الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قمة الأجندة العالمية تختتم أعمالها بالدعوة إلى هندسة نظام اقتصادي عالمي جديد

قمة الأجندة العالمية تختتم أعمالها بالدعوة إلى هندسة نظام اقتصادي عالمي جديد
9 نوفمبر 2008 23:22
دعت قمة الأجندة العالمية في ختام اجتماعها في دبي أمس إلى ضرورة هندسة نظام اقتصادي عالمي جديد يتخلص من العيوب والاختلالات التى كشفتها الأزمة المالية الراهنة والتي اعتبرها مشاركون في القمة التي ينظمها المنتدى الاقتصادي العالمي الأسوأ في التاريخ· وبالرغم من تباين آراء المجموعات الثماني التى شكلتها القمة لبحث القضايا المتصلة بالتحديات التي تواجه العالم حاليا وفي مقدمتها أزمات المال والاقتصاد والبيئة، فإن الجميع اتفق على ضرورة بلورة النتائج والتوصيات التى توصلت اليها القمة لتصبح برنامجا استرشاديا يمكن من خلاله بناء نظام جديد يمكن من استعادة الثقة في الأسواق· وقال البروفسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي ان القمة نجحت في وضع سيناريوهات مختلفة لما يمر به العالم حاليا من ازمات متعددة أدت إلى انعدام الثقة والخوف، مشيرا إلى انه وبالرغم من ذلك فإنه في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية فإن العالم لا يزال يحمل المزيد من الفرص لإحداث التغيير· وأكد شواب في كلمته الختامية خلال القمة ان الأزمة المالية العالمية سوف تغير المشهد السياسي وتغير كذلك من ديناميكيات الأسواق والشركات والمؤسسات، مشدداً على أهمية الحاجة إلى تكثيف التنسيق بين الحكومات وايجاد الأنظمة وآليات التنفيذ المناسبة للخروج من هذه الأزمة· ودعا شواب إلى ضرورة إدارة الأزمات التى يواجهها العالم بطريقة أفضل لإعادة بناء الثقة في النظام المالي وذلك لحل المشاكل طويلة الأمد على مستوى البيئة والأمن والغذاء والطاقة وغيرها من المجالات الأخرى· وشدد شواب على ضرورة العودة إلى المبادئ الأساسية فيما يتعلق بالنظام الاقتصادي العالمي، لافتاً إلى ان الرأسمالية المنشودة تلك التى تهدف إلى تحقيق المصالح العامة للجميع من خلال بناء شراكات بين المجتمع والمؤسسات التجارية، مؤكدا كذلك اهمية ان تحظى الأخلاقيات بأهمية قصوى من اجل الوصول إلى حراك جديد يضمن الدفاع عن المصالح· وفيما يتعلق بالنتائج التى توصلت اليها القمة قال شواب ان القمة التى شارك فيها ما يزيد على 700 شخصية عالمية لا يتوقع منها ان تقدم حلولا للازمات التي يتعرض لها العالم حاليا ولكنها ستساعد من خلال التحليل العميق لأسباب هذه الأزمات في الخروج برؤية يمكن ان تساهم في الحلول· ومن جهته قال محمد العبار رئيس قمة مجالس الأجندة العالمية المشارك، عضو المجلس التنفيذي في دبي خلال كلمته في الجلسة الختامية، إن قمة مجالس الأجندة العالمية ستمهد الطريق أمام أجندة اجتماعية اقتصادية للعالم بأسره· وأضاف: ''يأتي المشاركون في هذه القمة من 68 بلداً حول العالم ومن جميع القارات، مما يشكل بحد ذاته دلالة كافية على مكانة دبي كمدينة عالمية ونقطة التقاء لمختلف الآراء· وقد اقترحوا أفكاراً عملية متبصرة من أجل تغيير طريقة أداء الحكومات، وكيفية مزاولة الأعمال، وأسلوب حياة العائلات''· بدورها رسمت سوزان جونسون من مؤسسة جولدن مان ساكس والتى ترأست المجموعة الخاصة بالأزمة المالية صورة قاتمة لتوقعات الاقتصاد العالمي، حيث أشارت إلى ان ما يمر به الاقتصاد العالمي حاليا من مخاطر جعلته يتعرض إلى أزمة حادة للغاية لن يكون هناك بلد أو صناعة محميين منها تماما، لافتة إلى ان السياسات المتبعة في السابق هى التى ادت إلى تفاقم الازمة إلى جانب انعدام الحوكمة السياسية والتكافؤ في الأسواق· وأشارت سوزان إلى ان الأزمة قوضت ميزة انفتاح الأسواق وأثرت بشكل مباشر على النظام الرأسمالي، مؤكدة وجود اجماع على أهمية تدخل الحكومة في الأسواق المالية لضمان الاستمرارية· وفيما يتعلق برؤية المجموعة المالية للأزمة قالت جونسون انه يجب أولا ان يعمد المجتمع الدولي إلى تكثيف التنسيق العالمي في وضع السياسات والأنظمة مع استمرار الاستجابة الحكومية في التعامل مع الأزمة كجزء من التدخل الذى يجب ان يكون متبوعا بحوافز لتسهيل السياسات النقدية بشفافية اوسع· واشارت إلى ان تدخل الحكومات في دعم القطاع الخاص يجب ان يركز على قطاعات محددة بشرط الا يؤدى ذلك إلى حمائية· إلى ذلك قال ديفيد بلوم مقرر لجنة التنمية الاقتصادية ان الازمة المالية العالمية الراهنة لا تعكس وجود نظام اقتصادي فاشل بالرغم مما تحويه من تأثيرات حادة، اذ ان القوانين الاقتصادية لا تزال ذاتها دونما تغيير· واضاف انه في حال تقويض اساسيات التجارة والاستثمار في رأس المال البشري ومشاريع البنية التحتية الضرورية، كردة فعل متسرعة لمعالجة الأزمة، فإن ذلك يمكن ان يفاقم من الأزمة دون ان يسهم في حلها· وبحثت قمة مجالس الأجندة العالمية، التي شارك في رئاستها البروفيسور كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، حوالي 70 قضية يواجهها العالم اليوم- ابتداء من أزمة القطاع المالي والتغير المناخي وانتهاء بمحاربة الفقر والتنمية المستدامة· وقال العبار: ''ستعود الأجندة العالمية، التي ترسي هذه القمة أسساً راسخة لها، بالفائدة على جميع شرائح المجتمع حول العالم، ابتداء من المزارع في فيتنام وتلميذ المدرسة في كينيا وانتهاء بالطالبة الجامعية في القاهرة''· وسيتم رفع توصيات القمة إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس العام المقبل· وقد أصبحت دبي الآن المقر الدائم لانعقاد قمة مجالس الأجندة العالمية·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©