مشاعر متباينة بشأن فوز أوباما في باكستان

فيما عمت الاحتفالات بفوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما بالانتخابات الرئاسية الأميركية، مناطق كثيرة في أنحاء العالم، سادت مشاعر محايدة بين سكان باكستان، أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، إن لم يكن يشوبها الخوف والقلق· وتساءل بلال احمد، صاحب متجر في المركز التجاري الرئيسي في اسلام اباد (35 عاما) قائلا ''ماهو مكمن الاختلاف بالنسبة لنا؟ ان فوزه ربما يكون جيدا بالنسبة للأميركيين، وربما للكثيرين في أرجاء العالم، ولكنه يبدو بالنسبة لنا سيئا مثل بوش''· ونقلت كل القنوات التلفزيونية الباكستانية تقريبا وقائع خطاب النصر الذي ألقاه أوباما، إلا أن تهديداته التي أطلقها خلال حملته الانتخابية بضرب أهداف ثمينة داخل باكستان لاتزال ماثلة في أذهان الشعب الباكستاني· يقول اشتياق حسين طالب بجامعة ''قائد أعظم''(25 عاما) بالنسبة لنا، فإن أي شخص يتولى الرئاسة الأميركية سوف يكون مناهضا للمسلمين، إن الغارات الأميركية الجوية سوف تتواصل بما يترب عليها من قتل نسائنا وأطفالنا، حتى في ظل ادارة أوباما، إن هذا هو ما وعد به أمته''· وعززت تصريحات أوباما خلال حملته الانتخابية، من المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في باكستان التي تقطنها أغلبية محافظة· ونظم حزب الجماعة الاسلامية أكبر حزب إسلامي في باكستان، تجمعا حاشدا ضم مئات الطلبة من الجامعات والكليات من العاصمة اسلام اباد ومدينة روالبندي عشية اجراء الانتخابات الأميركية رددوا خلالها هتافات ''يسقط بوش، يسقط أوباما'' و''الجهاد هو السبيل الوحيد للتعامل مع الولايات المتحدة''· وشاب التوتر العلاقات الأميركية الباكستانية في الأشهر الأخيرة بسبب الهجمات الجوية بطائرات بدون طيارين على مقاتلين مشتبه بهم من ''طالبان'' و''القاعدة''· وأشاعت وعود الرئيس الأميركي المنتخب بشأن مراجعة سياسات ادارة الرئيس بوش بعض الآمال في نفوس الليبيراليين الباكستانيين، فيما استقبل الكثير من الباكستانيين بالتقدير تعهدات أوباما بالمساعدة في حل مسألة كشمير التي تعد مصدر التشدد الإسلامي الرئيسي في المنطقة· وقال حسن عسكري رضوي أحد كبار المعلقين الباكستانيين ''إن تصريحات أوباما تثبت أن الرئيس الأميركي المنتخب ''يتفهم جذور الأسباب الجذرية للإرهاب وأنه يرغب في علاجها''· وأضاف رضوي ''إن هذا التغير في النهج من شأنه أن يساعد على تخفيف حدة المشاعر بين الباكستانيين ويؤدي إلى تحسين صورة أوباما'