الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصديق وقت الضيق·· أو سببه

الصديق وقت الضيق·· أو سببه
9 نوفمبر 2008 23:53
الصداقة من أهم العلاقات الجالبة للسعادة والتوازن النفسي للإنسان، خاصة للشباب نظراً لكون جماعة الأصدقاء صاحبة التأثير الأكبر في تشكيل سلوكياتهم واتجاهاتهم، وهو ما يستدعي الحذر عند اختيار الأصدقاء، فماذا عن رأي الشباب في الصداقة وأسس اختيار الصديق، ومن هو الصديق الحق في اعتقادهم، وهل يمكن للصديق أن يتخلى عن صديقه؟ عدة تساؤلات طرحناها على مجموعة من الشباب بُغية التعرف إلى آرائهم وأفكارهم في موضوع الصداقة· وكانت البداية مع طارق الهاشمي، الذي قال: ''الصديق الحق هو الذي يحفظ السر، ويكون سنداً لي إذا ما واجهتني مشكلة دون غرض أو مصلحة، أما عملية اختيار الأصدقاء، فلا تخضع لشروط معينة، وإنما أتبع قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحاً خبيثة)، و أعتقد أنه لا يمكنني أو لصديقي أن يتخلى أحدنا عن الآخر، لأن الصداقة لا تنتهي إلا بنهاية الحياة''· وتقول رنا حميدي: ''الصداقة في مرحلة المراهقة مثلت أهمية خاصة لي، ولكن عندما كبرت ودخلت الجامعة والتحقت بالعمل في ذات الوقت، تعلمت أن أعطي كل شيء ما يستحقه من أهمية نظراً لأن مسؤولياتي في الحياة صارت متعددة، ولا أعتقد أن هناك أسساً معينة لاختيار الأصدقاء، فالصداقة تأتي مع الوقت، ونتيجة مواقف كثيرة قد تجمع بين الأصدقاء، وأرى أن الصديق الحق هو من يراعي مشاعري ولا يستهين بها، وينصحني بديني ويصحح أخطائي بطريقة لطيفة، أما عن الشيء الذي يجعلني أنهي علاقتي بصديقتي، فهو الكذب؛ لأن كلمة صديق مستمدة من الصدق، واستمرارها في الكذب يعني أنها لا تعرف معنى الصداقة ولا تعطي لها حقوقاً''· وعن اختيار الأصدقاء تقول ريم أسامة: ''لا يجب أن يكون مرتبطاً بالشكل ولا بالمصلحة، وإنما يكون بحسب الراحة النفسية، ومدى توافقه مع عاداتي وتقاليدي خاصة أننا نعيش في مجتمع متعدد الجنسيات والديانات· والحالة الوحيدة التي يمكن أن أتخلى فيها عن صديقتي، هي عندما أشعر أن العلاقة قد تنتهي بالعداء لسبب أو لآخر، هنا يجب أن أسارع بقطع العلاقة في الوقت المناسب حتى يظل الاحترام بيننا موجوداً حتى لو ضاعت الصداقة''· وتوضح ماري كلير: ''اختياري لصديقاتي يكون تبعاً للأخلاق، مع ضرورة موافقة الأهل على هذه الصداقة ومباركتها، وأُفضِّل أن تكون لدينا هوايات واهتمامات مشتركة؛ لأن ذلك يجعل علاقتنا أقوى ويساعد على استمرارها· وقد أتخلى عن صديقتي عندما أشعر أنها قد تجرفني إلى خطأ ما، وفشلت في أقناعها بالعدول عن الخطأ''· آية عبد الفتاح أشارت إلى أن تقارب الميول العلمية وتقارب العمر ضروريان للصداقة الناجحة حتى لا تكون هناك فجوة في المستوى الفكري الذي يُعد من أهم دواعي التقارب والإلفة بين الأصدقاء، وأوضحت أنها يمكن أن تتخلى عن صديقاتها إذا ما وقع الشك بينهما وضاع الإخلاص، هنا يكون البعد أفضل لطرفي العلاقة· أما منار صالح حماد، فتقول: ''الصداقة أصبحت من الأشياء النادرة في هذا العصر بسبب طغيان لغة المصلحة على العلاقات بين البشر، ولذلك فإنَّ صديقي الحق هو القلم، لأنه الوحيد الذي لا يخون، ومن خلاله يمكنني أن أكتب وأقول كل ما في قلبي دون خوف أو قيود''· هي تعتقد أن أهم أسس اختيار الصديق هو كتمان السر والصدق التام في المعاملة، وإذا كانت العلاقة بين الأصدقاء شفافة وصادقة وبعيدة عن المصالح فلن تنتهي أبداً، ولن يستطيع أحدهما أن يتخلى عن الآخر· ''لا حياة بدون أصدقاء، لأن أصدقائي هم ذاتي، وهم وجهي الآخر''، هكذا تحدثتت آلاء يوسف بللي التي أضافت: ''أنا لا أنتقي أصدقائي على أسس معينه لأنني شخصية اجتماعية جد، ولا أجد صعوبة في إيجاد الأصدقاء، حتى وإن كانوا غير مناسبين؛ لأن الإنسان محب للخير بفطرته وقابل للإصلاح، وأنا لا أمانع في أن أكون مفيدة وغير مستفيدة من علاقتي بالآخرين، وأعتقد أن الصديق الحق هو الذي يقف إلى جانبي وقت الشدة، ولكن إن لم يحدث لسبب أو لآخر، فهذا لا يعني بالضرورة أنه غير مخلص في صداقته، لأن ظروفه ربما أعجزته عن تقديم يد العون لي، وهنا يجب أن نلتمس العذر لأصدقائنا حتى نستطيع الاحتفاظ بهم طوال حياتنا''· على الجانب الآخر، نجد أن علم النفس له رأي في مسألة الصداقة عند الشباب وهو ما يحدثنا الدكتور يوسف التيجاني قائلاً: ''نظراً لطبيعة الإنسان الاجتماعية فهو يحتاج في مراحل حياته المختلفة إلى اختيار شخص أو أشخاص يلائمونه في التفكير والمزاج والتطلعات، الإنسان عادة يحتاج إلى ما يسمى بصديق يبوح له بأسراره ويكشف له أدق ما يدور في نفسه، هذا بعكس علاقته بأفراد أسرته المليئة بالخطوط الحمراء التي لا يستطيع أن يتجاوزها، فالصداقة عملية متبادلة وطرفاها يحتاج كل منهما إلى الآخر، لا سيما في مرحلتي الشباب والمراهقة، لأن هاتين الفترتين تشهدان حالة من التمرد على الأسرة والمعتقدات، فالشخص يصبح كبيراً في حجمه، ولكن نموه العقلي والعاطفي يسير بحسب عمره، هذا التناقض يدفع الشخص للبحث عن آخرين يوافقونه على تمرده وينصحونه صواباً أو خطأ بأشياء تشبع غروره وتفتح الطريق أمام تطلعاته، ولذلك فهو يجد في الصداقة الملاذ الآمن الذي يجنبه الاحتكاك بكل من الأسرة والمعلمين والمجتمع''· يرى الدكتور يوسف التيجاني أن للصداقة إيجابيات عديدة، منها: تخفيف الضغوط النفسية لدى الشباب· الأستفادة من تجارب الآخرين ونصائحهم في بعض الأحيان· الصداقة مجتمع صغير، يُمثل نواة للمجتمع الكبير ووجود عدد من الأصدقاء يتشاورون في مواضيع مختلفة فيما بينهم، يساعد الفرد على أن تتسع مداركه وخبراته، وهو يساعد على تحقيق التفاعل الإيجابي مع المجتمع· ومن سلبياتها كما يوضح التيجاني: الاختلاط بأصدقاء يصورون الأشياء بعكس طبيعتها· الاختلاط بأصدقاء سيئي الطباع والسلوك فيتأثر الشاب بهم، خاصة عندما تنشأ هذه الصداقات في الشارع بعيداً عن الرقابة الأسرية والمدرسية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©