الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خان الخليلي.. متعة التسوق في عبق تاريخي

خان الخليلي.. متعة التسوق في عبق تاريخي
25 مايو 2014 20:21
خان الخليلي واحد من أهم أسواق مصر القديمة التي يحرص السياح على زيارتها؛ بهدف الاطلاع على عبق التاريخ القديم، وشراء الهدايا التذكارية التي صنعها عمال مهرة حتى صارت سمعة خان الخليلي في الخارج، المحطة الأولى لكل سائح أجنبي. والسوق بما يتضمن من تاريخ ومعالم، تم إنشاؤه في العهد الفاطمي، وكان حلقة تجارية يتوافد عليها التجار من كل أركان المعمورة. تخصص في البيع في الحاضر يعد سوق خان الخليلي من أهم الأسواق التجارية القديمة، ويتميز بأنواع الصناعات اليدوية، التي تغطي الأزقة والشوارع وواجهات المحال في الخان، وأهم بضائعه الحلي المصنوعة من الذهب والفضة والمطعمة بالعقيق، وأشكال الصدف، والمصنوعات الجلدية والنحاسية، والمشغولات اليدوية ذات النقوش والرسومات الفرعونية والإسلامية والآيات القرآنية المخطوطة على ورق البردي، والمسابح وأعمال الأرابيسك. وكلها تمثل هدايا تذكارية يقبل عليها المصريون، ويحرص السياح العرب والأجانب على اقتنائها والعودة بها إلى بلادهم. وتتميز محال ودكاكين الخان بتخصصها في بيع بضاعة واحدة، فهذا يبيع المشغولات الذهبية، وآخر يبيع منتجات الأرابيسك، وثالث يبيع التحف الفرعونية المقلدة، وهكذا يستطيع الزائر أن يتفحص المعروضات بدقة حتى يقتني ما يريد. وتابع “من أبرز الفنون التي حفظت للخان شهرته وتميزه عن الأسواق الأخرى صناعة النحاسيات والفضيات والأرابيسك والسجاد والتحف، التي برع فيها صناع مهرة، ومن تلك الصناعات الأطباق والصواني وأطقم القهوة النحاسية والخزفية، والمنتجات الصدفية مثل صناديق حفظ الحلي “الشكمجية” وطاولات الصدف والكراسي”. وعن صناعة الملابس، يقول وائل عبدالحميد، صاحب محل ملابس، إنها تحظى بالإقبال الكبير وخاصة الجلاليب الفرعونية والقمصان التي تحمل رسومات للمعابد الفرعونية، ويباع أيضاً البرقع المصري القديم وبدل الرقص والملابس النسائية، مشيرا إلى تواجد السائح الأوروبي بصورة كبيرة في سوق خان الخليلي. ويضيف “تأتي شهرة “الخان” من صنعة وبيع التحف والمشغولات اليدوية التي تعتمد على الصنّاع المهرة فمعظم مبيعات محال الخان قائمة على “فن الأصابع” فلا توجد ماكينات أو أجهزة حديثة، وكان من الطبيعي أن يتوارث الأبناء أسرار تلك الصناعات ليحفظوها من الاندثار، ويبقى للخان مذاقه وعبقه الذي يجذب الآلاف من زوّار القاهرة إلى ارتياده والتجوال”. شراء الهدايا توضح ناتالي براون، سائحة إنجليزية، أن خان الخليلي مكان مناسب لشراء الهدايا التذكارية، وخاصةً هدايا الحرف اليدوية، بسبب روعتها الزخرفية، كما أن أجواء هذا السوق غير التقليدية مع تخطيط متاهة من الشوارع يتيح للزوار الكثير من المتعة، إلى جانب أن منطقة الخان مكان مناسب لتدريب السائحين على مهارات التفاوض، لأن التجار يتحدثون لغات عدة، لافتة إلى أنه إذا كان السائح من بلد لديه فنان مشهور أو رياضي عالمي سيحصل على خصم خاص. وتصف جانيني غيرلان، سائحة إيطالية، شارع خان الخليلي بأنه سوق البهجة، حيث يوجد به أفضل أنواع محال الفضة في القاهرة، التي يمكن شراؤها إلى جانب الكثير من الهدايا التذكارية، مثل شراء العطور والزيوت الطبيعية، والقمصان الفرعونية، وأوراق البردي، والتحف وتوابيت مصغرة بداخلها مومياء. وتوضح أن زيارة خان الخليلي تتطلب أيضاً زيارة سوق الموسكي، لشراء الستائر، والقمصان والنعال المنحوتة على الطريقة الخشبية، أو الحجرية، وأيضاً شراء الفضة والنحاس والسلع والأوشحة، وزجاجات العطور الجميلة. ويقول ديفيد واشنطن، سائح أميركي، إن “خان الخليلي واحد من أفضل الأماكن التجارية والتاريخية في العالم، وعند زيارتي للقاهرة لابد من تناول أقداح الشاي في أكواب الزجاج الملون ذات القواعد النحاسية، ويمكن شراء لوحات زخرفية وتماثيل فرعونية صغيرة، وملابس وأدوات الرقص الشرقي والشيشة، والمجوهرات. وغير ذلك من الأنتيكات”، مؤكدا أنه يشعر بالاستمتاع عند المرور من متاهة الأزقة المظلمة، حيث يشعر بأنه يمشي عبر قرون مضت. وفي رأي بدر أبو عبدالله، من ليبيا، أنه يحرص فور قدومه للقاهرة على زيارة خان الخليلي، وأسواق العتبة والموسكي، حيث يمكن شراء أشياء كثيرة بسعر رخيص، مثل العباءات والقمصان والأحذية، وحتى الكتب، مؤكدا أن النساء أكثر حرصاً على زيارة هذه الأسواق لشراء العباءات ذات المظهر الخارجي المميز بالنكهة المصرية. ويوضح منتصر المرزوقي، من الأردن، أن مصر ستظل بلد السياحة والتاريخ في العالم العربي، حيث يمكن الحصول على الهدايا التذكارية من السجاد اليدوي والفراء، وتماثيل الملك توت عنخ آمون من حجر البازلت، ومصابيح علاء الدين، ويستطع السائح أن يشتري هدايا تذكارية مدهشة بأسعار زهيدة ، مبينا أن خان الخليلي هو المكان المناسب لشراء الكثير من الأشياء، من الملابس المصرية التقليدية إلى الهدايا التذكارية الصغيرة، ومن التوابل إلى ورق البردي، حتى الحلويات المصرية التقليدية المحشوة بالفول السوداني والسمسم والجوز. (وكالة الصحافة العربية) خان الأمير يرجع تاريخ «خان الخليلي» إلى القرن الثامن الهجري، حيث أراد الأمير «جاهركس الخليلي» في عصر السلطان برقوق، أن يبني خاناً ليحل مكان «تربة القصر» التي شيّدها المعز لدين الله الفاطمي لتضم رفات الخلفاء من قبله وبعده، وقد عرفت بـ«تربة الزعفران»، وعمل الأمير جاهركس على إخلاء المنطقة من القبور، بعد أن أفتى له الفقهاء بجواز ذلك. وفي موسوعة «مدينة القاهرة في ألف عام»، يلقي الدكتور عبد الرحمن زكي المتخصص في التاريخ الإسلامي، الضوء على تاريخ «خان الخليلي» بقوله: «الخان اسم أطلق على مجموعة من الأبنية القديمة والجديدة، يملكها أفراد كثيرون، وقد نشأت وامتدت في أزمنة متعاقبة، وكونت طرقات وأزقة فيها تجار العاديات والمصنوعات العربية الدقيقة. وعلى الرغم من أنه غلبت على هذا الحي نسبته إلى جاهركس الخليلي، فالواقع أنه لم يبق هناك أبنية تمُت بصلة إليه، فهو أعاد السلطان الغوري بناءه، في أوائل القرن السادس عشر، ولم يكتف الغوري بإعادة بناء هذا الخان، بل أنشأ تجاهه وبجواره من الجهة الغربية ربعين وبوابتين عظيمتين حافلتين بالزخارف والرخام، ولا يزال باقياً على إحداهما اسم الغوري وألقابه؛ وقد أمر الغوري بمنع تجارة الرقيق في الخان، ونقلها إلى سوق آخر، وقد تعرض هذا الخان للحريق أكثر من مرة، فاحترق في عهد السلطان الغوري الذي أعاد بناءه متضمناً أسواقاً ورباعاً تغلق، عليها أبواب، ثم احترق في العهد العثماني وأعيد تجديده». ويضيف الدكتور عبد الرحمن زكي: «سكن الخان بعد إنشائه عدد من التجار الأتراك والطباخين وصانعي الحلوى، وتحققت لخان الخليلي شهرة واسعة، وارتاده الرحالة في مر العصور، وكان كثير من رجال العلم والأدب والسياسة يرتادون الخان، ويذكر التاريخ أن الزعيم سعد زغلول كان من نزلاء الخان، أثناء طلبه للعمل بالأزهر، وكان يعتبره من أحب الأماكن إليه، وكان طلعت حرب الاقتصادي المصري المعروف يتردد على مقهى مجاور للخان، والروائي الكبير نجيب محفوظ توثقت علاقته بـ «مصر القديمة»، حيث ولد وعاش صباه وشبابه بين الأزقة والحواري والأسواق المعبقة برائحة الماضي، وكتب محفوظ العديد من أعماله، التي عنونها بأسماء الأماكن الشهيرة في «مصر القديمة» مثل «زقاق المدق» و«السكرية» و«قصر الشوق» و«بين القصرين» و«خان الخليلي»، وعادة ما كان الكاتب الكبير يجلس في أحد المقاهي المجاورة لخان الخليلي، يتصفح الجرائد أو يدخن النرجيلة». مقاهٍ ساهرة يقول الحاج جمال عبد السميع، صاحب مقهى «لا تزال مقاهي خان الخليلي تشهد أفواجاً من المتوافدين عليها من كل صوب كل يوم، وعادة تظل المقاهي ساهرة حتى الصباح، وبالتالي تستمر الحركة في الخان ليلاً ونهاراً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©