الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

معركة الحُديدة خطوة نحو تحرير صنعاء

19 يونيو 2018 22:45
أحمد مراد (القاهرة) توقع خبراء ومحللون مصريون بأن يتم الإعلان عن تحرير مدينة الحُديدة اليمنية قريباً، معتبرين أن تحرير المدينة الاستراتيجية يمثل خطوة مهمة نحو تحرير العاصمة صنعاء من أيدي الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران. وأوضح الخبراء والمحللون أن معركة الحُديدة بعد أن تُحسم لصالح قوات الشرعية والتحالف العربي سوف تفتح باباً كبيراً للتغيرات الكبرى في الساحة اليمنية، وستكون خطوة نحو البدء في مرحلة جديدة سياسياً وعسكرياً، متوقعين أن تحدث تحولات في ولاء بعض القبائل لصالح الحكومة الشرعية. الدكتور حسن أبوطالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ، أوضح أن تحرير مدينة الحُديدة الذي بات قريباً يعني أكثر من مجرد إنهاء سيطرة الميليشيات الحوثية على بعض المدن اليمنية وفشل مشروعها الانقلابي، حيث يعد خطوة نحو تحرير العاصمة صنعاء، التي تظل الرمز الأكبر في معركة إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، وخطوة أخرى نحو البدء في مرحلة جديدة سياسياً وعسكرياً. وأشار الدكتور أبو طالب إلى أن انهيار قوة الميليشيات الحوثية في الحُديدة وفي غيرها من المدن اليمنية، كما هو حادث في الوقت ذاته في صعدة، والتي تعد المنبع الأول للميليشيا الحوثية، ومن قبل في عموم المحافظات الجنوبية، سوف يؤثر على وضعية المفاوض الحوثي باعتباره مهزوماً وليس طرفاً منتصراً، وفي حالات كهذه يكون الانصياع لقرارات الأمم المتحدة والمرجعيات الأخرى التي تحكم الوضع اليمني والتي يجب أن يتم تطبيقها والالتزام بها دون تفريط أو تحوير لأحد أبعادها، موضحاً أن ما تقوم به الحكومة اليمنية الشرعية ومن خلفها التحالف العربي هو إنهاء الانقلاب بكل تداعياته سياسياً وعسكرياً، وليس إقصاء لجماعة معينة من النظام السياسي الذي سيفرض نفسه آجلاً أو عاجلاً، وهي رسالة تحمل دعوة للحوثيين بمراجعة مواقفهم والتوقف عن القتال والبدء بتطبيق القرارات الدولية دون مكابرة أو معاندة. وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «خلال السنوات الثلاث الماضية أعلن أكثر من مرة عن البدء بعمليات عسكرية لتحرير الحُديدة من أيدي الحوثيين، ولكنها كانت تلغى لأسباب لوجستية أو لارتباطات خاصة بمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، كالتي حدثت في الكويت عام 2016، أو لاعتبارات إنسانية، لا سيما أن ميناء الحُديدة، كان هو المنفذ الوحيد المسموح له بدخول السفن التي تحمل مواد غذائية وطبية تحت إشراف الأمم المتحدة». وأضاف الدكتور أبو طالب: «في الأشهر القليلة الماضية شهدت الساحة اليمنية بعض التحولات المهمة التي حدثت في ميزان القوى على الأرض وتمثلت في تحرير ميناء المخا جنوب الحُديدة، وميناء ميدي شمال الحُديدة، وهما ميناءان صغيران مقارنة بميناء الحُديدة، لكن تحريرهما جسد تطورات ميدانية مهمة عنوانها الرئيسي تراجع مسلحي الحوثي وفقدانها القدرة على تجنيد عناصر جديدة تلتزم بالدفاع عنها وعن مشروعها الانقلابي لليمن، وفي المقابل تقدم قوات الجيش اليمني المسنود بالتحالف العربي ومعه قوات المقاومة التهامية والقوات الجديدة التي تم تشكيلها من بقايا الحرس الجمهوري السابق، بعد تحول انتمائها إلى الحكومة الشرعية في أعقاب قيام الحوثيين باغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وأكد الدكتور أبو طالب أن معركة الحُديدة بعد أن تُحسم لصالح القوات الحكومية والتحالف العربي والمقاومة، ستفتح باباً كبيراً للتغيرات الكبرى في اليمن، ستكون بمثابة الخطوة الأولى نحو محاصرة صنعاء وقطع جميع خطوط الإمداد على ميليشيا الحوثي، والمؤكد أن كثيراً من تحولات الولاء لبعض القبائل سيحدث تلقائياً لصالح الحكومة الشرعية، صحيح قد يعاند كبار الحوثيين ويعتبرون الأمر مجرد خسارة معركة عابرة، لكنه عناد سيعني المزيد من الخسائر والسقوط التام في زمن قياسي. ومن ناحية أخرى، شدد الخبير العسكري، اللواء محمد الغباشي، نائب رئيس حزب حماة الوطن، على أهمية النجاحات والانتصارات العسكرية التي حققتها قوات الشرعية اليمنية بمساندة ودعم من قوات التحالف العربي في مدينة الحُديدة الاستراتيجية، مؤكداً أن هذه الانتصارات سوف يكون لها تأثير ملحوظ في عملية تحرير العاصمة صنعاء، سواء عبر العمليات العسكرية أو المفاوضات السياسية. وأشاد اللواء الغباشي بدقة التنسيق والتعاون بين قوات الجيش والمقاومة اليمنية وبين قوات التحالف العربي، وهو الأمر الذي تكلل بنجاح عملية السيطرة على مطار الحُديدة، واصفاً تحرير مطار الحُديدة بأحد أهم الأهداف الاستراتيجية للعمليات العسكرية التي تشهدها مدينة الحُديدة، والتي تقوم بها قوات المقاومة الشعبية وقوات الجيش اليمني مدعومة من قوات التحالف العربي. وتوقع اللواء الغباشي أن تشهد الساحة اليمنية خلال الأيام القادمة تحولات وتطورات واسعة النطاق، سواء بتقدم قوات التحالف العربي والمقاومة والجيش اليمني لتحرير ميناء الحُديدة، أو انصياع الحوثيين للحل السياسي والاتجاه إلى مائدة المفاوضات وإطلاق عملية سياسية شاملة. أما المحلل والكاتب الصحفي، مصطفى السعيد، فأوضح أن الحرب اليمنية دخلت مرحلة جديدة مع بدء العملية العسكرية للتحالف العربي تحت اسم «النسر الذهبي» لتحرير مدينة الحُديدة الاستراتيجية ومينائها الحيوي على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، بعد فشل المفاوضات التي أجراها المبعوث الأممي مارتن جريفيث، الذي طرح على الحوثيين وحلفائهم تسليم الميناء إلى إدارة دولية، لتجنب شن هجوم وشيك عليه من جانب قوات التحالف العربي، لكن الحوثيين وضعوا عدة شروط، من بينها عدم اعتراض البضائع المتجهة إلى مناطقهم. وأشار السعيد إلى أن قوات التحالف العربي سعت إلى إيجاد سبيل يجبر ميليشيات الحوثيين على تسليم الميناء دون قتال، ولكن لم تجد هذه المساعي قبولاً لدى الحوثيين، موضحاً أن أحد أبرز السيناريوهات المتوقعة للمعركة يتمثل في السيطرة السريعة لقوات التحالف العربي على ميناء الحديدة، وهو ما سيشكل ضربة قوية لقوات الحوثيين وحلفائهم، ويقوض من سيطرتهم بفقدان أهم شرايين المساعدات الإنسانية والعسكرية، وسيجعلهم في وضع سيئ عند إجراء أي مفاوضات لإنهاء الحرب، الأمر الذي يجعلهم ينصاعون للقرارات الدولية التي تلزمهم بعودة الأمور إلى نصابها الصحيح، سواء بالعاصمة صنعاء، أو غيرها في المدن والمحافظات اليمنية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©