الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العنجهية الإسرائيلية

العنجهية الإسرائيلية
25 سبتمبر 2016 21:12
ابتدأ رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الماضي، بذمم الأمم المتحدة ووصفها بأنها «مقرّ حافل بالأكاذيب». لأن إسرائيل، على حد زعمه، تتعرض دون غيرها في الجمعية العامة للأمم المتحدة عاماً تلو الآخر للاستنكار. وتتم إدانتها أكثر من كل دول العالم مجتمعة، مبيناً وجود 21 قراراً من مجموع 27 قراراً للجمعية العامة يدين إسرائيل. وأضاف بشكل استفزازي أنّ تعامل الأمم المتحدة لم يكن منصفاً تجاه إسرائيل، مؤكداً أنّ الحرب ضد إسرائيل في الأمم المتحدة انتهت. وبالتالي توجد هنا في الأمم المتحدة أغلبية تلقائية تستطيع اعتماد أي قرار. وهي قادرة على اعتماد قرار يقضي بأن الشمس تغيب في الغرب أو تشرق في الغرب، كما يمكنها اتخاذ قرار، وسبق لها أن فعلت ذلك، بأن حائط المبكى في البلدة القديمة من أورشليم القدس ما هو إلا منطقة فلسطينية محتلة. وأضاف نتنياهو مهدداً الأمم المتحدة: «هل ثمة من يعتقد أن إسرائيل ستترك الأمم المتحدة تحدد مصيرها ومصالحها؟» الم يحن الوقت بعد لاحترام آراء المجتمع الدولي وقرارات المنظمة الدولية؟. وهل يرى نتنياهو أن العالم بكامله على خطأ وهو الوحيد على حق؟. بعد ذلك انتقل نتنياهو إلى الهجوم المليء بالحقد العنصري على الشعب الفلسطيني من خلال التركيز على «يهودية إسرائيل»، مصرحاً بأنّ إسرائيل يمكنها التفاوض على كل شيء إلا «القدس»، موضحاً أنّه ليس مستعداً للتفاوض على «مصير الدولة اليهودية الوحيدة في العالم». بهذه الكلمات المستفزة، أغلق نتنياهو الأبواب أمام إيجاد حل للقضية الفلسطينية، مناقضاً نفسه بقوله إنه «لم يتنازل» عن السلام مع الفلسطينيين المرتكز على حل الدولتين، قائلاً «إذا قال الفلسطينيون نعم للدولة اليهودية، يمكن أن ينتهي النزاع». وبين نتنياهو أن الصراع مع الفلسطينيين لم يكن في أي وقت حول المستوطنات، قائلاً إن الصراع كان حول وجود دولة «يهودية». فنتنياهو يناقض نفسه ويعترف هنا بأنه يريدها «دولة يهودية». ووصف نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه يعيش في الماضي، كما دعاه إلى التحدث أمام الكنيست. وأضاف «أنا مستعد لأتحدث أمام البرلمان الفلسطيني في رام الله»، معتبراً أنّ المشكلة تكمن في إصرار الفلسطينيين على عدم الاعتراف بإسرائيل بعد مرور حوالى 70 سنة على تأسيسها. وكرر رئيس الحكومة الإسرائيلية هجومه على طهران بقوله «إن إسرائيل لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية لا الآن ولا بعد عام ولا في المستقبل أبداً»، معتبراً أنّ التهديد الأكبر لإسرائيل هو التهديد الإيراني، وأضاف «إنّ إسرائيل تمنع تهريب السلاح إلى حزب الله في لبنان». لماذا ترضى إذاً يا نتنياهو بامتلاك إسرائيل للسلاح النووي؟، ودعم الإرهاب الداعشي الذي تسانده بالسلاح والمعلومات الاستخبارية؟ وتقوم بمعالجة جرحاه داخل المستشفيات الصهيونية، كما تقوم في الوقت نفسه بممارسة أخس أنواع الإرهاب في دولتك ضد أبناء الشعب الفلسطيني الذي تدعي أنك تمد له يدك الملطخة بدمائه، وتقوم بإعدامهم علناً أمام أنظار العالم كله، وتغتال بفخر العشرات من قادة الشعب الفلسطيني، وتدعي ديمقراطية الكيان العنصري المؤسس على جماجم الأطفال والنساء الفلسطينيين؟ هل هنالك عنجهية وصلافة وتناقض أكثر من ذلك؟. زعيم الإرهاب العالمي ورئيس الكيان الذي نفذ عشرات المجازر ضد الفلسطينيين، واحتل بقوة السلاح دولتهم ليقيم عليها أكثر دولة عنصرية في العالم، يطالبهم بالتخلي عن المقاومة وحلم العودة، وبالاعتراف بالدولة اليهودية. فلسطين كانت منذ بدء الخليقة وستبقى ما دام هنالك نفس فلسطيني على وجه الخليقة، والتراث الفلسطيني الزاخر بالقيم والأخلاق لا يمكن أن تزيله ريح صفراء يبثها أمثال نتنياهو. كل ما يقوم على باطل، هو باطل. والحق سيزهق الباطل، «إن الباطل كان زهوقاً». نصَّار وديع نصَّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©