«بي بي» تعين أول مدير عام أميركياً للمجموعة

أعلنت المجموعة النفطية البريطانية بريتش بتروليوم “بي بي” أمس، أن مديرها العام الذي يواجه انتقادات كثيرة لإدارته كارثة البقعة النفطية في خليج المكسيك، سيترك منصبه أول أكتوبر المقبل ليحل مكانه الأميركي بوب دادلي، مبينة أن رحيل توني هيوارد (53 عاماً) تقرر بـ”اتفاق مشترك” معه. وتزامن نبأ رحيل هيوارد مع إعلان الشركة أمس، أنها ستتحمل تكاليف استثنائية تصل إلى 32.2 مليار دولار نتيجة لحادث تسرب النفط في خليج المكسيك مما أدى إلى تكبد خسائر فصلية قدرها 16.97 مليار دولار في الربع الثاني من العام الحالي. وبالتوازي، حذر البيت الأبيض الشركة النفطية العملاقة من أن تغيير مديرها العام، لن يعفيها من التزاماتها. ووافق مجلس إدارة “بريتش بتروليوم” على دادلي في منصب المدير العام بدلاً من هيوارد، حسب ما أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” على موقعها الإلكتروني في وقت متأخر مساء أمس الأول. وقال كارل هنريك سفانبرج رئيس مجلس إدارة الشركة “مأساة انفجار البئر ماكوندو والأضرار البيئية اللاحقة كانت نقطة تحول.. “بي.بي” لا تزال شركة قوية.. لكنها ستكون شركة مختلفة من الآن فصاعداً”. وقالت “بي.بي” إن دادلي الذي يرأس حالياً العمليات الأميركية للشركة سيباشر مهامه الجديدة من لندن وسيسلم مهامه الحالية إلى لامار مكاي. ودادلي (54 عاماً) هو أول مدير عام غير بريطاني لـ”بي لبي”، وتعيينه يهدف بشكل خاص إلى طمأنة الأميركيين. وأبلغ هيوارد الصحفيين في مؤتمر بالهاتف “أعتقد أنه من المستحيل للشركة أن تمضي قدماً في الولايات المتحدة في حالة استمراري وجهاً لها.. لذا أعتقد أنه لمصلحة “بي.بي” ولا سيما لمصلحة “بي.بي” في الولايات المتحدة، يتوجب علي أن أتنحى”. وسيحصل هيوارد على راتب عام بما يعادل 1. 45 مليون جنيه إسترليني (1.6 مليون دولار). وباستبعاد أثر التسرب النفطي وجميع التكاليف غير التشغيلية، تبلغ أرباح “بي.بي” 4.98 مليار دولار وهو ما يتماشى مع متوسط توقعات 11 محللاً استطلعت رويترز آراءهم. ولا يشمل هذا الرقم المكاسب أو الخسائر المتعلقة بأي تغير في قيمة مخزونات الوقود أي أنه يعادل صافي الربح كما تعرفه قواعد المحاسبة الأميركية. وفي بيان ثالث قالت “بي.بي” إنها تعتزم بيع أصول تصل قيمتها إلى 30 مليار دولار على مدى الثمانية عشر شهراً القادمة وخفض مستوى صافي ديونها إلى ما بين 10 مليارات و15 مليار دولار على مدى الفترة ذاتها. وقالت الشركة إنها ستدرس موقفها بشأن توزيعات الأرباح النقدية في المستقبل عندما تعلن نتائج أعمالها للربع الأخير من العام. من ناحية أخرى قال جرمان خان أحد مالكي تي.ان.كيه-بي.بي الروسية أمس، إن الشركة تساند تعيين “بي.بي” لهيوارد لعضوية مجلس إدارتها. ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر قريبة من الملف أن على دادلي أن يتصل بالسكرتير العام لـ”البيت الأبيض” رام ايمانويل بمجرد أن يصبح تعيينه سارياً، بالإضافة إلى مستشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الطاقة والمناخ كارول براونر لطمأنة الإدارة الأميركية بأن “بي بي لن تتخلى عن خليج المكسيك”. وتابع المصدر”سيصر على أن خليج المكسيك من أولويات” المجموعة. من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس “إن قرر رئيس مجلس إدارة بريتش بتروليوم برحيل هيوارد، أمر مستقل.. الأمر الواضح أن “بي بي” لا يمكنها ولا ينبغي عليها ولن تغادر الخليج من دون تحمل مسؤولياتها في إغلاق البئر وتنظيف الضرر الحاصل، وتعويض المتضررين”. ويأتي رحيل الرئيس التنفيذي لبريتش بتروليوم عقب الانتقاد الشديد لطريقة مواجهته للتسرب الكارثي الذي حدث نتيجة انفجار حفار ديب ووتر هورايزون في خليج المكسيك في 20 أبريل الماضي. وأكدت الشركة العملاقة إن تكاليف مواجهة التسرب النفطي في خليج المكسيك بلغت 2ر32 مليار دولار. كما أعلنت أيضاً عن تعديل محفظتها المالية بما في ذلك نحو 30 مليار دولار في شكل مبيعات للأصول على مدى الشهور الـ 18 المقبلة. إلى ذلك، أعلنت الحكومة الأميركية الليلة قبل الماضية، أن عملاق النفط البريطاني ستبدأ مرحلة الغلق التام للبئر المنكوبة اعتباراً من الأسبوع المقبل على أفضل تقدير، معلنة وللمرة الأولى، عن موعد زمني لإنهاء أسوا كارثة تسرب نفطي في تاريخ الولايات المتحدة.