السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الاستراتيجية الإقليمية لإعادة توطين المها العربية تعزز جهود التنمية المستدامة

الاستراتيجية الإقليمية لإعادة توطين المها العربية تعزز جهود التنمية المستدامة
28 يوليو 2010 00:06
تركز الاستراتيجية الإقليمية لصون المها العربية على تطوير برنامج إقليمي يهدف إلى إعادتها إلى مواطنها الطبيعية، بما يضمن بقاءها وتنفيذ برامج إعادة توطين ناجحة للمها في شمال وجنوب مناطق انتشارها التاريخي. وتهدف الاستراتيجية الإقليمية التي تم اعتمادها مؤخراً إلى وضع إطار واضح وشامل لبرامج صون المها العربية في مناطق انتشارها الطبيعية من خلال رؤية محددة تسعى نحو الوصول إلى مجموعات حيوية ومستدامة من المها العربية حرةً وطليقة في بيئاتها الطبيعية ضمن نطاق انتشارها التاريخي وبشكل ينسجم مع المجتمعات المحلية. وأشار عبدالناصر الشامسي المدير التنفيذي للرفق بالحيوان والغابات في هيئة البيئة- أبوظبي، إلى أن هذه الاستراتيجية تعد بمثابة دليل استرشادي لبرامج صون المها العربي علي المستوى الإقليمي. وقال الشامسي لـ “الاتحاد” إن الأهداف المنشودة من الاستراتيجية والنشاطات المطلوبة تحتاج إلى التعاون الإقليمي والدولي لتنفيذها وتحقيقها، ولدول الانتشار الطبيعي دور أساسي ومهم في تطبيق هذه الاستراتيجية بشكل فاعل، وهو ما يتطلب أن تضع دول الانتشار الطبيعي للمها العربية خطط عمل وطنية للمها العربية. وتضمنت الاستراتيجية سبعة أهداف رئيسية، سيسهم تحقيقها في إنجاح برامج صون المها العربية وتحقيق الرؤية الإقليمية، متمثلة في استكمال الإجراءات التشريعية في دول المنطقة جميعها، والعمل على تفعيل القوانين والتشريعات المتعلقة بالحياة البرية، وتحسين وزيادة أعداد المها العربية في البراري، وتطوير خطة إقليمية لإدارة المها العربية، وضمان مشاركة ودعم المجتمع المحلي لبرامج حماية المها العربية، إضافة إلى بناء قدر كاف من القدرات في جميع مناحي صون المها العربية وعلى المستوى الإقليمي، وضمان التنسيق بين دول الانتشار الطبيعي، وضمان توافر الموارد المالية. وقال معالي محمد البواردي العضو المنتدب في هيئة البيئة – أبوظبي، في مقدمة الاستراتيجية الإقليمية، إن الاستراتيجية تشكل خطوة أساسية في توحيد الجهود والتنسيق على مستوى المنطقة، ما يزيد من فاعلية تنفيذ أي برامج لصون المها العربي في المستقبل. ودعا البواردي جميع دول المنطقة والجهات ذات العلاقة والمهتمة بصون المها العربي بتبني التوصيات الواردة في الاستراتيجية، والعمل للوصول إلى الأهداف الموضوعة فيها، وذلك حتى تعود المها من جديد لاستيطان سهول وصحراء الجزيرة العربية. من جانبه، قال ماجد المنصوري الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي إن استعادة قطعان المها العربية لترعى بشكل حر وعلى مساحات واسعة من شبه الجزيرة العربية يشكل تحدياً كبيراً يجعل من الضروري التنسيق المشترك بين مختلف مبادرات صون المها العربية في دول المنطقة، وتنفيذ ما جاء في استراتيجية المها العربية وإنجازها يشكل علامة بارزة في هذا المجال. وأكد المنصوري التزام هيئة البيئة في دعم وتيسير أي جهود أو مبادرات لصون المها العربية بالتشارك مع هيئات أخرى، وبما يوفر مستقبلاً آمناً للحياة البرية لحماية المها العربية. ويشار إلى أن هيئة البيئة تستضيف الأمانة العامة للجنة التنسيقية لصون المها العربية التي انبثقت من توصيات المؤتمر الدولي للمها العربية الذي تم عقده في أبوظبي العام 1999، حيث تقوم مهمتها على دعم جميع مبادرات حماية وصون المها العربية، والمصادقة على المعايير الإقليمية وتنسيق جهود حماية المها العربية بين دول المنطقة. وفي إطار إعادة توطين المها العربي في مناطق انتشارها، كان المنصوري قد أعلن على هامش اجتماع اللجنة التنسيقية لصون المها العربية الذي انعقدت أعماله في دمشق عن توجه الهيئة إطلاق مجموعة من المها العربية في سوريا والعراق مع بداية العام 2011 في إطار مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لإعادة إطلاق المها العربية في عدد من المحميات الطبيعية في دولة الإمارات وعدد من الدول الأخرى، حيث ستطلق الهيئة نحو 100 رأس من المها في سوريا على مراحل و100 أخرى في العراق. أهداف الاستراتيجية الإقليمية وتهدف الاستراتيجية الإقليمية لصون المها العربية إلى تكثيف الجهود المبذولة للحد من أنشطة الصيد الجائر والحدّ من تدهور البيئات الطبيعية، علماً بأن هذين الأمرين يعدان من الأسباب الرئيسة لتعرّض هذا النوع للانقراض من الحياة البرية منذ العام 1972. وتوصي الاستراتيجية بوضع سجل إقليمي لأنساب المها العربية، وتكثيف جهود إعادة التوطين والمراقبة وتطوير قوانين الحماية، إضافة إلى تبادل الخبرات وبناء القدرات البشرية والمؤسسية لدول الانتشار. وكان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من أوائل من أبدوا اهتماماً خاصاً بتناقص أعداد المها العربي، حيث أمر العام 1968 بأسر أربعة من حيوانات المها العربية ونقلها إلى حديقة حيوان العين إيذاناً ببدء برامج الحماية والإكثار في الأسر. وبعد تطوير جزيرة صير بني ياس، أطلق الشيخ زايد رحمه الله تعالى برنامجاً آخر لتربية وإكثار المها العربية، حيث كانت البداية بثلاث إناث واثنين من الذكور. وفي العام 2007، وبناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بدأت هيئة البيئة بأبوظبي في تنفيذ برنامج طموح لإطلاق المها العربي تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتهدف الخطة الخمسية (2007 - 2012) للبرنامج إلى إعادة توطين المها العربي في بيئاته الطبيعية في دولة الإمارات، وذلك بإطلاق 100 رأس سنوياً على مدى 5 سنوات. وتضم محمية المها العربية بأم الزمول في المنطقة الغربية 175 رأساً من المها العربي بعد تسجيلها خلال موسم التكاثر الحالي 22 مولوداً من المها. يذكر أن الهيئة تستعد في أكتوبر المقبل لإطلاق 98 رأساً من المها في محمية أم الزمول، حيث تم اختيار المجموعة التي سيتم إطلاقها في أبريل الماضي من مواقع مختلفة من غابة الوضحي في الغربية، وجزيرة الأريام ومجموعة من حديقة العين ومن العجبان. وبفضل النجاح الكبير لجهود الحماية والإكثار في الأسر التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تعتبر دولة الإمارات موطناً لأكبر عدد من المها العربية في العالم، وهناك أكثر من 3 آلاف رأس في المجموعات الخاصة التي تتم تربيتها في مناطق مختلفة من الدولة، نحو الثلثين منها في إمارة أبوظبي. وتمثل أعداد المها العربية في الإمارات نسبة تزيد على نصف أعداد المها العربية في العالم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©