الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السمكة والمقلاة

23 يناير 2017 22:00
هذه الفكرة مقتبسة من الكاتب ستيف جودير يُروى أن صياداً كان السمك يعلق بشبكته بكثرة، وكان موضع حسد من زملائه الصيادين. وذات يوم، استشاطوا غضباً عندما لاحظوا أن الصياد المحظوظ يحتفظ بالسمكة الصغيرة، ويرجع السمكة الكبيرة إلى البحر، عندها صرخوا فيه، ماذا تفعل؟ هل أنت مجنون؟ لماذا ترمي السمكات الكبيرة؟ أجابهم الصياد «لأني أملك مقلاة صغيرة». نحن نفعل كل يوم ما فعله هذا الصياد. ونرمي بالأفكار الكبيرة والأحلام الرائعة والاحتمالات الممكنة لنجاحنا خلف أظهرنا على أنها أكبر من عقولنا وإمكاناتنا، كما هي مقلاة ذلك الصياد، هذا الأمر لا ينطبق فقط على النجاح المادي، بل أعتقد أنه ينطبق على مناطق أكثر أهمية، نحن نستطيع أن نحب أكثر مما نتوقع، أن نكون أسعد مما نحن عليه، أن نعيش حياتنا بشكل أجمل وأكثر فاعلية مما نتخيل. يذكرنا أحد الكتاب بذلك فيقول: «أنت ما تؤمن به»، لذا فكر بشكل أكبر، احلم بشكل أكبر، توقع نتائج أكبر، وادع الله أن يعطيك أكثر. ماذا سيحدث لو رميت بمقلاتك الصغيرة التي تقيس بها أحلامك واستبدلتها بواحدة أكبر؟ وقررت أن لا ترضى بالحصول على أقل مما تريده وتتمناه، فحياتك يمكن أن تكون أكثر فاعلية وأكثر سعادة مما هي عليه الآن. وتقترب من الله أكثر وتزداد به ثقة وأملاً؟ الحلم الكبير سيضع أمامنا أهدافاً تشغلنا صباح مساء لتحقيقها وإنجازها، فليس لنا عذر. هناك العشرات من المقعدين والضعفاء حققوا نجاحات مذهلة. هناك عاهة واحدة فقط قد تمنعنا من النجاح والتفوق وتحويل التفاؤل إلى واقع. إنها الحكم على أنفسنا بالفشل والضعف وانعدام القدرة. الصياد الذي لا يجني إلا السمكات الصغيرة لا بد أن يتخذ خطوة إيجابية. أن يغير مكان الاصطياد، أن يستخدم صنارة أخرى، أن يتخير وقتاً آخر، فالتفاؤل وحده لا يغني ولا يسمن، لكن التشاؤم هو القاتل الذي أجرم في حق عشرات من الشباب والشابات الذين نراهم هنا وهناك، تعلوهم نظرة الحيرة واليأس. فلنتخذ معاً خطوات إيجابية بثبات، ولنتوكل على خالقنا. حسين العكله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©