السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

14 عاماً على المعاهدة لم تنتج اللبن والعسل

10 نوفمبر 2008 01:11
مرت الذكرى الـ14 لتوقيع معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية في 26 اكتوبر الماضي من دون ضوضاء، مما يعكس برودة العلاقات بين طرفي المعاهدة سواء على المستوى السياسي أو الشعبي أو الثقافي، والمرشحة برأي محللين سياسيين لمزيد من ''لفظ الأنفاس'' في ظل تراجع فرص السلام على المسار الفلسطيني· واذا كان دعاة السلام مروا على الذكرى بلا احتفال· فإن المعارضين من نقابات وأحزاب وناشطين سياسيين استغلوا المناسبة للتأكيد على نجاح الجهود الشعبية في مقاومة التطبيع مع إسرائيل· وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قد دعا إسرائيل عشية ذكرى توقيع المعاهدة الى الاختيار بين العيش في قلعة معزولة في المستقبل أو الاندماج مع العالمين العربي والإسلامي· وأكد أن مبادرة السلام العربية توفر فرصة حقيقية لتحقيق السلام الذي يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ويحقق الاعتراف بإسرائيل من قبل 57 دولة تشكل ثلث أعضاء الأمم المتحدة· وتتجدد الأسئلة في الأردن حول ما الذي قدمته معاهدة السلام مع إسرائيل؟· وما الذي كان يراهن عليه الأردنيون عند توقيعها؟· وما الذي يجب فعله الآن؟ عند توقيع المعاهدة عام ،1994 وعد رئيس الوزراء الأردني آنذاك عبدالسلام المجالي مواطنيه بتحقيق الازدهار وبـ''اللبن والعسل''· غير أن هذه الوعود ذهبت هباء، وما كان يمكن أن يطلق عليه وصف ''سلام دافئ''، تحول إلى ''سلام بارد'' وفق وصف رئيس الوزراء رئيس مجلس النواب سابقاً طاهر المصري· وشدد المصري في تصريحات لـ''الاتحاد'' على أن هذا البرود كان منبعه إسرائيل وليس عمان التي التزمت حتى هذه اللحظة بالمعاهدة، بينما لم تحقق إسرائيل ما عليها وأفرغتها من مضامينها لتولد اقتناعاً أكيداً للحكومات الأردنية عبر سنوات ''أن إسرائيل تماطل وغير جادة في تحقيق السلام الشامل''· ولاحظ المصري أن الحديث عن المنفعة من وراء المعاهدة ''جدلي''، وهناك خلاف واسع في شأنها· ودلل على ذلك بأن إحدى أبرز النتائج تثبيت حدود الأردن هي الآن موضع خلاف حول جدواها· موضحاً ''أن تثبيت الحدود الغربية للأردن كان يخفي وراءه هدفاً آخر هو تخطيط الحدود الشرقية لفلسطين لتكون مقدمة لإقامة الدولة الفلسطينية''· وقال المصري ''إن الأردن عندما وقع المعاهدة، كان أهم ما يهدف إليه بصورة رئيسية أن يمهد الاتفاق ويساعد على حل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بما يعيد الحقوق إلى أصحابها ويتيح للفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني، وهو ما لم يتحقق حتى الآن ولا يلوح في الأفق أنه يسير باتجاه تحقيقه''· ورأى أن المماطلة الإسرائيلية أفسحت في المجال أمام تكهنات بأن تل أبيب تلعب بورقة الوطن البديل أو الخيار الأردني وإيجاد دور أردني في الضفة الغربية· ومع أن المصري أكد وجود إجماع وطني على رفض أي من هذه الخيارات، الا أنه أبدى مخاوفه من أن تسعى إسرائيل ودول أخرى إلى إيجاد مناخ سياسي إقليمي ودولي لتهيئة الوضع لفرض أحد هذين الخيارين على الأردنيين والفلسطينيين· واعتبر المصري أن إعلان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز مؤخراً عن القبول بالتفاوض على أساس المبادرة العربية للسلام ''قد يكون إحدى المراوغات والأكاذيب من الحكومة الإسرائيلية''· وشدد على إصرار الأردن جعل المبادرة العربية مطلباً دولياً وحشد التأييد لها والضغط على إسرائيل للقبول بها والشروع بتنفيذها· واعتبر رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبدالرؤوف الروابدة أن تأخر ملف الإصلاح في الأردن نتيجة حتمية لمماطلة إسرائيل في القبول بحل الدولتين· وقال إنه لا يمكن تعديل قانون الانتخابات دون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم التي هجروا منها إذ يوجد في الأردن مليون و800 ألف لاجئ''· وشدد الباحث الاستراتيجي جمال الطاهات على ضرورة إعادة التفاوض بين الأردن واسرائيل فيما يخص قضايا اللاجئين والقدس والعلاقات الثنائية وهي الملفات الرئيسية التي تقلق الأردن· واوضح أن الأردن حينما وقع المعاهدة كان في حالة ضعف شديد بسبب العزلة والحصار الاقتصادي اللذين ضربتهما الولايات المتحدة على خليج العقبة في أعقاب مساندته للعراق إبان غزوه للكويت· وخلص مراقبون إلى أن العلاقة الأردنية الإسرائيلية ستبقى في ''غرفة الإنعاش'' حتى يتحقق حلم الدولة الفلسطينية ويسقط الأردن عن كاهله ملف اللاجئين الفلسطينيين ومخاوف الترانسفير والوطن البديل وأطروحات الخيار الأردني·
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©