الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إرادة نورة تلهمنا

إرادة نورة تلهمنا
25 سبتمبر 2016 21:25
شمسه سيف (أبوظبي) «فخور أيضاً بابنتي نورة خليفة الكتبي..وأهنئها بفوزها بجائزة الرياضية المتميزة ذات الإعاقة ..إرادة نورة تلهمنا».. تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي نشرها عبر حسابه الخاص عام 2013، لم تكن مجرد كلمات دعم وتشجيع لنورة الكتبي بعد فوزها بجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك، فئة الرياضية المتميزة ذات الإعاقة، بقدر ما كانت شمعة أمل ورسالة وفاء، ونقطة تحول في مسيرة نورة الكتبي ليتضاعف الحماس وتزداد مساحة التفاؤل ويرتفع سقف الطموح وتتواصل مسيرة الانتصارات، ويحلق علم الوطن عالياً في دورة الألعاب البارالمبية مؤخراً في ريو دي جانيرو، لتصبح أول فتاة إماراتية في تاريخ المعاقين والأسوياء تتوج بميدالية فضية في الألعاب الأولمبية. «إرادة نورة تلهمنا»، كلمات ألهمت نورة ووضعتها فوق أول طريق المجد لتحقق للوطن إنجازاً غير مسبوق. إنها بالفعل تلهمنا ليس فقط بما حققته في ريو دي جانيرو، ولكنها تلهمنا بحماسها.. تلهمنا بإصرارها.. تلهمنا ببطولاتها.. تلك هي حكاية ابنة الإمارات التي تحدت الإعاقة الذهنية والجسدية، واستطاعت أن تقهر المستحيل في أرض البرازيل، وتصل بأحلامها إلى عنان السماء، موجهة رسالة لأصحاب الإعاقات والأسوياء على حد سواء، بأن الطموحات تتحقق بالإرادة والعزيمة، وأن الإصرار يقهر المستحيل إنها حكاية تستحق الإنصات والإعجاب لأنها تلهمنا من المشهد الأول. التحقت نورة الكتبي بنادي العين للمعاقين 2011، وكانت رياضة الصولجان أولى الألعاب التي مارستها، وانحصرت مشاركتها وإنجازاتها منذ دخولها إلى عالم الرياضة في هذه اللعبة، وكانت أفضل نتائجها في بطولة العالم للشباب نهاية العام الماضي. ونظراً لضعف المستوى الفني للبطولة، وتواضع الرقم الذي حققته آنذاك، بالرغم من أن ترتيبها العام كان يعتبر جيداً جداً نسبياً، قرر المدرب التونسي سفيان بوليلة المشرف على تدريباتها، إدخالها لعبة أخرى لتمارسها وهي دفع الجلة، وعمل على تطوير الجوانب البدنية والفنية، واضعاً جميع الفوارق بين اللعبتين بعين الاعتبار، حيث إن تقنيات كل لعبة تختلف كلياً عن الأخرى، ووضع لها جدولاً خاصاً قبل انطلاق الأولمبياد بسنة، وذلك بتكثيف التدريبات إلى حصتين يومياً، الأمر الذي ساهم في جعل نورة الكتبي أحد أبطال الإمارات في ريو بتحقيقها الميدالية السابعة من مجموع حصاد أبطالنا في المهمة الوطنية في البرازيل. «الاتحاد» التقت نورة الكتبي في منزلها في الفوعة بمدينة العين، حيث استهلت الحديث بالشكر والعرفان للقيادة الرشيدة على الاهتمام البالغ الذي توليه في النهوض والارتقاء بالرياضة بشكل عام ورياضة المرأة بشكل خاص، مشيرة إلى أن تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي نشرها عبر حسابه الخاص عام 2013، بعد فوزها بجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك، فئة الرياضية المتميزة ذات الإعاقة، كانت أكبر حافز لها في أولمبياد المعاقين في البرازيل، إذ وضعتها هذه التغريدة أمام مسؤولية كبيرة في أن تعود إلى أرض الوطن بإنجاز جديد وغير مسبوق في تاريخ مشاركات الفتاة الإماراتية في الألعاب البارالمبية، وأثمر ذلك عن حصولها على فضية دفع الجلة، بجانب مواطنتها سارة السناني، التي ساهمت في تسطير هذا الإنجاز بتحقيق البرونزية لنفس المسابقة في فئة «اف 33». وقالت نورة الكتبي: الإنجاز الذي تحقق بحصولي على الميدالية الفضية لم يكن سهل المنال، إذ إن التحول الذي حدث من ممارستي رياضة الصولجان إلى دفع الجلة احتاج إلى التدريبات المكثفة على يد المدرب الأساسي سفيان بوليلة الذي أعاد اكتشاف موهبتي في هذه الرياضة، وآمن بقدراتي، وعمل على تطوير مهاراتي وتعزيزها قبل سنة كاملة من انطلاق المنافسات في ريو، ويرجع الفضل له، حيث وضع هدف الفوز بميدالية نصب عينيه، بمساعدة المدرب المساعد كنزة زيتوني، إضافة إلى المدرب المرافق لي في البرازيل رضا السوداني. وأضافت: «يعود الفضل إلى عائلتي ووالدتي في هذا الإنجاز على وجه الخصوص، لقد كانوا خير سند لي في كل الظروف التي مررت بها منذ انخراطي في ممارسة اللعبة والمنافسة وحتى اللحظة، وما زلت أتذكر مكالمة أمي قبل خوضي المنافسة في ريو وحصولي على الفضية، حيث كانت كلماتها التشجيعية حافزاً كبيراً في الإنجاز الذي تحقق، الفضل يعود إليها، من بعد الله عز وجل، فهي لم تجعل من إعاقتي حاجزاً في أن أواجه المجتمع، بل حرصت على أن تزيل هذه الحواجز من خلال متابعتها الدائمة ودعمها المعنوي الذي تقدمه لي في جميع المنافسات، مما يشعرني بأنها قريبة مني رغم بعد المسافات في مختلف البطولات التي كنت أخوضها». تابعت: «فرحة الفوز يصعب وصفها، ويعجز اللسان عن التعبير عنها، خصوصاً أنه الإنجاز الأول في مسيرتي على صعيد لعبة دفع الجلة، بتحقيق الفضية في دورة الألعاب البارالمبية، مما يجعلني أفكر من اليوم جدياً في طوكيو 2020، لكن هذه المرة سيكون الاستعداد مختلفاً حتى أعود إلى الوطن بالذهب». من جهتها، أعربت والدة نورة الكتبي عن سعادتها وفخرها بحصول ابنتها على الميدالية الفضية في الألعاب البارالمبية، موجهة الشكر إلى كل من ساهم في ذلك، ابتداءً من القيادة الرشيدة التي تحرص على تقديم كل الدعم للرياضيين، ونادي العين للمعاقين متمثلاً في جميع المدربين الذين أشرفوا على تدريبها، وقالت: تلقينا خبر فوزها بالميدالية فجر اليوم التالي من بعد خوضها المنافسات، ونظراً لفرق التوقيت بيننا والبرازيل التي أقيمت فيها المنافسات، لم نستطع رؤيتها على الهواء مباشرة فور فوزها، ولكن استطعنا أن نرى الإعادة فيما بعد، ونفرح بالإنجاز الثمين الذي حققته نورة لعائلتها وللإمارات أجمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©