الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبادئ أساسية تحدد آلية نجاح المواقع الصحفية على الإنترنت

25 مايو 2014 20:24
يعتمد نجاح التصميم الفني للمواقع الإلكترونية على مدى التأثير الذي يحدثه عندما تقع عين المستخدم على الموقع للمرة الأولى، بما في ذلك الانطباع الأول الذي يتكوّن لديه عن قدرات الموقع وإمكاناته وشعوره بالانجذاب والراحة، سواء من حيث التصميم العام أو الألوان أو التوزيع الواضح للوحدات المكونة لصفحات الموقع. كما يمكن الحكم على التصميم الفني في ضوء نجاحه بخلق بيئة بصرية تنظم المحتوى، وتسهل القراءة والاطلاع على تفاصيل مختلف المحتويات، وكذلك على سهولة الانتقال أو التجوال داخل الموقع وأقسامه وصفحاته، بما في ذلك خدمة البحث العادي أو البحث المتقدم داخل الموقع. ويرتبط النجاح الفني كذلك بقدرة التصميم على تحقيق وضوح يساعد على حسن استخدام للأدوات المساعدة، مثل خدمات الإرسال، والتحويل، والتشارك، والإعجاب، والتعليق، والتفاعل، والمراسلة مع إدارة الموقع وغيرها، والحرص على تجنيب الزائر أو المستخدم أي تعقيد أو تشويش بصري قد ينتج عن تعدد هذه الأدوات. مبادئ أساسية لا تزال هناك اختلافات بين المختصين على السبل الآلية لتحقيق هذا النجاح، لكن يمكننا الحديث عن أربعة مبادئ رئيسية يجب اتباعها للوصول إلى أكبر قدر من النجاح في التصميم الفني وإخراج المواقع وهي: 1- مبدأ التباين: ويُقصد به التنويع المنظّم لألوان وحجم المكونات والفراغات، بما يساعد على انسياب الرؤية، ومن ذلك اختلاف لون وحجم كلام النص عن لون العنوان، ولون الخلفية العامة، أو تمييز بعض عناوين الأقسام الفرعية عن الأقسام الرئيسية، شكلاً ولوناً. ويتّسم هذا المبدأ بأهمية قصوى في المواقع الصحفية الإلكترونية، حيث إن عدم توافر التباين قد يعطي الانطباع باكتظاظ وزحمة المحتويات، وصعوبة التمييز بينها، فيسبّب ذلك نوعاً من الانزعاج ثم النفور من الموقع. 2- مبدأ الوحدة والانسجام: ويقصد بهما الحرص على التكامل بين العناصر والمكونات على مستوى الموقع ككل، ثم على مستوى الصفحة، ثم على مستوى الموضوع، وتنبع أهمية هذا المبدأ بأنه يعطي انطباعاً عن مدى تنظيم الموقع وانسجامه، بصرياً ووظيفياً، كما يؤكد تماسك هوية الموقع. 3- مبدأ التوازن في الإخراج: أي توزيع مكونات كل صفحة، لا سيما الصفحة الرئيسية، بما يؤدي إلى تحقيق راحة للبصر، ويكون تحقيق ذلك إما وفق تقسيم الصفحة إلى أجزاء متساوية أو تعويض التفاوت بين عدم تساوي الأجزاء، من خلال توزيع مدروس للصور والنصوص والخدمات. 4- مبدأ الإيقاع: ويكون ذلك من خلال سمات فنية مشتركة بين مختلف أقسام الموقع وصفحاته، ومشتركة بين مكونات جميع الصفحات، وكذلك عبر سمات فنية مشتركة بين مكونات كل موضوع. ومن ذلك تكرار بعض عناصر التصميم، مثل الخطوط والرموز والألوان والفراغات. إبراز الخدمات والمزايا وتولي مواقع المؤسسات الصحفية الكبرى حرصاً شديداً على هذه المبادئ خلال جميع أعمال التصميم الفني للأقسام والصفحات، حيث إن تحقيقها ضروري، ليس فقط في تصميم وتوزيع المكونات واختيار الألوان المناسبة، بل أيضاً في كيفية إبراز الأدوات والمزايا، والقدر الذي يتم به هذا الإبراز، حتى لو تعلق الأمر بأبسط هذه الأدوات وأكثرها بداهة. فرغم أن هذه الأدوات باتت مشتركة بين مختلف المواقع، إلا أن من وظيفة التصميم الفني تقديمها بشكل سهل وجذاب، بما في ذلك خيارات أدوات الطباعة والإرسال والتشارك، وأقسام الخدمات الإضافية. بل إن على التصميم الفني الناجح أن يحدّد المقدار الذي يحتاجه الموقع من إبراز هذه أو تلك من الخدمات. فإذا كانت الشركات التقليدية المتوسطة مثلا، جزءاً أساسياً من الجمهور المُستهدف للموقع، يفضّل عندها مقدار كبير من الإبراز لخيار طباعة المحتويات، وذلك لاستخدامات تتعلق بآلية عمل هذه الشركات. وإذا كان الموقع يتوجه للجمهور عامة، أو شعبي بدرجة ما، سيكون مناسباً إبراز الحيز الخاص بالاستبانات أو استطلاعات الرأي التي يرعاها الموقع، في مكان بارز من صفحة الواجهة. وإذا كان الجمهور المستهدف لهذا الموقع يتميز بنسبة عالية من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، سيكون مناسباً إبراز الحيز الخاص بحركة التفاعل على حساب الموقع على هذه الشبكة. لكن إنْ كان الجمهور الأكبر والأساسي لهذا الموقع مناصراً للبيئة مثلاً، يفضل عندها عدم إبراز خيار الطباعة، باعبارها دعوة لاستهلاك الورق الذي يستخرج من شجر الغابات. كذلك الأمر بالنسبة لخيار تكبير فنط أو حجم الأحرف المستخدمة في النصوص، حيث يجب أن تتاح هذه الخدمة وتظهر في مكان واضح في المواقع التي تستهدف بشكل رئيسي مركز الشرائح العُمرية التي تزيد على أربعين عاماً على سبيل المثال، أو في تطبيقات الشاشات الصغيرة، نظراً لكثرة نسبة ضعف النظر عن قرب لدى هذه الشرائح. بينما قد لا يكون من المطلوب قدر كبير من إبراز هذه الخدمة في المواقع الموجهة، خاصة لشرائح الشباب الصاعد والنشء الجديد. وقد تتطلب بعض شرائح المستخدمين، خاصة التي تتمتع بمستوى ثقافي أو تعليمي عال، أو المواقع المتخصصة بالصحافة العلمية، تصميماً مناسباً لمنتدى محادثة ونقاش خاص بالموقع، الذي تكون المشاركة فيه عادة مفتوحة فقط أمام من يسجّلون أنفسهم في الموقع. ويمكننا القول إن كل هذه الأمثلة هي تثبيت للقاعدة العامة، التي تقول إن مقدار الإبراز الفني والجمالي لهذه الأدوات يرتبط بأهداف الموقع والغاية منه والجمهور الرئيسي الذي يستهدفه. الجمهور المستهدف والجدير بالذكر أن هذه الاعتبارات نفسها، أي الهدف والجمهور المستهدف، تقرر أيضاً إذا ما كان يجب، أو لا، تضمين الموقع خدمات أو محتويات أخرى، وإلى أي درجة يفضل إبرازها، ومن ذلك المحتويات البصرية ومقدارها، وضع وإبراز روابط خارجية أم لا، أو الاهتمام بفئة معينة من الإعلانات ولأي درجة، فإذا كانت شريحة الباحثين أو الصحفيين أو الطلاب الجامعيين مثلاً تشكّل أساس الجمهور المستهدف للموقع، يفضّل عندها وجود روابط لمواقع منظمات مهنية ذات مصداقية. وفي حالة استهداف موقع ما للشباب الجامعي الصاعد، يفضّل عندها إفراد وإبراز حيّز خاص بإعلانات ومواقع خدمات التوظيف والتدريب للخريجين الجدد. ولا شك أننا إذا أجرينا مقارنة بين هذه القواعد والمبادئ وبين واقع التصميم الفني للمواقع، يمكننا عندها توقع الكثير بشأن قدرة هذا الموقع على النجاح وجذب الجمهور.. أم هروبهم منه. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©