وطالب المستكاوي رؤساء الأندية بأن يكون لهم دور فعال في التعامل مع الجماهير، خاصة بالنسبة للفرق صاحبة القاعدة الجماهيرية الكبيرة، لأنه مسؤول وليس مشجعا. وأكد المستكاوي أن الخطور الحقيقية تكمن عندما يتحول الإعلامي إلى مشجع فيفقد دوره المسؤول والقائم على الأخلاق المهنية، مشيراً إلى أن بعض المعلقين يبيعون الوهم للجماهير ويحولون المباريات إلى بطولة وطنية، مما يحيد بالرياضة عن أهدافها الحقيقية وتتحول إلى حالة من التعصب الخطير. وختم المستكاوي بأن الحد من التعصب الرياضي في مجتمعاتنا العربية لن يتحقق إلا بتغيير الخطاب الرياضي وتصحيح المفاهيم حتى يؤدي دوره بكل مسؤولية. عز الدين ميهوبي: أزمة الجماهير المصرية والجزائرية صنعها إعلام فاقد لأخلاقيات المهنة دبي (الاتحاد) أوضح عز الدين ميهوبي وزير الاتصال الجزائري السابق أن ظاهرة التعصب الرياضي قديمة ومنتشرة في أغلب الدول بالعالم، وبلغت نماذج مختلفة من التطرف في التشجيع والانتماء للفرق مثل قيام مشجعي بوكاجونيور الأرجنتيني بتخصيص مقبرة خاصة لأنصار الفريق. واستعرض ميهوبي أبرز حادثة شهدتها الكرة العربية في السنوات الماضية، والتي حصلت بين منتخبي مصر والجزائر، معتبراً أن الإعلام كان له دور كبير في ما حصل من انفلات أخلاقي بسبب وجود إعلام فاقد لأخلاقيات المهنة ويسعى إلى الاستثمار في العواطف، خاصة من قبل الدخلاء على المهنة. وشدد على أن الإعلام يجب أن يعرف سقفين في عمله، الأول هو أن سقف عمله هو المهنية، والثاني أن سقف المهنية هو الأخلاق. وأضاف أنه لا بد من سقف للعمل الإعلامي، مستدلاً بالتجربة التي قامت بها إنجلترا للقضاء على ظاهرة الهوليجانز. وأثار ميهوبي أيضا قضية العلاقة بين رئيس النادي والجماهير، معتبراً أن العلاقة الحالية غير قائمة تماماً في الوقت الذي يجب أن يكون له دور فعال في توجيه المشجعين للتحلي بالروح الرياضية. وشدد على أن هيئات المجتمع المدني مطالبة بدورها بتحسيس المجتمع بخطورة العنف وأهمية الحد منه لحماية مجتمعاتنا من هذه الظاهرة الخطيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©