الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء قمة أبوظبي يناقشون توفير فرص تعليم متطورة للأطفال

خبراء قمة أبوظبي يناقشون توفير فرص تعليم متطورة للأطفال
11 مايو 2012
اختتمت القمة العالمية للنهوض بالتعليم أعمالها مساء أمس الأول في أبوظبي بعد يومين من مشاركة أكثر من 200 خبير متخصص في الشأن التعليمي بينهم 40 متحدثاً رئيسياً في مقدمتهم جودون براون رئيس وزراء المملكة المتحدة سابقا، وعدد من القيادات التعليمية في العالم. وشهدت الجلسات الختامية للقمة مناقشات علمية لعدد من القضايا في حتياجات مجتمع المعرفة، ومكافحة الفقر،وتوفير فرص تعليم متطورة للأطفال في البلدان النامية ، إضافة إلى المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات العالمية في تزويد هؤلاء الأطفال بتعليم يعتمد على التكنولوجيا المتطورة. وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم لـ “ الاتحاد” على أن القمة تعتبر جسرا للتواصل الفكري والعلمي مع عدد من دول العالم المتقدم ، والإطلاع على التجارب الرائدة في مجال التعليم بتلك الدول، إضافة إلى اطلاع المشاركين من قيادات تعليمية على ما يشهده قطاع التعليم في إمارة أبوظبي والدولة من نهضة وتطوير في مختلف المجالات،مشيراً إلى أن رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أبوظبي للتعليم،لأعمال القمة عززت من نجاحها وبعثت برسالة إلى المشاركين حول مكانة التعليم في أجندة الأولويات الوطنية للدولة. وكشف معاليه عن أن جميع الحوارات والنقاش الذي شهدته جلسات القمة سيتم توثيقه وطرحه للميدان التربوي للإفادة منه في دعم خطط وبرامج تطوير التعليم في إمارة أبوظبي والدولة. تجربة فنلندا ومن جانبه أشار الدكتور رفيق مكي مدير مكتب التخطيط الإستراتيجي بالمجلس إلى أن الجلسات الختامية تضمنت خطابين لكل من تاريا هالونين، رئيسة دولة فنلندا السابقة والتي امتدت فترة رئاستها لمدة 12 عاماً وانتهت في مارس 2012، ومحيى الدين ياسين، نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم في ماليزيا، وتناولا في كلمتيهما دور الحكومة بكافة أطرافها، ورؤيتها حول مسألة النهوض بالتعليم،كما اتفقا على أن الأهداف الرئيسة للتعليم تتمثل بزيادة رأس المال البشري وتطوير إمكاناته بهدف المحافظة على اقتصادات الدول. وقالت تاريا هالونين:باعتبار أننا نعيش في دولة صغيرة لا يزيد عدد سكانها عن 5 ملايين نسمة، فقد كان ضرورياً بالنسبة لنا أن نستغل جميع موارد رأس المال البشري. وأكدت أنه من أبرز الأولويات التي يجب اعتمادها هو إشراك فئة الشباب، وتطوير المعرفة التقنية للعاملين الأكبر عمراً وللمتقاعدين أيضاً، وذلك من أجل استمرار التعليم في كافة مراحل الحياة، وليكون الجميع قادراً على مجاراة التغيرات التكنولوجية. وأضافت:علينا أن نهتم بتعليم البالغين، ويجب أن نتذكر أن المهارات التي تتمتع بها الأجيال الأكثر شباباً لن تدوم طويلاً وسيتم إهمالها بشكل سريع في حال لم تخضع للتطوير والتحديث. تجربة ماليزيا وقدم محيى الدين ياسين تجربة ماليزيا في تطوير التعليم وتطرق إلى مسألة تسارع التغيرات التكنولوجية في ظل عولمة الاقتصاد قائلا:علينا أن نستوعب فكرة أن الاقتصاد العالمي يتأثر على نحو كبير بالابتكار،وعلى الدول المتقدمة أن تضمن قدرة أنظمة التعليم على إنتاج العاملين القادرين على العمل على أساس الابتكار والمعرفة. وقال:إن دولة ماليزيا لم تكن استثناءً في هذه اللعبة،وقد تمكن الماليزيون من تحقيق تقدم ملحوظ،ونحن نخصص نسبة تصل إلى 20% من الميزانية السنوية للتعليم،وبالتالي بعد مرور خمسة عقود منذ الإعلان عن استقلال الدولة، تمكنا من زيادة أعداد الطلاب المسجلين في التعليم الأساسي بنسبة 96%، كما استطاعت ماليزيا أن تخلق فرص العمل في عدد من القطاعات الاقتصادية المنافسة، وتمكنا بالتالي من زيادة الدخل ، ونحن نؤمن أن ذلك يعود إلى الالتزام المتواصل بتحسين فرص التسجيل في التعليم. واتفق ياسين وهالونين على أن مشاركة كافة أطراف المجتمع تعد من الأمور الأساسية من أجل الوصول إلى تغيير إيجابي في نظام التعليم. وأشار ياسين:إن النجاح بالنهوض في التعليم يعتمد بشكل أساسي على إشراك جميع المعنيين في منظومة التعليم،وعلى الحكومة أن تجعل هؤلاء المعنيين يشعرون بأهمية دورهم في تنفيذ عملية النهوض بالتعليم،ولدينا أكثر من 400 ألف مدرس وأكثر من 16 مليون طالب من خلفيات اجتماعية واقتصادية ودينية متعددة، ولكن، نحن نؤمن أننا جميعاً متفقون على أمر واحد وهام وهو أن نوعية التعليم يجب أن ترتقي إلى أعلى المستويات. وأوضح أن الأمر الأساسي هو توفير حق التعليم لجميع الأطفال في كل مكان،وفي حال عدم تطبيق ذلك فلن تتوزع فوائد التعليم على الأطفال بشكل عادل. نماذج دولية وأظهرت دراسة النماذج الدولية التي تضمنت كل من ماليزيا وفرنسا وكندا مدى أهمية إشراك المجتمع وضرورته البالغة. وفي النموذج الكندي الذي اختير من مقاطعة آلبرتا والتي تعتبر من أفضل النظم التعليمية التي تعتمد اللغة الإنجليزية أداءً على مستوى العالم،وتعد مبادرة “ألبرتا” للتفاعل المدرسي من أهم عناصر نجاح نظام التعليم،وقد أطلقت المبادرة بعد تشاورات كبيرة في المجتمع، حيث يتم إشراك الطلاب في مؤتمرات سنوية تناقش مستوى النظام التعليمي. تشيلي والأرجنتين وأكد آلن بال رئيس اتحاد الطلاب الأوروبيين، على أهمية المبادرات التي تركز على احتياجات الطلاب ومتطلباتهم. وسأل الحاضرين عن وجود أنظمة التعليم تقلل من شأن الطلاب هذه الأيام،وحذر قائلاً:قد يكون الطلاب أكثر العناصر المحافظة في المنظومة التعليمية، وذلك لأنهم يتوقعون الكثير من النظام التعليم،والسؤال الذي يجب طرحه هو هل يمنحون وعوداً مبالغ فيها بالنسبة للبيئة التعليمية وفرص العمل المستقبلية؟. وأعرب سيرجيو بيتار، وزير التعليم السابق في تشيلي، وعضو “حوار دول القارتين الأميركيتين”عن ثقة أكبر بقدرة الطلاب على الدفاع عن أنفسهم. قائلاً:يشكل طلاب الجامعة عنصراً سياسياً بالغ الأهمية، ليس فقط في قطاع التعليم بل يظهر دورهم أيضاً في إصلاح النظام الضريبي والتغييرات الدستورية كجعل التعليم حق عام على سبيل المثال ، كما أكد أنه لدى هذه القوة الشبابية قدرة كبيرة على جعل التعليم العالي متاحاً للجميع بشكل مجاني. واتفق المتحدثون على أهمية التكنولوجيا في التواصل مع الشباب والصغار، وعلق جون كلود كوتور من مؤسسة آلبرتا للمدرسين قائلاً:”يجب أن نتذكر أن علم التربية هو مصدر الابتكار وليس التكنولوجيا”،وقد ظهرت جهود لنشر التكنولوجيا في الصفوف الدراسية،ففي النموذج الأرجنتيني،وضعت سيلفينا كفيرتز، وزيرة التعليم الأرجنتينية، سياسة تقضي بتوزيع 3,700 جهاز كومبيوتر محمول للطلاب في المرحلة الثانوية وللمدرسين وللطلاب ذوي الحاجات الخاصة، وتعد هذه الخطة أكبر مشروع توزيع للتكنولوجيا حول العالم “ . وتعتقد سيلفيا أن الأهداف الأساسية للبرنامج تمثلت بردم الهوة التكنولوجية ومضاعفة نتائج التعليم عن طريق توسيع مجال التواصل بين المدارس، واستخدام برمجيات التعليم ذات المصدر المفتوح، وتدريب المعلمين، وتوفير أدوات التعليم كالكتب الالكترونية التي تكمل مصادر المدرسة. وقال الدكتور عبداللطيف الشامسي، مدير عام معهد التكنولوجيا التطبيقية على هذه الجهود التي تعمل على إدخال عنصر التكنولوجيا إلى الصف الدراسي. وعلق قائلاً: نحن بأمس الحاجة للتكنولوجيا لجذب الطلاب وذلك لأن الهوة التي بينهم وبين المعلمين مستمرة بالتوسع. وتشكل التكنولوجيا تحدٍ كبير للمعلمين الذين يتعاملون مع جيل تربى على استخدام هذه التجهيزات الحديثة. علينا أن نتخذ قرارات حاسمة في بعض الأوقات، وقد تكون هذه القرارات مصيرية، وعلينا أن نحقق التغيير وأن نستغل الحماس الذي يتميز به الطلاب بشكل إيجابي. وحذر آكسل ريفاز مدير برنامج التعليم في مركز “الأرجنتين لتطبيق السياسات العامة لتحقيق العدالة والنمو”من الجانب السلبي لاعتماد التكنولوجيا بشكل سريع، بقوله: “قد يؤثر التطبيق السريع لاستخدام التكنولوجيا بشكل سلبي على عدد من المعلمين،وربما لن يقوم بعض المدرسين باستخدام أجهزة الكومبيوتر ما سيؤدى في النهاية إلى فشل البرنامج كلياً،وعلينا أن نقنع المدرسين بالفوائد التربوية للتقنيات الحديثة، كما نحتاج إلى القيام بتحديد مجموعات من المدرسين وأن نتفهم هوياتهم الثقافية لإيجاد الطريقة المثلى للتواصل معهم. هذه هي الطريقة الوحيدة لتطوير قدرات المدرسين المؤمنين بالأهداف التعليمية “. النموذج الفرنسي أما النموذج الفرنسي فقد طرح للتحذير من اعتماد الإصلاحات السريعة، ووصف جيرارد أشيري، المدير العام السابق لمؤسسة سينديكال أونيتير، هدف خطة الإصلاحات بتخفيض أعداد الموظفين خلال مدة عام واحد فقط، ولكن إذا أردت تطبيق الإصلاح فيتوجب علينا اتباع الشروط التالية: استغلال الوقت اللازم لمناقشة خطة الإصلاح وكيفية تطبيقها وتطويرها، وعدم الخلط بين الأهداف،وفي حال أردنا أن نطبق خطة إصلاحية بهدف تحسين النوعية فعلينا ألا نسعى إلى توفير المال في الوقت نفسه. كما يجب أن نتعلم من تجارب الآخرين وأن نستفيد من خبراتهم العالية وأن نعمل معاً على بناء الخطط الإصلاحية بدلاً من أن تقوم بإجبارهم على إدخال التغيير من الخارج. نموذج إماراتي وتحدث خلال الجلسة أيضاً ممثلون عن القطاع الخاص،ففي نموذج اختير من دولة الإمارات، تناول المعنيون خلال حديثهم عنه، التحديات التي يواجها القطاع في إيجاد قوة بشرية عاملة تساعده على بناء صناعات قائمة على المعرفة،وتحدث حميد الشمري، المدير التنفيذي لوحدة مبادلة لصناعة الطيران قائلاً:لدينا في الإمارات ميزات تنافسية لا مثيل لها في العالم، فنحن نمتلك رأس المال والطاقة، كما لدينا الميزة الأهم على الإطلاق والتي تتمثل بالقيادة الرشيدة، ولكن التحدي الأكبر الذي نواجهه يتمثل في رأس المال البشري، لذلك فأنا أعتقد أن النهوض في أنظمة التعليم هو الأمـر الأهم على الإطلاق،نحن قادرون اليوم على إقامة صناعة طيران أو صناعة أشباه الموصلات، ولكن من سيقوم بإدارة هذه الصناعات؟ هذا هو التحدي الذي يشغل بال قادة الصناعات وأنا منهم. وأنهى الدكتور رفيق الجلسة بالحديث عن التحديات التي تواجه كافة الأطراف والقطاعات المعنية بالتعليم:إن الثروة الحقيقية هي الثروة التي تنتقل من جيل إلى آخر، والوسيلة الوحيدة لتحقيق هذا الانتقال، يتمثل ببناء مجتمع واقتصاد قائم على الابتكار، ويساهم في زيادة المعرفة وازدهارها، وإذا كان نمو الاقتصاد لا يشهد أي تطور في بلد ما، فهذا يعني أنه متأخر وعليه أن يقوم بالكثير للحاق بركب التطور. التعليم في الغابات علقت الماليزية نور بابو هاشم، المستشارة في مجال التعليم خلال جلسات عمل اليوم الأخير قائلةً: من أبرز الأولويات في ماليزيا هو العمل على توفير التعليم لكافة فئات المجتمع في كل المناطق،وقد أضحى هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة للمناطق الريفية،وللآباء غير المتعلمين على وجه الخصوص،وتتجلى الصعوبة في كيفية إقناع الآباء غير المتعلمين بضرورة إرسال أولادهم إلى المدارس. وأشارت إلى أن الدولة بذلت جهوداً هائلة لتشجيع مشاركة الأهالي في المدارس وزيادة فاعليتها في المناطق الريفية الفقيرة، ووضع أهالي منطقة “ساراواك” نصب أعينهم هدف مشترك يتمثل في وجود خريج جامعي واحد على الأقل في كل عائلة مع حلول عام 2020. وأكدت أنه ربما ليس بمقدور الآباء تقديم المساهمة المادية، ولكن المشاركة تتم من خلال الجهد البدني والمشاركة في الصفوف المدرسية،وقد اضطر أولياء الأمور للسير لمدة ثلاث ساعات في مناطق الغابات فقط من أجل الترحيب بنا، ويطلب أولياء الأمور الذين يحضرون مع أولادهم وأحفادهم إلى المدرسة حضور دروس لتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب وذلك كنتيجة لمشاهدتهم ما يتعلمه الأطفال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©