الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إرث ثقيل يعطل تحقيق المساواة بين السود والبيض في أميركا

9 نوفمبر 2008 00:35
أثار انتخاب أول رئيس أسود للولايات المتحدة، موجة فرح وتأثر عارمة بين الأميركيين السود، إلا أن تحقيق مساواة حقيقية بين السود والبيض في هذا البلد لا يزال يبدو هدفا بعيد المنال· ورأى كونراد ووريل أحد مؤسسي حركة ''الجبهة الوطنية السوداء الموحدة'' ان انتخاب أوباما يشكل ''حدثا تاريخيا على طريق إسقاط الحواجز العرقية في الولايات المتحدة'' لكنه أضاف انه لم يتضح بعد ما إذا كانت ''هذه اللحظة من التاريخ تقودنا إلى تغيير فعلي في سلوكنا وطريقة تصرفنا حيال بعضنا البعض''· واعتبر هذا الاستاذ في جامعة نورث ايسترن في إيلينوي أن إزالة العواقب الاجتماعية الموروثة عن حقبة الرق والتمييز العنصري مهمة ملقاة على عاتق السود أنفسهم· وحذر باراك أوباما نفسه في الخطاب الذي القاه ليلة انتخابه ان ''هذا الفوز لا يشكل بحد ذاته التغيير الذي ننتظره'' وقال مخاطبا حشدا من 240 ألف مؤيد تجمعوا للاحتفال بانتصاره، ان التغيير ''لا يمكن ان يحصل ان عدنا إلى ما كانت عليه الامور من قبل· وهذا التغيير يمكن ان يحصل بدونكم''· ورأى رون هيلسون وهو من سكان شيكاجو السود، ان انتخاب أوباما هو مصدر أمل ولكن بشرط ان يحتفظ السود بالتفاؤل الذي احياه فيهم فوز مرشحهم· وقال هيلسون الذي شاهد في احيائه وضمن مجموعته من السود عائلات دمرتها المخدرات وأحياء حولتها العصابات إلى ميدان حرب حقيقي ومدارس باتت مهجورة بعدما رحل البيض إلى الضواحي، ''آمل ان يستمر ذلك لأبعد من اليوم أو غد أو الأسبوع المقبل''· واعتبر مارك سوير من مركز الدراسات العرقية والاثنية والسياسية في جامعة لوس انجلوس بكاليفورنيا انه ان كان يترتب على كل واحد بذل جهود لتغيير حياته وحياة مجموعته، الا انه يتعين أيضا معالجة هذه المشكلات البنيوية· وقال ان المسألة تكمن في معرفة ما إذا كان أوباما ''سينجح في وضع سياسة قادرة على معالجة المشكلات الهائلة على صعيد عدم المساواة'' القائمة حاليا· ولفت جيمس روكر مؤسس مجموعة الدفاع عن الحقوق المدنية ''كولور اوف تشاينج'' (لون التغيير)، إلى ان الخطورة في رئاسة أوباما تكمن تحديدا في ان وصوله إلى سدة الرئاسة الأميركية قد يحجب التفاوت الذي لا يزال قائما بين السود والبيض· وأوضح ''بعد وصــــول أسود إلى أعلى المناصب وأكثرها رمزية، اعتقد ان العديد من الأميركيين البيض سيقولون لأنفسهم انه لم يعد لدى الأميركيين السود من سبب يدعوهم إلى التذمر''· لكنه تــــــابع ان ''المشكلة هي انه لا يزال هــــــناك تمييز في السكن وجرائم عرقـــية ونسبة من السود تفوق البيض في السجون وعدم تكافؤ في التعليم· كل هذا لا تزيله انتخابات''· وقال القس آل شاربتون أحد أبرز وجوه حركة الحقوق المدنية ملخصا المسألة ''الموضوع لم يعد موضوع العنصرية على طريقة أعضاء كلو كلوكس كلان الملثمين، بل هو موضوع عدم التكافؤ وتحقيق التغيير الذي صوتنا من أجله''· وقال انه ''بعد قيام كونجرس ديمقراطي إلى حد بعيد ووصول رئيس أسود، إذا لم نتمكن الآن من اقرار قوانين تصلح النظام التربوي ونظام السجون، فهذا سيدل بكل بساطة على عدم كفاءتنا'
المصدر: شيكاجو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©