“دوران شبرا” ليس مجرد مسلسل يتناول أحد أحياء القاهرة الكبرى، وهو حي شبرا العريق ويرصد تفاصيل الحياة فيه، ولكنه نموذج مصغر لمصر باعتباره حياً متميزاً يضم كل الأصناف والأطياف ويناقش العلاقة بين قطبي الأمة المصرية من مسلمين ومسيحيين، وهو تأليف عمرو الدالي وبطولة دلال عبدالعزيز وعفاف شعيب وأحمد عزمي وهيثم أحمد زكي وحورية فرغلي وسامي العدل ونيرمين ماهر وهاني عادل ومحمد رمضان وإنتاج مصر العالمية بالاشتراك مع BBC.
تقول الفنانة دلال عبدالعزيز: “دوران شبرا” لا يناقش فقط مشكلة الفتنة الطائفية في مصر انطلاقاً من أن الحي يضم نسبة كبيرة من الاقباط، لكنه يتحدث عن مصر الواقع، استناداً الى هذا الحي العريق ويعبر عن حقيقة العلاقة بين قطبي الأمة، وهذا خط من خطوط الدراما وليس كلها. فالعمل يتناول أيضاً مشكلات الشباب ويقدم نماذجا من رجال الأعمال، ويرصد الحياة الاجتماعية بكل ما طرأ عليها من حداثة وتغيرات إذ كان الحي يضم نسبة كبيرة من أبناء الطبقة المتوسطة من مسلمين واقباط.
وأوضحت دلال أنها تجسد شخصية “لولا” أرملة مسيحية تعيش على وفاق دائم ومحبة مع جارتها المسلمة “أم سامي” ولديها ابن وحيد ـ أحمد عزمي ـ الذي ورث تركة ثقيلة من ديون الأب الذي أوهم الأم بأن المحل التجاري الذي يديره يحقق دخلاً مادياً كبيراً، بينما هو في حالة انهيار. وأضافت أنها استعانت بأحمد عزمي في فهم بعض الأمور عن الديانة القبطية، لأن عزمي قدم شخصية قبطي من قبل في فيلم “الوعد” مع محمود ياسين.
قضايا شائكة
وقالت عفاف شعيب :أقدم في المسلسل دور “بثينة” التى تعيش لتربية أبنائها وتضحي من أجلهم، ولكن أبناءها لا يعترفون بهذا الجميل، ويحاول كل منهم بيع الشقة التي تسكنها من أجل مصلحته، لذلك يقررون أن تذهب الى دار مسنين، ولكنها تهرب منهم وتسكن عند جارتها المسيحية “لولا” التي ترحب بها.
وقال أحمد عزمي إنه يجسد شخصية “أشرف جرجس” شاب قبطي يتأثر بعلاقة والديه - سامي العدل ودلال عبد العزيز- بالمسلمين من سكان الحي، خصوصاً أنه يشارك بعضهم بعضاً في الأفراح والأحزان، وحينما يتوفى والده يجد المسلمين إلى جانبهم، ليعيش عندما يكبر قصة حب مع فتاة مسلمة، مما يولّد مشاكل وأزمات.
وقال هيثم أحمد زكي، العائد بعد غياب، إن سبب عودته من خلال مسلسل “دوران شبرا” هو أن العمل يرصد بعض القضايا الشائكة، ومنها الفتنة الطائفية في مصر حيث يجسد شخصية “ناصر” الشاب الفقير الذي يواجه مشاكل عديدة لأنه “مسجل خطر”، فيظل طيلة أحداث المسلسل متهربا من الشرطة، إلى أن يتم القبض عليه.
أما حورية فرغلي التي تطل للمرة الأولى عبر الشاشة الصغيرة، بعد دورها في فيلم “ كلمني شكرا”، فتجسد شخصية “عزة” التي تجد نفسها العائل الوحيد لوالدتها وشقيقتها وتتوالى الأحداث.
واقع الحياة المصرية
وأكد المخرج خالد الحجر أن “دوران شبرا” يدور بين مجموعة من الشخصيات التي تسكن حي شبرا ومن خلال حياة هؤلاء يبرز التسامح بين سكان شبرا في أعمار وأنماط مختلفة يتصارعون أحيانا ويتفقون أحياناً أخرى، ورغم تلك الضغوط التي يتعرضون لها لزعزعة تلك العلاقة القوية فإن الحب بينهم أقوى.
وأضاف الحجر: “دوران شبرا” كتبه عمرو الدالي وهو نقل حقيقي عن واقع الحياة المصرية وإن كان هذا النقل في شكل درامي، وهذا شجعني على خوض أولى تجاربي الدرامية من خلال عمل درامي اجتماعي.
وعن تصوير المسلسل قال الحجر: غالبية أحداث المسلسل يتم تصويرها بأماكنها الطبيعية في شبرا ومناطق أخرى بالقاهرة حتى أحقق المصداقية بين الصورة والحدث واستعنت بمدير التصوير الإنجليزي نيك ساندروس.
وعن تغيير اسم المسلسل والاستقرار علي “دوران شبرا” قال الحجر: السيناريست عمرو الدالي غير اسم المسلسل من “13 شارع شبرا” الى “دوران شبرا” خاصة أن الأول كان اسمًا مؤقتًا، فعندما بدأ عمرو كتابة العمل منذ ما يقرب من 10 سنوات أطلق عليه “شبرا” ولكننا وجدنا أنه اسم عام وشامل، كما أن هناك رواية قديمة تحمل نفس هذا الاسم كتبت في التسعينيات، وحتى لا يحدث أي لبس في التفاصيل اخترنا اسم “13 شارع شبرا” كاسم مؤقت للعمل الى أن اتفقنا في النهاية على “دوران شبرا”.
وحدة وطنية
قال المخرج خالد الحجر: المسلسل بطولة جماعية حيث إن الشخصيات جميعها تلعب أدوارها بشكل رئيسي، وتم توظيف كل ممثل في الدور الذي يناسبه ويستطيع أن يحقق فيه الصدقية، وقررت عقب 25 يناير الماضي أن أغير نهاية المسلسل بعض الشيء لكي نكون مواكبين للمرحلة الجديدة التي نعيشها حاليا، وسأنهي المسلسل بخروج المسلمين والمسيحيين في مظاهرات، كما سأبرز الوحدة الوطنية التي ظهرت في ميدان التحرير عندما حمى المسيحيون المسلمين وهم يؤدون صلواتهم.
عدد اليوم
