السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخرس ثلاجة أيام زمان

الخرس ثلاجة أيام زمان
10 نوفمبر 2008 00:00
استطاع الأجداد منذ مئات السنين تدبير أمور حياتهم اليومية وما تتطلبه من مستلزمات لتسييرها، رغم قسوة هذه الحياة وشظف العيش· ومارسوا مهناً وحرفاً بسيطة تلبي احتياجاتهم واستشعروا فائدتها وقيمتها· فلم تكن تلك الحرف- على اختلاف أنواعها- مجرد موارد رزق، بل كان إنتاجها جزءاً من أدواتهم المنزلية، كالفخاريات وعلى رأسها جرار الماء والمؤنة التي كانت تستعمل كثلاجة للماء، فضلاً عن كونها حافظة لحرارة بعض الأطعمة، بالإضافة إلى استعمالها للتخزين والاستخدامات الأخرى· يقول أبومنصور، بائع فخاريات في السوق الشعبي بينما يشير إلى جرة كبيرة: ''إنها من الفخار التقليدي السائد قديماً، مصنوعة من الطين والماء، فأجدادنا كانوا يستخدمون عدة أنواع من هذه الفخاريات، ومنها ''الخرس'' الذي يستخدم لتخزين التمور، و''البرمة'' لحفظ الحليب، و''الحب'' لحفظ برودة المياه، إضافة إلى أنواع أخرى لكل منها استخدام معين، سواء للطهي أو لحفظ الطعام او لتقديم المأكولات إلى الضيوف''· وتمر الجرة خلال صناعتها بعدة مراحل، يوضحها عبد الحسين الجمالي، صانع فخاريات، قائلاً: ''كان الصانع قديماً يختار بداية نوعية جيدة من الطين تكون لزجة، ثم يعجن الطين ليوم كامل بقدميه على الطريقة التقليدية المعروفة آنذاك، بعد ذلك يقوم بصنع الجرة وفقاً للأشكال التي يرغب أن تكون عليها (واسعة، قصيرة، طويلة، ذات فوهة صغيرة، ذات فوهة كبيرة)، ثم توضع بعدها في الشمس عدة أيام حتى تجف كلياً''· ويلفت الجمالي إلى أن مراحل صناعة الجرة في العصر الحالي، تختلف عما كان سائداً في القدم، ويضيف: ''نعتمد حالياً في صنع الفخار على مادة أساسية (التربة الصلصالية) إضافة إلى الماء لإتمام عمليات التذويب والفرز والعجن، ومعظمها تتم بآلات حديدية، تستلزم نحو ساعة كاملة، بعد ذلك يتم تجفيف المزيج عبر أفران مخصصة، ولكل جرة زمن محدد لتجفيفها بحسب تشكيلها وسماكتها''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©