الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موزة الفلاسي تخط بفرشاتها ملامح الحياة البدوية

موزة الفلاسي تخط بفرشاتها ملامح الحياة البدوية
11 مايو 2012
(دبي) - تأخذنا الفنانة موزة الفلاسي إلى عالم الفن الراقي المسطر على لوحة أبت أن تظل بيضاء اللون باهتة، لتسكب على اللوحة لون الحياة وأبجدية الجمال، لتمتزج لتنطق بلغة الفن الذي لا يعي لغته إلا من يتذوق مفرداته التي تلامس النفس وتحاكي الفكر. فبأدواتها استطاعت موزة أن تحول الفكرة إلى واقع ومنظر بديع، وحكاية خطت بالألوان، فلا يمكن إلا أن يتوقف عندها المرء محاولاً فك طلاسم هذه اللوحة التي شكلت بها هاجس الفنان، من خلال مجموعة من الأعمال الفنية التي تركت عليها بصمتها في التعبير عن ذاتها، ونظرتها للأمور من حولها، وما يستوقفها من مشاهد وصور تسطرها الشخوص من حولها، وما تنعم به الحياة البدوية التي تعتبرها منبعاً خصباً لأعمالها». لغة السهل الممتنع ترى الفلاسي أن الفن لغة تخطت حدود الحروف والكلمات، لغة سهلة ممتنعة تنطق أحاسيس وأفكاراً بلا كلمات، وما زلت أجد نفسي أخطو خطواتي الأولى في هذا العالم اللا محدود لتعلم أبجدية النطق بصمت، والبوح عن الفكرة من خلال اللون وسحره، الذي يلقى أثرا في النفس بكل ما يحمله. ويكشف عما يعتريه من فرح أو حزن، فهي لغة للتنفيس والتعبير عن الذات. وتقول «علاقتي بهذا الفن لم تكن وليدة اللحظة أو محاولة تجربة وتحسس هذا العالم، وإنما هو شغف طفولي بالألوان، التي لم تكن تبرح أناملي التي اعتادت على تشكيل خطوط ودوائر، وكل ما يجول أمامي من مواقف تراني أسعى إلى توثيقها وتدوينها في كراستي التي تلازمني، وكانت متعة اللعب بالألوان وحتى الأصباغ من مخلفات بعض الأعمال لا يضاهيها شيء فللألوان سحر يجذب الصغير والكبير على حد سواء. واستطعت أن أصقل موهبتي من خلال احتكاكي بأهل الخبرة في عام 2005، وهو وقت ربما متأخر نوعا ما، ولكن كان بمثابة انطلاقة لي على مستوى مختلف في عالم الفن». وتضيف الفلاسي «أجد نفسي أبحر خلف الواقعية بحس تجريبي يطغى على معظم أعمالي. وقد بدأت مؤخرا في كسر هذا النمط بصياغة الأفكار وعناصرها كتابة ثم تنفيذها كعمل فني، فأعمالي تتميز بواقعيتها المفرطة وألوانها الصريحة، وتأسرني دائما الأحاسيس والمشاعر من فرح وحزن وخوف ودهشة التي تعتري الوجوه، وأسعى لتجسيدها بالألوان، تلك المعاني التي تعبر بصدق عن حالة ما لا يمكن أن تخفيها الوجوه. في السابق كان جموح الرغبة في العبث بالألوان هو ما يدفعني للرسم أما الآن فأسعى أن تكون لأعمالي معانٍ إنسانية أكثر عمقاً من اللون نفسه. كما أهوى الخيل العربي الذي يعد رمزاً للجمال ومصدراً للإلهام، الذي يتباهى بجماله ورشاقتها أمامي، فلا يمكن أن تقاوم فرشاتي تلك الخطوط والتفاصيل الدقيقة في إطلالته البهية». الحراك الفني المحلي توضح الفلاسي «ما تتميز به أعمالي أنني عادة ما أبدأ بسكب الألوان بشكل عشوائي ومن دون انتقائية لتشكيل خلفية مبهمة وأراقبها باستمتاع حتى تجف ومن ثم أبنى عليها موضوعي، ولا أعمل على إخفائها بشكل كلي، لتظهر كخلفية متناغمــة وجذابة مع الموضوع، الأمر الذي يمنح عملي ميزة خاصة ومختلفة. وكثيرا ما أفضل الألوان المائية وألوان الأكريليك، نظراً لسرعة جفافها، وأحب التلوين بيدي، ومزج الألوان بأصابعي على اللوحة هي متعة أخرى في تلمس الألوان، كما أهوى الرسم بالفحم والباستيل وأقلام الرصاص، ولكن إلى الآن لم أجرب الألوان الزيتية». وحول تقييم الحراك الفني المحلي، تشير الفلاسي إلى أن «المشهد الفني في الإمارات رائع، حيث أصبحت الإمارات محط أنظار العالم في مختلف الفنون، نظرا لاهتمام ولاة الأمر بمجالات الفن المختلفة، وتشجيع الموهوبين، وانتشار أعداد واسعة من الجاليريات المتعددوقد وصلت الفنانة الإماراتية لمكانة ومستوى عالٍ خصوصا في السنوات الأخيرة، في ظل الانفتاح الذي يشهده المجتمع الإماراتي على جميع الصعد. ولي بعض المشاركات في عدد من المعارض التي تعلن من حين إلى آخر، فهذا الوجود من شأنه أن يتعرف المرء من خلاله على فنانين ومدارس مختلفة، كما تجعل المعارض العمل عرضة للنقد، وهو ما أبحث عنه حتى أطور من أدواتي وأسلوبي الفني». وتقول الفلاسي «كثيرا ما أحاول أن أوجهه رسائل خاصة لكل فرد يجد في نفسه موهبة وميلاً للفن، أو في أي مجال كان عليه ألا يتجاهلها، لأن الموهبة كما العضلات تشتد بالممارسة والتعلم، وتترهل بالإهمال والتهميش، كما هو معروف أن كل محال لابد أن يتخلله بعض الصعوبات والعراقيل، ولكن لابد أن يتحلى الفنان بالإصرار والتحدي والثقة بقدرته على إنتاج عمل ناجح يحقق به رضا الذات، ويشهد له المحيطون به». وتضيف أنا كلي يقين أن الإنسان إذا أراد شيئاً ما بصدق فإن الله يسخر له من يأخذ بيده ويساعده على المضي قدماً نحو الهدف الذي يطمح له، فالمرء بحاجة فقط إلى المحاولة حتى تتضح له الصورة بشكل واضح وأدق. وآمل مستقبلا أن يكون لي مساري الخاص».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©