أحمد شعبان (القاهرة)
تؤكد الأحداث يوماً بعد يوم أن قناة «الجزيرة» القطرية تفتقر إلى المهنية وتلجأ إلى الأكاذيب وترويج الشائعات، بما يؤكد عدم مهنيتها في تغطية الأحداث في الدول التي تستهدفها، حيث تسعى «الجزيرة» دائماً إلى بث تقارير وتغطيات خبرية خاصة بالدول العربية والخليجية، مليئة بالأكاذيب والادعاءات المغرضة والحملات المشبوهة. فأساليب الجزيرة في الإعلام لا تخفى على أحد، ولها باع طويل في التحريض والتآمر على الدول العربية، وخط الأداء العام في «الجزيرة» قائم على هذا المحور، وهو توظيف الأحداث السياسية توظيفاً مغرضاً من أجل تحقيق السياسة القطرية في المنطقة.
وترصد «الاتحاد» في هذا التقرير بعضاً من مواقف «الجزيرة» التي أصبح هدفها بث مزيد من العنف والتوتر في أرجاء المنطقة، انطلاقاً من ترويج الشائعات والأكاذيب.
اعتراض الطائرات الإماراتية
لعل التصعيد الأخير في الأزمة القطرية والذي تمثل في الإعلان أولاً من جانب قطر عن تقديمها مذكرة لمجلس الأمن بشأن اختراق طائرة حربية إماراتية لأجوائها، وما تلاها من مذكرة ثانية تتعلق باختراق ثانٍ مماثل، ثم الاعتداء السافر الذي تمثل في اعتراض مقاتلات حربية قطرية لمسار طائرتين مدنيتين إماراتيتين كانتا في طريقهما لمملكة البحرين الشقيقة، يكشف مدى الكذب وفن ترويج الشائعات الذي تلجأ إليه «الجزيرة» من أجل بث سمومها والتغطية على مؤامرات النظام القطري التي تستهدف دول المنطقة.
تأزيم الأوضاع
لعبت قناة الجزيرة القطرية دوراً كبيراً في تأزيم الحالة السياسية والاجتماعية في كثير من الدول العربية والخليجية بسبب خروجها الواضح عن المعايير المهنية الصحيحة التي تقتضي عدم الانحياز إلى أي طرف، فالأجندة التي تعمل وفقها قناة الجزيرة، تدس السم في العسل في محاولة منها لفرض قوة سياسية وحضور على المستوى الإقليمي لجهات قائمة على تلك المحطة. وسقطت «جزيرة الفتنة» في قطر في مستنقع المؤامرة، والتوقيت المشبوه، وعدم المهنية، بل إن سقوط «جزيرة الفتنة» وصل إلى حد السقوط السياسي لدور قطر التي استغلت دوماً صوت «جزيرة الفتنة» للقيام بصفقاتها المشبوهة.
التعاون الخليجي
حاولت قناة «الجزيرة» في ظل الأزمة الراهنة بين قطر ودول الرباعي العربي، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، المقاطعة قطر لدعمها الإرهاب، تشويه صورة دول مجلس التعاون الخليجي طوال مدة الأزمة الحالية، وكذلك العمل على تشويه صورة المنظومة الخليجية بأكملها بتشويه مجلس التعاون الخليجي، من خلال ادعاءات وتقارير إعلامية لا أساس لها من الصحة، وتعبئة الشارع القطري بهذه الأكاذيب وإشراكه في أزمة سياسية، لم يكن هو في الأساس طرفاً بها.
فقد بلغت قناة الجزيرة في تعاطيها الإعلامي مع أوضاع كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأزمة، حداً تجاوز محرمات كثيرة في الواقع الخليجي، فتناولت قضايا، ووظفت لغة وأسلوباً لم يكن مسموحاً بهما في علاقات دول الخليج ببعضها بعضاً، خاصة فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، حيث تسود النظرة إلى المملكة في دول مجلس التعاون الخمس الأخرى على أنها الشقيق الأكبر، وتعتبر شؤون الأسر الحاكمة من أخص الشؤون التي ابتعدت عنها كل الدول الخليجية إعلامياً على الأقل، وهذا بمثابة عرف ودستور خليجي.
تسييس الحج
حاولت الجزيرة «تسييس» شؤون الحج والعمرة، وتوظيف الكتائب الإلكترونية والإخوانية الداعمة لقطر بأسوأ الأشكال، فما أن يصدر تقرير أو تحليل، أو تنشر حلقة حوارية من حلقات قناة الجزيرة، إلا ويظهر بعدها بدقائق على موقع «يوتيوب» عشرات من التركيبات والتقطيعات المجتزأة للحوار أو التقرير في استخدامات وتوظيفات متعددة، وفي سياقات مختلفة، وبعناوين بعضها مكذوب ومغلوط، وبعضها يميل للإثارة، وبعضها يصل إلى حد الشتائم والتطاول على أكبر الرموز في السعودية والإمارات ومصر والبحرين، وذلك فضلاً عن فيض المواقع والفيديوهات الخاصة لبعض المشاهير من أنصار التيار الإسلامي والإخوان الذين يمعنون في تجريح وتشويه القيادات في الدول الأربع وتأليه قادة قطر وتركيا.
الإمارات واليمن
وفي اليمن، استخدمت قطر أذرعها الإعلامية المتمثلة في قناة «الجزيرة» بإعداد تقارير مشبوهة ومزورة، تبث فيها أكاذيبها وتحريضها على دولة الإمارات العربية المتحدة انتقاماً من إفشال مخططاتها في اليمن. والجميع يعلم الدور الإماراتي في اليمن من خلال قوات التحالف العربي على عودة السلطة الشرعية في اليمن لأصحابها، فالإمارات التي تتعرض بصفة شبه يومية لانتقادات حادة من خلال تقارير «الجزيرة»، قدمت أبناءها من الشهداء في اليمن، ومنذ الوهلة الأولى وهي السند القوي والرافد العظيم للشعب اليمني، خاصة في إعادة إعمار اليمن بعد الحرب التي دمرته، والشعب اليمني يثمن ويقدر جيداً دور الإمارات في إعادة تعمير اليمن، ودور الإمارات في مجال الإغاثة والتي حرصت على أن تصل إلى كل بيت في المناطق المنكوبة التي خرج منها الحوثيون ودمروها. فالإمارات قدمت الشهداء في مواجهة هذا الاجتياح المسلح والخروج على الإجماع الوطني اليمني، فلا ينكر أحد دور الإمارات في اليمن، ومع ذلك خرجت الجزيرة عن المهنية والحيادية والموضوعية في تقاريرها ضد الإمارات في اليمن.
منبر الإخوان
وتسعى قناة الجزيرة دائماً لتأجيج كل حركات الفوضى في المنطقة العربية وما زالت، خاصة في مصر، حيث دشنت قناة خاصة «الجزيرة مباشر» تستهدف تحركات وأنشطة المعارضة المصرية وتنظيم الإخوان الإرهابي، حتى أصبحت منبراً إعلامياً لجماعة الإخوان الإرهابية تدافع عنهم وتستضيف قيادتهم في برامجها، وكانت تبث من ميدان رابعة العدوية في أعقاب ثورة 30 يونيو من معسكرات الإخوان لحظة بلحظة، ولم تترك فرصة للإساءة إلى مصر إلا وانتهزتها، ولم تدع مناسبة يمكن أن تسيئ لمصر والمصالح المصرية إلا وسارعت بالهجوم عليها.
كما أنتجت القناة القطرية، خلال شهر نوفمبر الماضي، فيلماً مطولاً عن التجنيد الإجباري في مصر، تحت اسم «العساكر» يسيء إلى الجيش المصري الباسل، ويركز على وقائع غير حقيقية، شارك في تمثيله مجموعة من الكومبارس، بهدف الإساءة لهذه المؤسسة الوطنية العريقة التي أصبحت القوة الوحيدة المؤثرة في المنطقة العربية بأكملها، وتتبع معايير التجنيد المعمول بها في أكبر جيوش العالم. وما أقدمت عليه قناة الجزيرة القطرية في إنتاج فيلم «العسكر» يعد سقطة مهنية لا تغتفر، تؤكد توجه القناة نحو مخطط تشويه الدولة المصرية، والسعي نحو هدم المؤسسات الوطنية العريقة التي حمت الدولة على مدار السنوات الماضية، وجنبت البلاد من المصير الذي لاقته دول المنطقة.
لبنان
وعن نوعية التغطية التي قدمتها «الجزيرة» للأحداث الدائرة في لبنان، نجدها ركزت على متابعة الحدث لحظة بلحظة، ليس لأن ما حدث بين الفصائل اللبنانية المتناحرة في وقت سابق بلغ درجة من الخطورة، بل لأنه تم احتجاز طاقمها الصحفي والاعتداء عليه بالضرب، هكذا وجدنا القناة تربط بين الحدث وبين شهرتها، في محاولة ليس لنقل الخبر، بل لأن تصبح هي الخبر، تماماً مثلما حدث مع الوثائق المسربة لها بخصوص الملفات الفلسطينية، هذه الوثائق التي وضعتها على قائمة الأولويات اللازم نشرها، بغض النظر عن زيادة التوتر والقضايا المحورية التي تعرفها المنطقة العربية.
بوق لإسرائيل
تعرضت قناة الجزيرة القطرية، لانتقادات لاذعة وسخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، بعد أن بثت تقريراً عن الدعاية الإسرائيلية، اتهمت فيه دولاً عربية ومسؤولين بالمساعدة في تحقيق هدف الكيان الصهيوني بالترويج لنفسه بين العرب، متناسية أنها أول وسيلة إعلامية عربية يظهر عبرها المسؤولون الإسرائيليون في برامجها. وكان برنامج «ميدان» الذي تبثه القناة المثيرة للجدل، قد بث تقريراً عن الأساليب التي يتبعها الكيان المحتل للترويج لنفسه في العالم العربي كدولة موجودة على أرض الواقع، مستفيداً من مواقع التواصل الاجتماعي التي تجمع ملايين العرب، دون أن يشير التقرير إلى دور وسائل إعلام عربية، وفي مقدمتها قناة «الجزيرة» في إظهار المسؤولين الإسرائيليين على أنهم ممثلون لدولة وليس لكيان محتل.
تأجيج الفتنة
المشهد تكرر في فلسطين، حيث قامت الجزيرة بالسعي إلى تأجيج بذور الفتنة، عندما نشرت الوثائق السرية للمفاوضات الفلسطينية مع الكيان الصهيوني، حيث اكتشف المواطن العربي أن عملية النشر التي قامت بها ليس الهدف منها تقديم مادة إعلامية مجردة ومحايدة، بل محاولة زرع خنجر في قلب القضية الفلسطينية، وزيادة حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، من خلال عملية اغتيال شخصيات سياسية فلسطينية، ودون الالتفات إلى وثائق تكشف ممارسات الكيان الصهيوني الوحشية.
افتراءات
لم تسلم مملكة البحرين من افتراءات وأكاذيب قناة الجزيرة الإنجليزية عندما تعرضت في أحد برامجها بالإساءة لمملكة البحرين ورموزها وقيادتها، بما لا يعكس الحرية الإعلامية الصحيحة في عرض الوقائع والأحداث بصورة كاملة ومحايدة. والجميع يعلم دور قطر التخريبي منذ فترة في البحرين، ويؤكد هذا التسريب الذي بثه تلفزيون البحرين للاتصال الصوتي بين حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها في ذلك الوقت، وعلي سليمان رئيس جمعية الوفاق الشيعية البحرينية المحظورة قانوناً، والذي يكشف عن نوايا قطر تجاه دول الخليج، وفي القلب منها مملكة البحرين لإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار وقلب نظام الحكم.