الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علاقة الأم بابنتها المراهقة بين التشدد والتسيب

علاقة الأم بابنتها المراهقة بين التشدد والتسيب
15 مايو 2011 19:43
لم تشغل قضية تربوية خبراء التربية والعلاقات الإنسانية، مثلما شغلت طريقة تعامل الآباء والأمهات والمربين عامة بالفتى أو الفتاة في عمر المراهقة. وتعددت الآراء والاتجاهات حيال كيفية وطبيعة ولغة "خطاب الأم لابنتها المراهقة" ما بين التشدد والتسيب والجهل والضبابية والغموض والحيرة. الاختصاصية والخبيرة التربوية سلوى البهكلي، تحدد طبيعة ولغة هذا الخطاب عبر موقع "نور الإسلام": "من المؤسف أن عدداً كبيراً من الأمهات لا يهتممن بإسداء النصح والإرشاد إلى بناتهن، إما حياء أو تقصيراً أو إهمالاً. ولا يدركن أنهن بذلك يمكن أن يحكمن على بناتهن بالشقاء مدى الحياة. فمن المفترض على الوالدين أن يولوا أبناءهم الكثير من الاهتمام، خاصة في المراحل الحساسة من أعمارهم، وعلى الأم أن تصادق ابنتها في سن المراهقة، وأن ترفع الكلفة معها في حدود الاحترام الواجب، وأن تقوم بدورها لتبصيرها دون خدش لحيائها، وتعلمها كيفية الحفاظ على نفسها وتزرع فيها الثقة بنفسها، وتجعلها تدرك أنها هي وحدها المسؤولة عن صيانة نفسها، وعليها مراقبتها وإرشادها إلى الطريق السوي وتقوية الجوانب الدينية لديها، وتربيتها على مراقبة الله في السر والعلن، والارتباط بالرفقة الصالحة لتجنب مواطن الفساد، وأن تدعوها إلى الاتجاه إلى العفة والتسامي". معالم الرسالة توجز البهكلي، رسالتها إلى الأمهات: "عندما تصل الفتاة إلى سن الفهم والإدراك تحتاج الأم إلى أن ُتعّرف لها هويتها الجنسية، وأنها أنثى، وأنها لا بد أن تحافظ على هذه الهوية، فمعظم المشاكل التي تحدث نتيجة الجهل وقلة الرقابة وسوء التربية. فلو تعرضت الفتاة لمواقف التحرش الجنسي من قبل المحيطين بها، فكيف يمكنها أن تتعامل معها وهي لا تدرك خطورة هذا الأمر؟ لذا من المهم أنه منذ الصغر على الأم أن توضح لها هويتها الجنسية وتبين لها ضرورة المحافظة على تصرفاتها وسلوكياتها. ويجب على الأم تهيئة ابنتها لمواجهة مظاهر النمو الفسيولوجي الطبيعي لجسمها حتى لا تشعر بالحرج أو الارتباك أو القلق. وعلى الأم توجيه الفتاة منذ صغرها إلى ألا تقوم بأية ممارسات خاطئة كلمس أعضائها التناسلية بشكل متكرر أو ملحوظ. وتضيف البهكلي: "من المهم أن نعرف أن قضية الثقافة الجنسية ليست مسؤولية الأم فقط، لأنها قد تكون غير مؤهلة لذلك، لكن المسؤولية تقع على الأسرة بأكملها ويمكن أن تقوم بذلك الأخت الكبرى، أو الخالة أو العمة، أو من يوثق بهم وبخبرتهم وبعقليتهم التربوية من الأقارب. وعلى الأم تعليم ابنتها كيفية تنظيف المناطق التناسلية منذ الصغر، لأن هذه المناطق لها خصوصيتها وحرمتها ويجب معرفة كيفية التعامل معها بعناية". الأسئلة المحرجة تقول البهكلي: "يجب التعامل مع تساؤلات الأطفال بشكل جدي وعدم التهاون بها، فكثير من الكثير من الأمهات يتبعن سياسة القمع إذا ما سألتها ابنتها أي سؤال محرج لا تستطيع الرد عليه بسبب الخجل أو الحياء الزائد لديهن. فلا تحصل الطفلة على الجواب المناسب، ولا تسمع سوى عبارات معينة "هذا عيب" أو "هذا خطأ " أو "لا تسألي عن هذا الموضوع مرة أخرى". وتتوالى عليها عبارات التعنيف والتوبيخ، فتضطر الفتاة إلى البحث عن الإجابة من مصادر أخرى، فتقع فيما لا يحمد عقباه، لذا على كل أم أن تراعي هذه النقطة وتحاول أن تجيب ابنتها على تساؤلاتها مهما كانت، ولكن في حدود الأدب والمعقول، وعليها أن تبسط لها الإجابة وتجعلها وافية كافية حسب عمرها لكي لا تضطر للبحث عن الجواب بطريقة غير مناسبة، لكن المشكلة أننا نلاحظ أن بعض الأمهات يقعن في حرج كبير عندما يردن أن يخبرن أبناءهن بأبسط المعلومات الجنسية، لكن على كل أم أن تدرك أن الصعوبة ستكمن لديها في البداية فقط، ولكن حينما تبدأ الأم مع ابنتها في تناول هذا الموضوع بشيء من الخصوصية بعيداً عن بقية الأهل، وبعد أن تشرح لها الأساسيات الضرورية التي يجب عليها أن تعرفها دون أن تتخطى الحدود، سيسهل عليها فيما بعد أن تتفاعل مع تساؤلات ابنتها وترد عليها كما يجب بطريقة سهلة وبسيطة، ويفترض أن يكون لدى الأم الوعي والمعرفة الكافية بالمعلومات والثقافة الجنسية الصحيحة التي يجب أن تنقل للأطفال دون إفراط أو تفريط. ومن المهم أن تعرف كل أم أن الجهل الجنسي المطلق لدى ابنتها قد يحفزها على الحصول على معرفة هذا الجانب من مصادر خفية، أو عن طريق الأفلام الإباحية أو غيرها، وقد تكون النتيجة الحصول على معلومات خاطئة أو الوقوع في تجارب غير مشروعة، أو الانحراف أو الاضطراب النفسي، أو الاستغراق في أحلام اليقظة. كما يجب على الأم تهيئة ابنتها لمواجهة مظاهر النمو الفسيولوجي الطبيعي لجسمها. وألا تعتمد أبداً على أن ابنتها تعرف جيداً بأنها من عائلة محافظة وملتزمة، لأنها قضية حساسة جداً، بل عليها أن توليها اهتمامها وتحاول أن تكسبها الخبرة الصالحة التي تؤهلها لحسن التكيف مع أي مواقف جنسية قد تتعرض لها في مستقبلها وحاضرها، اعتماداً على ما علمته لها بما يتلاءم مع العادات والتقاليد والحلال والحرام. وعلى الأم أن تحاول أن تربط الأمور الدينية بالسلوكيات الجنسية من ناحية الطهارة والوضوء ومن ناحية الستر والحلال والحرام، بكلمات بسيطة، وأن تعلمها بناتها وتنقلها إليهم بكل سهولة، بحيث تأمر طفلتها أن تحافظ على عورتها وعدم كشفها أمام الآخرين، لتدرك الفتاة أن هذه العورة جزء حساس منها، وأنه أحد عناوين حيائها، وعليها أن تحافظ عليه وألا تسمح بكشفه للآخرين وبالتالي ستحافظ عليه وستقل نسبة وقوعها في المعاصي. وتوجيه الأطفال والمراهقين إلى الابتعاد عن الإفراط في مشاهدة الفضائيات والمناظر المحرمة. ومن المهم أن تحسن كل أم التعامل مع بنتها بشكل صحيح منذ صغرها، وأن تحاول تعزيز قوة شخصيتها، بحيث تستطيع أن تمتنع عن أي تصرفات غير مشروعة لا ترضاها وألا تكون سهلة الانقياد للآخرين.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©