سهم الجولة الخامسة يكتسي بـ اللون الأحمر

فرضت قلة معدلات التهديف نفسها على أحداث الجولة الخامسة في الدوري، التي سجلت مبارياتها الست اقل معدل أهداف منذ انطلاقة المسابقة برصيد 14 هدفاً، ليتراجع المؤشر الأحمر من 17 هدفاً كانت محصلة مباريات الجولة قبل الماضية· ويبدو أن معدلات التسجيل في الدوري تساير موضة الانخفاض الدائمة في الأسواق المالية هذه الأيام، بعد أن استعارت منها المؤشر الأحمر والذي أخذ يظهر باطراد مع نهاية كل جولة في المسابقة، وواصل سهم الجولة انخفاضه تهديفياً، واكتسى السهم باللون الأحمر هبوطاً في معدل الأهداف وبصدارة الأهلي للجولة عبر بوابة الوصل· وكانت الجولة الثانية الأعلى في معدل الأهداف برصيد 24 هدفاً، لكن الرقم انخفض في الجولة الثالثة إلى 21 هدفاً بنسبة تقل بواقع 3 أهداف، واستمر الانخفاض في الجولة الرابعة والتي شهدت تسجيل 19 هدفاً، وجاءت الجولة الخامسة لتسجل اقل الأرقام برصيد 14 هدفاً، فيما شهدت الجولة الاولي 18 هدفاً· ماذا تعني هذه الأرقام؟ هل هناك انخفاض في مستوى الفرق والمباريات، أم أن الأساليب الدفاعية تطورت أكثر لدى الفرق والتي أصبحت أكثر حرصاً على التمسك بالنقاط وعدم التفريط بها بعد أن زالت عنها فورة البداية وأصبحت حساباتها أكثر واقعية؟ مستوى المباريات الست جاء متبايناً بين قمة الإثارة، كما حدث في مباراة النصر والعين، وقمة الملل كما حصل في مباراة عجمان والظفرة، وفي كل الأحوال انخفاض معدل الأهداف يحسب في النهاية لمصلحة الأساليب الدفاعية والتي أخذت تتفوق على الأساليب الهجومية، وتجد حلاً لنزيف الأهداف التي عانت منه في جولات البداية· أبرز أحداث الجولة تمثلت في الفوز المهم الذي حققه الأهلي على الوصل، وقفز به إلى صدارة الدوري، ولعل النتيجة الأخيرة تعبر بصدق عن علو كعب الأهلي، الذي أثبت من جديد أنه ضلع رئيسي من أضلع المنافسة على لقب أول دوري للمحترفين· كما أكدت على تميز نتائج العين والجزيرة والوحدة مرة أخرى، بعد أن عاد العين بنقطه ثمينة من ستاد آل مكتوم، وأضاف فريقا العاصمة الجزيرة والوحدة ثلاث نقاط جديدة في حسابيهما بعد تفوقهما على فريقي الإمارة الباسمة الشعب والشارقة· وشهدت الجولة حصول فريق الخليج على أول نقطة في الدوري بعد أن كان قريباً من حصد أول ثلاث نقاط، كما أسفرت عن اهتزاز مرمى العين والذي استقبل أول هدفين في المسابقة، أما على صعيد بقية الفرق فإنها لم تحمل أي جديد غير استمرار نزف النقاط· ونتوقف في بقية السطور مع نجوم ''ستاد الاتحاد''، لنعيش معهم بالتحليل والتعليق أبرز ظواهر الجولة وأحداثها: والبداية مع كبير هدافي الدوري فهد خميس والذي يرى أن انخفاض معدل التسجيل يكمن في انخفاض مستوى المهاجمين وليس في تطور الأساليب الدفاعية في الفرق· ويقول: ''الأخطاء الدفاعية الفادحة لاتزال موجودة في العديد من المباريات وإن كانت نسبتها تقل عن الجولات الماضية، لكن في اعتقادي أنها ليست السبب الرئيسي في قلة الأهداف الذي رافق العديد من المباريات والذي يعود إلى الانخفاض المفاجئ في مستوى المهاجمين بشكل عام وإضاعتهم العديد من الفرص السهلة، وعدم الاستفادة من هذه الأخطاء، خاصة على صعيد الفرق التي تملك قدرات هجومية عالية وهو بالتأكيد تراجع لا يوجد له مبرر''· ويضيف: ''الجولة لم تقدم أي جديد على صعيد المنافسة، حيث استمر تفوق رباعي القمة، وفي اعتقادي أن هذا التفوق سيستمر حتى نهاية الدوري، لأن الجولات الماضية كشفت كل المستويات وأظهرت أن هناك فرقا تملك إمكانيات عالية تساعدها على التميز وفرقا أخرى تعتمد على الاجتهاد''· بينما يرى خليل غانم أن السبب في انخفاض معدل التهديف في الجولة الماضية يعود بالدرجة الأولى إلى زيادة اهتمام المدربين بالنواحي الدفاعية، ويقول: ''مع توالي الجولات، زاد الإحساس بالمنافسة سواء على صعيد فرق المقدمة التي تسعى للاستمرار في الصدارة، أو على صعيد فرق المؤخرة التي تريد أن تهرب من قاع الجدول وتجد لها مكانا أفضل''· وأضاف: ''هذا الوضع انعكس على زيادة اهتمام المدربين بتأمين النواحي الدفاعية والتي تطورت بشكل ملموس عن الجولات الماضية والتي اتسمت بوجود انفلات دفاعي أدى إلى الكثير من الأخطاء وفي نفس الوقت سهل من مهمة المهاجمين في تسجيل الأهداف''· ويضيف: ''في هذه الجولة لم نشاهد الكثير من الأخطاء باستثناء ما حدث من دفاع الوصل في مباراة الأهلي والذي ارتكب فيه مدافعوه بعض الأخطاء التي لا يقع فيها مدافعون في المراحل السنية، وبالتأكيد الوصل مطالب بإيجاد حل لمشكلته الدفاعية إذا أراد أن يصحح أوضاعه''· ومن جهته، يرى محسن مصبح الجولة الخامسة من منظور ايجابي، حيث يعتبر أنها جاءت أفضل من سابقتها وقدمت مجموعة من المباريات الجيدة على رأسها قمة النصر والعين ومن بعدها مواجهة الجزيرة مع الشعب والوصل مع الأهلي· ويقول: ''بشكل عام الجولة كانت ايجابية، لكن أكثر ما يميزها أنها رسمت خارطة الطريق التي ستسير عليها المنافسة باستمرار تفوق رباعي القمة في الصدارة وتذبذب نتائج البقية، وبشكل خاص الجولة كانت ايجابية على مستوى الحراس والتي لم نشهد منهم أخطاء كثيرة كما حصل في الجولات الماضية، كما قدمت الجولة فريق النصر بشكل جديد والذي استمر في تقديم مستوى ايجابي، على الرغم من خروجه من مباراة العين بالتعادل، لكنه تعادل مهم، لأنه يستمد قيمته العالية من قيمة المنافس· كما شهدنا بروز حسني عبدربه في الأهلي والذي لفت الأنظار إليه أخيراً وأخذنا نشعر بدوره مع الفريق، ولعل السبب يكمن في انه تحرر في هذه الجولة من الأعباء الدفاعية وأخذ يملك حرية حركه اكبر في الملعب''· بينما يرجع عبدالرزاق إبراهيم السبب في انخفاض مستوى تسجيل الأهداف بالمقارنة مع الجولات الماضية إلى تغيير الفرق في أساليبها، حيث أصبح فكر عدم الخسارة يسبــــق التفكير في الفوز· ويقول: ''مستوى المباريات في الجولة الخامسة كان متباينا بشكل واضح، لكن القاسم المشترك بين الجميع هو تقديم التفكير في عدم الخسارة على الرغبة في الفوز، وخير مثال على ذلك مباراة النصر، على الرغم من انه يلعب على أرضه وبين جماهيره إلا أن فريق النصر اعتمد على أسلوب دفاعي والهجمات المرتدة، وبالتأكيد أن اتباع الفرق للأساليب الدفاعية يزيد من صعوبة التسجيل''· وقال: ''علاوة على ذلك الجولة اتسمت ببعض الخشونة، وأعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى درجة الشحن الإعلامي في آخر أسبوعين والتي طالبت بتوفير الحماية لكبار النجوم، وأعتقد أن هذا الطرح جاء بنتائج عكسية ووتر الكثير من اللاعبين وأيضا الحكام والذين شاهدناهم يصفرون على كل كرة''· وأضاف: ''نبذ العنف في الكرة مطلوب ولا يختلف عليه اثنان، لكن تركيز الطرح على كبار النجوم مثل ما حدث مع فالديفيا غير معقول، ولابد أن تكون الحماية متوفرة للجميع، وبما أننا نتحدث عن فالديفيا فإنني أتمنى من العيناوية عدم تعظيم دور اللاعب مع الفريق، لأن بعض الجماهير تقول إنه يمثل نصف الفريق، وإذا كان القصد من الحديث الإشادة بمستوى فالديفيا والذي لا يحتاج إلى شهادة من إحد فإنه فيه في المقابل تقليل من دور وعطاء بقية الفريق، مع أننا كلنا نشاهد أن العين بتميزه بالأسلوب الجماعي هذا الموسم وفي مباراة النصر على سبيل المثال ظهر كوحدة واحدة وليس كفريق مكون من 11 لاعبا، وفالديفيا نجم غير عادي لكن سر تفوق الزعيم هذا الموسم يكمن في الأداء العام للفريق''·